أكددت فصائل
فلسطينية في قطاع غزة، الجمعة، رفضها المبادرة الفرنسية للسلام، مؤكدة أنها "تمس" بالثوابت الوطنية الفلسطينية.
وجاء في البيان المشترك الصادر عن حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الذي وصل "
عربي21" نسخة منه، "أن الأفكار التي تطرحها فرنسا على شكل مبادرة تشكل مساسا خطيرا بالثوابت الوطنية؛ المجمع عليها فلسطينيا، خاصة حق العودة".
وجددت الفصائل رفضها لهذه المبادرة، ولكل التحركات التي تهدف للعودة إلى "المفاوضات العبثية"، مؤكدة أن المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال
الإسرائيلي "كانت سببا في زيادة الاستيطان، ووفرت الغطاء لتهويد مدينة القدس المحتلة وللمخاطر كافة التي تهدد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية".
وطالبت الفصائل سالفة الذكر، "دول العالم بالتحرك الجاد لوقف جرائم الاحتلال ووقف تدنيسه للمقدسات وإنهاء حصاره الظالم لقطاع غزة".
وتستضيف باريس اليوم اجتماعا دوليا حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ هو الأول منذ عشر سنوات تقريبا، على أمل إحياء عملية السلام المتوقفة منذ سنوات، في مبادرة تقول "إسرائيل" إنها "ستفشل"، ويعقد الاجتماع بمشاركة وزراء 30 دولة غربية وعربية وممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، في ظل غياب الطرفين الأساسيين المعنيين.
فشل "السلام"
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في افتتاح الاجتماع الدولي؛ إن عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن تأخذ في الاعتبار "التغييرات الكبيرة" التي شهدتها "مجمل المنطقة"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
واعتبر في كلمته، أن "الخيار الشجاع" من أجل السلام يعود في نهاية الأمر إلى الفلسطينيين والإسرائيليين"، مضيفا: "لا يمكننا أن نحل محل طرفي النزاع".
وتابع القول: "لذا يتعين على الجانبين اتخاذ الخيار الشجاع من أجل السلام"، معتبرا أن "المتطرفين سيشغلون دون شك الفراغ الذي سينجم عن فشل عملية السلام"، بحسب تعبيره.
وقال هولاند: "علينا طمأنة الإسرائيليين والفلسطينيين ليستأنفوا المحادثات"، مقرا بوجود "شكوك خصوصا في إسرائيل، حول المبادرة الفرنسية".
واعتبر أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب
عريقات، أن المبادرة الفرنسية؛ تشكل "بارقة أمل"، وذلك في مقال له نشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، حيث طالب عريقات بأن تحدد المبادرة الفرنسية "إطارا وجدولا زمنيا واضحين" لإقامة الدولة الفلسطينية.
قتل الفلسطينيين
وقال عريقات إن "المبادرة الفرنسية هي بارقة أمل كانت تنتظرها فلسطين، ونثق بأنها ستقدم إطارا واضحا مع معايير محددة لاستئناف المفاوضات".
وأضاف: "رغم أنه يشكل بارقة أمل، ليس لدينا أي أوهام بأن هذا المؤتمر سيؤدي إلى معجزة تتمثل في الوقف الفوري للاستيطان الإسرائيلي"، ولكن ينبغي أن يكون "التزاما تأخر كثيرا من جانب المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل، على الإقرار بأن الطريق الواجب سلوكه هو حل الدولتين قبل أن يفوت الأوان".
من جهته، هدد نفتالي بينيت زعيم حزب "البيت اليهودي"، الشريك في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، بإسقاط الحكومة الإسرائيلية في حال ارتكبت "خطأ تاريخيا" على حد قوله، وذلك عقب الأنباء التي تحدثت عن نية تجديد المفاوضات الثنائية مع السلطة الفلسطينية بعد تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الجديد أفيغدور ليبرمان.
وسبق أن دعا بينيت الذي يعارض أي حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، "لقتل الفلسطينيين والعرب؛ إذا كان الحديث عن عودة إلى حدود 67 وتقسيم القدس"، وأكد أنه سيستقيل من الحكومة ويسقطها.
وأوضح الوزير للقناة الثانية الإسرائيلية، أنه "لا يجب القبول بالمبادرة السياسية، ولا يجدر بنا التوجه إلى عملية سياسية"، مضيفا: "أنا الزعيم الوحيد في إسرائيل الذي يقول لن تقوم هنا دولة فلسطينية، وقد أصررت على أنه في الخطوط الأساسية للحكومة لن يكون شيء كهذا اسمه فلسطين".