ارتكبت مليشيات الحشد الشعبي في العراق، مجازر مروعة بحق مدنيين فروا من معارك مناطق الصقلاوية شمال غرب مدينة الفلوجة التي كانت دخلتها المليشيات مع القوات الأمنية العراقية بعد استعادتها من تنظيم الدولة، وفقا لشهادات ناجين.
وتسلمت ناحية العامرية جنوب الفلوجة 605 أشخاص كانوا معتقلين لدى المليشيات من أصل ألف مدني اعتقلوا من منازلهم، وآخرين من مناطقهم في ناحية الصقلاوية، بعدما تدخلت شخصيات من مجلس محافظة الأنبار.
وبحسب شهادات أدلى بها ناجون في مقاطع فيديو نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي، فإن "المليشيات ارتكبت جرائم قتل وتنكيل وتعذيب بحق هؤلاء المعتقلين الذين كانوا محتجزين لدى مليشيات الحشد الشعبي".
وقال ناجون، إنهم "عذبوا بطريقة وحشية ومهينة وهناك من تم ذبحهم ودفنهم وهم أحياء في مقابر جماعية، وهشمت العشرات من رؤوسهم وكسرت أطرافهم، وأربعة منهم فارقوا الحياة من شدة التعذيب".
وتداولت عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا تظهر جثث وحالات تعذيب مروعة بدت على أجساد مدنيين من الفلوجة، فيما أدلى آخرون بقصص مروعة عن حالات قتل ذبحا ودفن طالت عددا منهم على يد مليشيات الحشد الشعبي.
وتعتذر "
عربي21" عن بعض الألفاظ الخارجة على الذوق العام في مقاطع الفيديو، كما أنها تعتذر عن بعض الصور المروعة لضحايا تعذيب المليشيات.
وتتهم منظمات حقوقية دولية مليشيات عراقية منضوية تحت مليشيات الحشد الشعبي، بارتكابها جرائم قتل واختطاف وحرق للمنازل ودور العبادة في المناطق التي يتم استعادتها من تنظيم الدولة.
وكان نشطاء وإعلاميون عراقيون أطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت، هاشتاغ "#الفلوجي_يذبح_ويهان"، عنوانا لحملة الغرض منها فضح الانتهاكات التي ترتكبها مليشيات الحشد الشعبي بحق المدنيين من سكان مدينة الفلوجة.
وشملت الحملة نشر مقاطع فيديو وصورا تظهر ممارسات التعذيب والإهانة التي تمارسها المليشيات الشيعية بحق أبناء المدينة الذين فروا من معارك تشنها القوات العراقية، مدعومة بمليشيات "الحشد" لاستعادة الفلوجة من سيطرة تنظيم الدولة.
إلى ذلك، اعترف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، السبت، بوقوع انتهاكات ضد أهالي الفلوجة، لكنه اعتبرها تجاوزات "ليست منهجية"، موجها بإيقاف متهمين بـ"التجاوز" على مواطنين خلال العمليات العسكرية الجارية في مدينة الفلوجة.
وقال العبادي إن "هناك أخطاء، وأنا أعترف، ولدينا مقاتلون شاركوا بمعارك الفلوجة ليسوا على نمط واحد"، لافتا إلى "أننا لا نقبل بأي تجاوز، وأكدنا على الجهات الأمنية أن تراعي حقوق الإنسان، وتحترم كرامتهم"، وفقا لبيان صدر عن مكتبه.
وأضاف أن "التجاوزات ليست منهجية، لكننا لن نسكت عنها، ولن نتستر على أحد"، مشيرا إلى "أننا أصدرنا أمرا بإيقاف بعض المتهمين بتهم قتل وتجاوز على المواطنين، وسيقدمون للعدالة".
وكان تحالف القوى العراقية حذر، السبت، من استمرار "الانتهاكات" ضد أبناء الفلوجة، وفيما أشار إلى أن ما يجري في المدينة يمثل اختبارا وطنيا حقيقيا يحدد مصير المعارك المقبلة، لا سيما معركة الموصل، فقد حمل رئيس الوزراء مسؤولية إدارة المعركة بما يضمن الحفاظ على وطنيتها.