دعا وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، الأربعاء، في باريس، إلى تفكيك المليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش
العراقي ضد تنظيم الدولة، متهما إياها بتأجيج التوتر الطائفي.
وقال خلال لقاء مع صحفيين في باريس، في ختام زيارة قام بها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إن "
الحشد الشعبي طائفي وتقوده إيران".
وتابع: "كانت هناك تجاوزات" خلال معركة
الفلوجة، "نعتقد أن هذه المليشيات يجب تفكيكها، وينبغي على الجيش العراقي محاربة تنظيم داعش".
وكرر دعوته إلى تشكيل حكومة عراقية "تشمل جميع الفئات والمجموعات في البلاد".
وقد أكدت القوات العراقية الأحد السيطرة بشكل تام على الفلوجة، بعد عمليات عسكرية استمرت نحو شهر، بدعم من قوات التحالف الدولي، التي شنت أكثر من مئة ضربة ضد الجهاديين.
وبات التركيز منصبا الآن على الموصل، المدينة الرئيسية في شمال العراق.
رد الحشد والخارجية
من جهته، رد رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، على تصريحات الجبير، مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس من شأن الوزير السعودي أو غيره، والأجدر به عدم التدخل.
وحذر الفياض من أن ذلك الحديث ليس نافعا للعلاقات بين الدول، لافتا إلى أن تعداد الحشد الشعبي وصل إلى 140 ألف مقاتل، بينهم الآلاف من مكونات متعددة.
بدورها، عبرت وزارة الخارجية العراقية عن "رفضها وانزعاجها للتدخل المتكرر من قبل الخارجية السعودية في شؤون العراق الداخلية"، ونصحت "بعدم تناول قضايا العراق بخطاب ينقل خلافات المملكة مع بعض الدول، أو يصدر لأزماتها الداخلية".
وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد جمال، إن "الحشد الشعبي هيئة رسمية تشكّلت من متطوعين يمثلون كافة مكونات الشعب العراقي، وهو جزء من منظومة الدفاع الوطني، يأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة، ويحصل على تمويله من ميزانية الدولة، ويتصدى مع جيشنا الباسل وباقي تشكيلاتنا المسلحة البطلة للفكر التكفيري المتطرف، الذي تمت تغذيته واحتضانه في حواضن باتت معروفة".
انتهاكات الحشد
وشاركت المليشيات الشيعية في معارك استعادة الفلوجة، رغم الجدل حول عدائها المفترض للسنة، وفقا لمسؤولين عسكريين عراقيين. وقد اعترض بعض قادة السنة على مشاركتها.
واتهمت حكومة الأنبار المحلية في العراق قبل أسابيع عناصر الحشد الشعبي بارتكاب مجازر دموية ضد السكان المدنيين بالفلوجة 50 كلم غرب بغداد.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، راجع بركات، إن عناصر الحشد الشعبي ارتكبت جرائم قتل للسكان المدنيين بالفلوجة، الفارين من تنظيم الدولة، خلال معارك تحرير المدينة التي تجري منذ أسبوعين.
وأضاف أن الحشد الشعبي الذي يسميه (المليشيات) يرتدي زي الشرطة الاتحادية، ويمارس أعمال قتل المدنيين، والسب والشتم بأساليب طائفية، مشيرا إلى أن أربعة مدنيين فارقوا الحياة خلال التعذيب واثنين بحالة خطرة.