ما تزال المعارك مستمرة بين مقاتلي جبهة
النصرة وتنظيم الدولة في
مخيم اليرموك بدمشق، بعد انهيار الهدنة المؤقتة قبل أكثر من أسبوع. وبحسب مصادر محلية، فقد قُتل العشرات من الطرفين وسط تقدم ميداني لتنظيم الدولة الذي يحاصر ما تبقى من مقاتلي جبهة النصرة في كتلتين من الأبنية داخل المخيم.
وقال مصدر خاص في اتصال مع "عربي21"؛ إن "جبهة النصرة وجهت نداء إلى فصائل المعارضة في بلدة يلدا المجاورة للمخيم من أجل تقديم الدعم والمؤازرات، مقابل تسليم نقطة المسبح الاستراتيجية لهم، وبالفعل تم تسليم النقطة للمعارضة قبل أن يهاجمها مقاتلو
تنظيم الدولة ويسيطروا عليها، كما سيطروا على جميع نقاط التماس بين يلدا ومخيم اليرموك".
وأكد المصدر "أن فصائل المعارضة تعيش حالة استنفار، وتزج بالمزيد من التعزيزات لفك الحصار عن مقاتلي الجبهة المحاصرين في عدة مبان داخل المخيم".
وذكر المصدر أن "مقاتلي المعارضة وزعوا بيانا سمحوا فيه لمقاتليهم بمساندة جبهة النصرة، على ألا يعودوا إلى يلدا حتى تنتهي المشكلة ويتحملوا مسؤولية قرارهم بشكل شخصي".
من جهة أخرى، عززت الفصائل المقاتلة قواتها في "نقطة المسبح وبقية مواقع التماس بين المخيم وبلدة يلدا؛ تحسبا لهجوم قد يشنه عناصر تنظيم الدولة انتقاما لمناصرتها لجبهة النصرة".
وتبذل وفود متعددة من وجهاء البلدات المجاورة وقيادات في الفصائل "وساطات مكثفة لإقناع تنظيم الدولة بوقف القتال، دون جدوى"، بحسب المصدر الذي أكد أن التنظيم اشترط بشكل مسبق "تسليم مقاتلي النصرة أنفسهم وسلاحهم مقابل العفو والسماح لهم بمغادرة المخيم، الأمر الذي ترفضه جبهة النصرة حتى اليوم".
وشهدت المناطق التي وقعت على هدنة مع قوات النظام السوري في بلدة يلدا المجاورة، توافد "عشرات المقاتلين من جبهة النصرة؛ الذين استجابوا لشروط الفصائل بالبراءة من الفكر المتطرف لجبهة النصرة، قبل قبول توبتهم وضمهم إلى تشكيلات الفصائل" حسب قول المصدر.
ويقود هذه المساعي "قيادي معروف في بلدة يلدا تابع لجبهة النصرة يدعى (أبو ياسين الأردني)، استطاع إقناع فصائل المعارضة في البلدة بقبول مقاتلي النصرة ضمن فصائلهم".
وقد خصصت جبهة النصرة رقما هاتفيا "لتنسيق عمليات التطوع لقتال التنظيم، ضمن تشكيل جديد يحمل اسم حركة أبناء اليرموك"، لـ"مؤازرة مقاتلي النصرة المحاصرين" في المخيم.
يذكر أن تنظيم الدولة وجبهة النصرة كانا قد وقعا على اتفاق لوقف القتال بينهما أكثر من مرة، وكان آخرها قبل أكثر من شهر، حيث نص الاتفاق الأخير على وقف القتال بينهما لمدة ستة اشهر، لكنه لم يصمد سوى عدة أيام، ليعود الطرفان إلى جولة جديدة من القتال.
وهذه المرة يرى مراقبون محليون أن القتال لن ينتهي إلا بنهاية وجود أحد الطرفين في مخيم اليرموك.
وكان مقاتلو التنظيم قد تسللوا للمخيم في نيسان/ أبريل 2015، رغم أنه كان خاضعا لحصار قوات النظام السوري. وقد اتُّهمت لاحقا مجموعات كانت تابعة لجبهة النصرة، وبايعت التنظيم سرا، بتسهيل دخول عناصر التنظيم للمخيم.