توقعت ثلاثة مصادر مطلعة، الجمعة، أن يزور ولي ولي العهد السعودي الأمير
محمد بن سلمان واشنطن في منتصف يونيو حزيران الجاري؛ لإجراء محادثات مع مسؤولين أمريكيين كبار ربما يكون بينهم الرئيس باراك أوباما وسط خلاف متزايد بين الحليفين القديمين.
ويقود الأمير محمد نجل العاهل السعودي الملك سلمان مسعى لإنهاء اعتماد المملكة على النفط وتحرير
الاقتصاد.
ويشغل الأمير محمد أيضا منصب وزير الدفاع، ويتوقع أن تتناول مباحثاته مع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر وكبار المسؤولين الأمريكيين قضية الصراع في اليمن، حيث بدأت
السعودية العام الماضي حملة عسكرية ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران.
ويتوقع أن تكون الحرب الأهلية في سوريا أيضا على جدول الأعمال. وتسعى الرياض لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتقدم الدعم العسكري للمعارضة المسلحة.
وقال أحد المصادر، إن ولي ولي العهد السعودي سيزور واشنطن بين 14 و16 يونيو حزيران، وسيسافر بعدها إلى نيويورك لعقد اجتماعات مع شركات مالية، وربما يزور لوس أنجليس. واشترط المصدر عدم الكشف عن هويته لأن نبأ الزيارة لم يعلن بشكل رسمي.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض: "ليس لدينا ما نعلنه عن أي زيارة في الوقت الحالي."
وستأتي زيارة الأمير محمد لواشنطن في وقت حساس بالنسبة للعلاقات الأمريكية السعودية ولأسواق الطاقة.
وفترت العلاقات الأمريكية السعودية في ظل حكم أوباما. وعبرت دول عربية خليجية بينها السعودية في أحاديث خاصة عن خيبة أمل، مما تعتبره انسحابا أمريكيا من المنطقة في عهد أوباما سمح لإيران بتوسيع نفوذها، خاصة بعد الاتفاق النووي الذي أبرم العام الماضي.
وتمثل الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن مصدر قلق أيضا. وخلال الأسبوع الحالي أدرجت الأمم المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية على قائمة سوداء، يتم تحديثها سنويا بالدول والمجموعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال خلال الصراعات.
على صعيد منفصل، أطلق السعوديون حملة للدفاع عن سجل المملكة في مجال مكافحة الإرهاب، وذلك قبل رفع السرية المتوقع هذا الشهر عن 28 صفحة من تقرير للكونجرس الأمريكي، صدر عام 2002 بشأن هجمات 11 سبتمبر أيلول.
ويقول منتقدون، إن تلك الوثائق قد تورط مسؤولين سعوديين في الهجمات التي نفذت في نيويورك وواشنطن، وهو اتهام تنفيه الرياض التي دعت لنشر هذه الوثائق علنا.
وفي أسواق النفط فشلت منظمة (أوبك) مجددا هذا الأسبوع في تبني استراتيجية واضحة لإنتاج الخام، خلال اجتماع حضره وزير الطاقة السعودي الجديد خالد الفالح.
وأطلق الأمير محمد خطة تهدف لإنهاء اعتماد السعودية على النفط بحلول 2030. لكنها تتطلب تغييرا شاملا في النظام البيروقراطي الذي أجهض محاولات سابقة للتغيير، ويواجه الأمير كذلك تحديا من رجال دين محافظين ذوي نفوذ كبير. ويحتاج تطبيق هذه الخطة أيضا لإنشاء قطاع خاص يعتمد في الوقت الحالي على الإنفاق الحكومي.
والتقى أوباما والأمير محمد إلى جانب الأمير محمد بن نايف ولي العهد في المكتب البيضاوي في مايو أيار 2015. وزار أوباما الرياض في أبريل نيسان الماضي حين حضر اجتماعا لمجلس التعاون الخليجي.