كيف تعرف بطل العالم لثلاث مرات الملاكم محمد علي
كلاي، الذي توفي يوم السبت، على جماعة
أمة الإسلام؟
تقول صحيفة "صندي تايمز" في تقرير أعده هيو ماكلفني، إن الملاكم، الذي كان يعرف بكاسيوس كلاي، بدأ بالتعرف على هذه الجماعة المتشددة في عام 1959، حيث إن الجماعة، أثارت اهتمام كلاي في لقاء عارض مع دعاتها عام 1961، ما أدى لاحقا إلى إعلانه الانتماء لها، بعدما صدم العالم الرياضي بانتصاره على سوني ليستون، وحصوله على البطولة في شباط/ فبراير 1964.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الذين أعجبوا باستقلالية كلاي، بالإضافة إلى الذين رفضوا انتقاداته، رأوا أنه لم يم يختر الطريق الصحيح بانتمائه لجماعة أمة الإسلام، حيث أنشئت هذه الحركة عام 1930 في مدينة ديترويت على يد شخص اسمه دبليو دي فارض، الذي خرج من السجن، وقال إنه مبعوث من الله، ونشر أفكاره التي أخذت قليلا من القرآن، وادعى أن المخلوق الأول كان أسود وأنه عاش في الجنة، حتى جاء شرير ذكي اسمه يعقوب قام بعملية هندسة وراثية، وخلق "الأشرار البيض"، وأصبحوا الطائفة المتسيدة، التي قامت باضطهاد السود.
ويقول ماكلفني إن أتباع مسؤول الجماعة، تبنوا منهج أليجا محمد (أليجا بول)، الذي خلف فارض، مشيرا إلى أنه ابن قسيس من الجنوب الأمريكي، حيث كان أليجا محمد هو من منح محمد علي اسمه بعد أيام من هزيمته ليستون.
ويضيف الكاتب أن محمد علي كان يكرر هذه القصص التي تتحدث عن يوم الانتقام من البيض لما فعلوه بالسود، ويتذكر كيف استمع لقصصه مرة في ميامي، حيث كان محمد علي يحكي هذه القصص لإثارة إعجاب البيض أكثر من تخويفهم، لافتا إلى أنه مهما كان موقف الناس من أفكار أمة الإسلام إلا أنها كانت تخفي جانبا مرعبا، حيث إنه خلال رئاسة فترة أليجا محمد كانت هناك أدلة كافية عن حوادث عنف.
وتذكر الصحيغة أن هناك من يرى أن الزعيم المسلم
مالكوم إكس قتل على يد أحد أفراد الجماعة، حيث إن إكس، مثل بقية أعضاء الجماعة، تحول إلى الإسلام في السجن، بعد اتهامه بسلسلة من الجرائم، مشيرة إلى أنه بعد خروجه من السجن، ونتيجة لشخصيته وذكائه وقدراته الخطابية وجاذبيته، أصبح أحد أهم قادة "أمة الإسلام"، وهو ما لم يرض أليجا محمد، خاصة عندما اكتشف أن إكس المنافس له على علاقة مع الشاب المسلم الذي هزم ليستون.
ويفيد التقرير بأن إكس عندما بدأ بالتحول عن أفكار أليجا محمد الانفصالية، والتحول نحو الإسلام الصحيح، الذي زاد برحلته إلى مكة لإداء الحج، بدأ من حول أليجا محمد بالحديث عن الانتقام، حيث قتل إكس في شباط/ فبراير عام 1965، وهو يحضر للحديث في قاعة أودوبون في مانهاتن في نيويورك، وكان عمره عندما قتل 39 عاما.
وينوه ماكلفني إلى أن كلاي لم يظهر تعاطفا مع أستاذه القتيل، وظل مواليا لأليجا محمد، لافتا إلى أن السبب كما جاء في كتاب ديف كيندرد، هو خوفه من أن ينتهي بالطريقة ذاتها التي انتهى فيها إكس، حيث فال كلاي في عام 1974، وبعد مباراته مع جورج فورمان، إنه كان سيخرج من الجماعة، مستدركا: "لكنك رأيت ما فعلوا بمالكوم إكس، ولم أكن أريد أن تكون نهايتي مثل نهايته".
وتورد الصحيفة نقلا عن كيندرد زعمه أن كلاي خفض صوته، وقال إنه لا يستطيع ترك المسلمين، فإنهم سيقتلونه أيضا، مستدركة بأنه بعد وفاة أليجا محمد عام 1975 وقيادة والاس محمد الجماعة، فإنه أعطى الجماعة جانبا جديدا، واضاف تأكيدا على المبادئ الحقيقية للإسلام.
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه عندما انقسمت الجماعة بقي محمد علي مع والاس، الذي "أرشدنا إلى الخير والشر، بعيدا عن العرق"، حيث إنه في السنوات اللاحقة وصف محمد علي مالكوم إكس بـ"الرجل العظيم العظيم".