سياسة عربية

"الأخبار" تكشف لقاء غسل القلوب بين العسيري والمشنوق

لقاء لمدة ساعتين جمع الوزير اللبناني بالسفير السعودي لإجلاء الأمور - أرشيفية
أكدت صحيفة الأخبار اللبنانية أن لقاء وديا جمع السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري بوزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق.

وقالت الصحيفة إن هذه الجلسة كانت توضيحية وودية، تعامل خلالها السفير السعودي بشكل ودي مبني على "العلاقة التاريخية المتينة، التي تجمع المشنوق بالمملكة السعودية".

يذكر أن نهاد المشنوق انتقد مؤخرا سياسة المملكة العربية السعودية، متهما إياها بأنها أوصلت تيار المستقبل إلى ما هو عليه اليوم.

صحيفة الأخبار أكدت أن كلام المشنوق تجاه السعودية أوجد إرباكا داخل تيار المستقبل، وارتدادات داخل المملكة العربية السعودية، أدناها نفي دبلوماسي على لسان السفير علي عواض العسيري، وأقصاها ردّ قاس تولّته صحيفة "عكاظ" السعودية التابعة للعائلة المالكة، مطلقة العنان أمس لهجوم وصل حدّ اتهام الرجل بأنه يعاني من شيزوفرينيا. 

ونوهت الصحيفة إلى أن تيار المستقبل سارع على لسان نوابه إلى التبرّؤ من كلام نائب كتلته، مؤكّدا أن كلامه تحليل شخصي. تبعه ردّ ثان أمس للسفير السعودي رأى فيه أن "حديث وزير الداخلية، لا يعبّر عن الرئيس الحريري ولا المستقبل".

الجوّ الحقيقي


وأثارت الصحيفة اللبنانية جملة من التساؤلات حول هذه القصة، قائلة:ما هو الجوّ الحقيقي للتيار في ظل الكلام الكثير عن الإرباك الذي خلقه عند الرئيس الحريري؟ وهل العلاقة بين الحريري والمشنوق متوترة إلى هذا الحد؟ وكيف تلقّت المملكة تصريحات الرجل الصريحة؟ وهل سينعكس ذلك سلبا عليه في ظل تأكيده أن هناك المزيد ليقوله في حال اقتضى الأمر؟

ونوهت الصحيفة إلى أن هناك علامات استفهام طرحها أكثر من طرف، عندما كان يصغي بتمعّن إلى وزير الداخلية منذ أيام، بعدما حاول وضع حدّ لمهزلة المزايدين على خيارات تيار المستقبل، على حد وصفها. 

واستدركت بالقول: لكن الجواب الحاسم كان في ما كشفته مصادر مستقبلية بارزة عن لقاء جمع الوزير المشنوق أمس بالسفير السعودي لساعتين، كان أقرب إلى جلسة توضيحية أعاد الوزير التأكيد خلالها أنه يتحمل مسؤولية موقفه. 

ونسبت الصحيفة إلى مصادرها قولها إن العسيري تعاطى مع الرجل بأسلوب ودّي، مبني على العلاقة التاريخية والمتينة التي تجمع المشنوق بالمملكة.

وقالت المصادر إن اللقاء سيشكل بداية النهاية لكل الزوبعة التي أثارها كلام المشنوق الأخير.

ونقلت الصحيفة عن المصادر نفيها وجود أي مشكل كبير بين الحريري والمشنوق.

وأكدت الصحيفة أن جو الاتصالات بينهما في اليومين الماضيين، لم يكن على نحو سيّئ للغاية.

وقالت الصحيفة إن البارز في كلام المصادر كان في إشارتها إلى أن محبي الوزير المشنوق في المملكة أيضا كُثر، وهناك من يعمل على تهدئة الفورة التي نتجت من كلامه... وليس كل من في المملكة يعارض كلامه بل هناك من يؤيده أيضا، على حد وصفها.

الأخبار تحلل المشهد

وقالت صحيفة الأخبار اللبنانية في تحليلها للمشهد برمته، بالقول: بعيدا عن الدخول في لعبة تكرار كل ما قيل من معلومات وتحليلات، الأكيد أن أداء المشنوق لم يُعجب أبناء جلدته. أثار ريبة كثيرين منهم. لم يعتادوه بهذا الخطاب الباطش، وهو الذي كان في نظرهم أوفى الأوفياء للمملكة.

ونوهت الصحيفة إلى أن منهم من بدا كأنه ينتظر الرجل على غلطة، ومنهم من رأى أنه استخدم صدق نيته في غير موضعها، مستدركة بالقول: "لكن على الضفتين، كان القاسم المشترك بين المحبين والكارهين، هو تأكيد سلبيتين نجمتا عن حديثه؛ الأولى أنه أكد للجميع أن تيار المستقبل ينفّذ إملاءات المملكة العربية السعودية، وليس شريكا في القرار، ما أساء إلى صورة الرئيس الحريري الذي حمل دوما شعار لبنان أولا".

وأكدت الصحيفة أن مصادر المستقبل ترى أن الموقف سيكون حساسا بالنسبة إلى الحريري، في مقابل ألدّ خصومه على الساحة اللبنانية، أي حزب الله الذي يظهر وكأنه حليف إيران في لبنان وليس تابعا لها، في الوقت الذي تؤكد فيه الجمهورية الإسلامية دائما أن له صلاحيات التصرف في الكثير من الملفات داخل لبنان وخارجه، على حد تعبيرها. 

وتابعت الصحيفة أما السلبية الثانية فتتعلق بالمملكة مباشرة، وهي التي جهدت في إقناع الجميع بأنها لا تتدخل في الأمور التفصيلية وتترك للبنانيين حق تقرير المصير.

وعادت الصحيفة لرواية مصادرها التي رأت أن حديث المشنوق سيزيد إلى مشاكل الحريري في المملكة مشكلة إضافية، لأن الرياض تنظر إلى هذا الكلام من منظار شخصي وتعتبره إهانة، وأن المشنوق في معرض دفاعه عن الحريري أدى إلى المزيد من توريط الأخير. 

وختمت الأخبار بالقول: "كثُر الشامتون في تيار المستقبل، وكثر المنتقدون. انتقدوا جرأة الوزير، وانتقدوا كلاما لطالما رددوه هم في مجالسهم، لكن في عرفهم لا بد من كتمانه، بحسب ما تقول المصادر التي تؤكد أن التيار يحسبها جيدا، ويفكر فيها استراتيجيا. لذا سيظل يعبّر عن فخره بعلاقته بالسعودية، ويدافع عن سياساتها.