دخلت شاحنتان للهلال الأحمر السوري، برفقة موظفين من الأمم المتحدة، الاثنين، إلى بلدة الهامة المحاصرة، على أطراف
دمشق، لكن دون إدخال أي مواد غذائية إلى البلدة التي تحاصرها قوات النظام السوري منذ نحو 10 أشهر بشكل مشدد، حيث اقتصرت الشحنة على المستلزمات الطبية، الأمر الذي أثار استياء السكان المحاصرين مما يعتبرونه "عجزا" أمميا عن إدخال مستلزمات الحياة التي وُصفت بأنها مطلب مئات العائلات في البلدة.
وقال عضو المكتب الإعلامي في الهامة، عامر بيرقدار، لـ"
عربي21" إن شحنة المواد الطبية التي خيبت آمال المحاصرين في البلدة، دخلت بعد
حصار لأكثر من 300 يوم، وضغوط ومناشدات أطلقها أهالي البلدة خوفا من تكرار سيناريو الزبداني ومضايا.
وتحدث بيرقدار عن حال البلدة المحاصرة، التي يُمنع دخول المنظمات الإنسانية إليها، مقللا من أهمية الشاحنتين المقدمتين من الهلال الأحمر السوري، بسبب عدم احتوائهما على الأطعمة والمواد التموينية المفقودة تماما.
وأشار الناشط الإعلامي إلى أن وفد الأمم المتحدة برفقة الهلال الأحمر قام "بتقديم شاحنتين محملتين بأدوية الأطفال وكمية من السيرومات، دون أي علبة حليب أو غذاء للأطفال، مما يجعل تلك المواد عديمة الفائدة بنظر الأهالي المحاصرين، ودون المأمول منه"، على حد وصفه.
وأضاف: "تجول الوفد الأممي بعد انتظار يقارب العام؛ في أرجاء البلدة، وشاهد آثار الحصار والجوع على المدنيين، ثم زار المشفى الوحيد لدينا في الهامة، وتحدث مع مديره الذي أكد بدوره النقص الحاد في الدواء والأدوات الطبية والكادر الطبي، ثم زار مركز الإيواء والتقى بالمهجرين داخله من الأهالي ممن فقدوا سبل العيش، وعاد أدراجه".
وتعاني بلدة الهامة من حصار تفرضه قوات النظام السوري التي تحاصر المدينة من جهاتها الأربع، حيث يقع حي الورود الذي يعتبر بمثابة ثكنة عسكرية على الجهة الجنوبية الشرقية، وتشرف معامل الدفاع على الجهة الشرقية من البلدة، فيما يقع جبل الخنزير الخاضع لسيطرة قوات النظام في شمال البلدة، وجبل الورد من جهة الغرب، فيما تمنع حواجز النظام العسكرية دخول وخروج المدنيين، وتفرض قيودا على حركة الأهالي الممنوعين من المواد الغذائية والتموينية والطبية أو المحروقات، ما أسفر عن توقف المخبز الآلي الوحيد، إضافة إلى إغلاق الصيدليات والمراكز الطبية منذ أيام الحصار الأولى، الأمر الذي نتج عنه تدهور الحالة الصحية للكثيرين من يعانون أمراضا مزمنة.
وقال بيرقدار إن كافة الوعود التي كانت قد أطلقتها قوات النظام في فتح معابر البلدة ما هي إلا "إبر مخدرة" لإخماد صوت الهيئات المفاوضة، واستكمال فصول الحصار والتجويع من نقص في الطحين والخضار والخبز والمواد الطبية إلى أصغر مقوم للحياة"، وفق تقديره.
وحول صمود البلدة في مواجهة الظرف الراهن، قال الناشط الإعلامي: "يضطر أهالي البلدة ممن يدخرون بعض الأغذية؛ إلى اعتماد التقنين الشديد في استهلاكها، إلى أن تأذن قوات النظام بفتح ممر إنساني إلى البلدة، فيما يعمل البعض بجهد متواصل وإمكانيات ضعيفة على زراعة الأراضي، لكن غالبا تبوء المحاولات بالفشل لعدم توفر الأسمدة وأدوية مكافحة الحشرات والمعدات اللازمة".