قالت صحيفة "أوبزيرفر" إن وفاة الفنان الفلسطيني الموهوب
حسن رابح، الحائز على جوائز فنية، سلط الضوء على مأساة اللاجئين الهاربين من الحرب.
ويشير التقرير إلى أنه بعد أداء المدرس والراقص رابح، وصلة موسيقية راقصة مع شركة معروفة، عاد إلى شقته في الطابق السابع، حيث كان يقيم، وخرج إلى الشرفة المتداعية، ورمى نفسه منها، ما أدى إلى وفاته.
وتبين الصحيفة أن الفنان رابح عاش معاناة اللجوء مرتين، مشيرة إلى أنه في حياته، التي استمرت 25 عاما، هرب من الحرب في وطنه فلسطين مع عائلته عندما كان طفلا، ودفع للتشرد من منزله في دمشق.
ويلفت التقرير إلى أن رابح كافح لعامين للنجاة في المنفى في بيروت، حيث كان ينام في بيوت أصدقائه، وكان يدرس ويعمل مع شركة "سيما" للرقص، التي فاز معها في برنامج تلفزيون الواقع "أراب غوت تلانت" عام 2012، مشيرا إلى أن رابح كان من بين 1.2 مليون لاجئ من
سوريا فروا من الحرب إلى
لبنان.
وتقول الصحيفة إن وفاته يوم الثلاثاء صعقت أصدقاءه وعائلته، الذين ردوا حالة رابح النفسية إلى اليأس والصدمة التي عانها كونه لاجئا، منوهة إلى انتشار أفلام فيديو عن عمله المميز في مجال الرقص على مواقع التواصل الاجتماعي حول العام.
وبحسب التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، فإن وفاة رابح كشفت مرة أخرى عن مأساة 4.3 مليون لاجئ سوري فروا من بلادهم؛ بسبب الحرب التي تشهدها البلاد منذ خمسة أعوام، ولا أمل لديهم بالعودة إلى مدنهم وقراهم.
وتنقل الصحيفة عن خبراء قولهم إن اليأس ينتشر بين اللاجئين، حيث وجدت دراسة، أجرتها مؤسسة السكان التابعة للأمم المتحدة، أن 41% من الشباب السوريين، الذين يعيشون في لبنان فكروا بالانتحار، فيما فكرت نسبة 17% كثيرا بالانتحار، وحاولت نسبة 24%
الانتحار فعلا عندما أغلقت الأبواب في وجوههم، لافتا إلى أن الفنان رابح، مثل بقية اللاجئين، لم تكن لديه أوراق إقامة رسمية في لبنان، وظل يعيش الخوف من الترحيل.
ويورد التقرير أن صديقة لرابح، وخريجة من المعهد العالي للفنون الدرامية في دمشق، الذي درس فيه، بكت وهي تتحدث عن صديقها، قائلة: "نشعر بالحزن، وخسارة حسن هي تراجيديا ستظل معنا، فقد كان إنسانا رائعا، وصديقا، وأخا، وراقصا، وخسارته هي كارثة، ولن ننساه".
وتنقل الصحيفة عن صديق رابح المدون محمد النايل، قوله إن حسن لم "يكن قادرا على تحمل الإهانة في بيروت"، وأضاف: "يمكنني القول إن بيروت كانت تأكل روحه، وفي كل مرة كنت ألاحظ أنه غاضب، ويقول أشياء لا معنى لها، وشعرت أنه كان يريد نقل شعوره بكلمات لا يمكنها ترجمة حزنه العميق حول الظلم الذي شعر به".
ويفيد التقرير بأن المشكلات النفسية تعد من أكبر التحديات التي تواجه منظمات الإغاثة والمؤسسات التي تعمل مع اللاجئين في الدول الخمس التي هرب إليها
اللاجئون، وهي الأردن وتركيا والعراق ولبنان ومصر.
وتذكر الصحيفة أن الكثيرين ممن هربوا إلى لبنان واجهوا مشكلات في العيش هناك، من انعدام الأمن، والخوف من الملاحقة الأمنية، بالإضافة إلى البطالة والديون التي وضعت عليهم ضغوطا.
وينقل التقرير عن ممثلة مفوضية اللاجئين في لبنان ميرلي جيرارد، قولها: "لم يتحسن الوضع"، وأضافت أن "الدعم الإنساني قد يغطي احتياجات معينة للمحتاجين، لكننا لا نستطيع دفع إيجار السكن، أو فاتورة الكهرباء والماء للجميع".
وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى أن حسن ترك قبل وفاته رسالة على صفحته في "فيسبوك" كانت غير مفهومة، وفسرها أصدقاؤه بأنها رسالة انتحار، حيث طلب منهم المغفرة، وتحدث عن حكومتي إسرائيل وسوريا، اللتين حملهما مسؤولية تحويله إلى لاجئ، وشجب وزارة الداخلية اللبنانية وتنظيم الدولة، وقال: "لا أنتمي لأي طائفة أو حزب سياسي، فأنا مخلوق من خلق الله".