فتحت قوات شرطة الحدود التركية، المعروفة بـ"الجندرما"، ليلة السبت الأحد، النار على سوريين أثناء محاولتهم النزوح إلى الأراضي التركية، موقعة قتلى وجرحى، بينهم أطفال.
وأفاد ناشطون بأن الجندرما قتلت 11 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال وأربعة نساء، بينما جرح آخرون، في قرية "خربة الجوز" الحدودية، في محافظة إدلب.
وكانت معظم العائلات التي حاولت دخول
تركيا مؤخرا، من مدينتي جرابلس ومنبج في ريف حلب الشمالي، اللتين تشهدان معارك عنيفة بين "قوات
سوريا الديمقراطية"، مدعومة بالطيران الروسي والأمريكي، وبين
تنظيم الدولة الذي يسيطر على القريتين.
وسلمت شرطة الحدود التركية جثث الضحايا إلى المشفى الميداني في قرية عين البيضا الحدودية، وفق مجلة "عين بلدي"، التي أوضحت أن الفصائل التي تنشط داخل سوريا قرب الحدود تسلمت الجثث ونقلت الضحايا والجرحى إلى مشافي حلب.
وكانت تركيا حذرت في وقت سابق من حزيران/ يونيو الجاري، السوريين من دخول أراضيها واجتياز الحدود بطرق "غير شرعية"، مؤكدة أنها ستستخدم القوة ضدهم في حال تجاهلوا التحذير، حيث قُتل عشرات السوريين على الحدود التركية على يد الجندرما، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يقتل فيها هذا العدد في يوم واحد.
استنكارات سورية وحقوقية
واستنكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قتل المدنيين، مطالبين السلطات التركية بفتح تحقيق فوري ومحاسبة مرتكبيها، كما أنهم جددوا مطالبهم للأتراك بفتح الحدود أمام المدنيين الفارين من الحرب في سوريا وقصف النظام السوري وهجوم تنظيم الدولة.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" نشرت أيار/ مايو الماضي، تقريرا بعنوان "حرس الحدود التركي يقتل ويصيب طالبي لجوء"، قالت فيه إن إغلاق الحدود يعرض حياة السوريين للخطر.
واتهمت المنظمة حرس الحدود التركي بإطلاق النار على السوريين وضربهم، عند محاولتهم الدخول إلى تركيا، ما تسبب بمقتل وإصابة عدد منهم بجروح خطيرة، داعية السلطات التركية إلى التوقف عن صد طالبي اللجوء السوريين، والتحقيق في استخدام القوة المفرطة من قبل الحرس.
اقرأ أيضا: "رايتس ووتش" تتهم تركيا بإطلاق النار على سوريين على الحدود
وقتل عشرات السوريين على الشريط الحدودي مع تركيا منذ مطلع الثورة، في ظل إغلاق الحكومة التركية للمعابر الرئيسة منذ آذار/ مارس 2015، وعزت الإغلاق حينها لـ"أسباب أمنية"، ما اضطر مئات السوريين للمخاطرة بحياتهم وعبور طرقات وعرة وجبلية بهدف الهروب إلى تركيا.
وحتى مطلع نيسان/ أبريل كانت تركيا قد أتمت بناء ثلث الجدار الخرساني المقاوم للصواريخ الممتد لمسافة 911 كيلومترا على حدودها مع سوريا.
وبحسب تقدير عدة منظمات، فإنه حتى 12 نيسان/ أبريل، كان 75 ألفا من السوريين يقيمون في نحو 10 مخيمات غير رسمية وعدة مواقع في أعزاز، شرقي البلدة على امتداد الحدود، وفي باب السلامة. وقدرت المنظمات أن 25 ألفا على الأقل من النازحين يتواجدون في مواقع عدة شرقي أعزاز، وقد فر الكثيرون منهم من عدة جولات قتال وعمليات هجومية شمال سوريا.