قال رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، إن تحديد سبب تحطم الطائرة
المصرية التي سقطت في البحر المتوسط قرب جزر يونانية يتطلب وقتا طويلا، مؤكدا أن نظامه لن يسمح بإقامة مشاريع تمثل خطرا على حياة المصريين، قائلا "أهل الشر بيحاولوا العبث في عقول الناس، ويقولون كلاما غير حقيقي".
وأضاف السيسي خلال افتتاح توسعة لمصنع أسمدة في مدينة دمياط الساحلية: "مفيش فرضية معينة ممكن دلوقتي نجزم أنها حدثت... حتى الآن كل الفرضيات محتملة، وبالتالي مهم إننا منتكلمش ونقول فيه فرضية معينة".
ودعا السيسي وسائل الإعلام إلى الكف عن "التكهن" بملابسات سقوط الطائرة التي كانت عائدة من باريس وقتل فيها 66 مسافرا.
وقال إن التحقيقات "بتاخد وقت كتير دي حاجات محدش يقدر يخبيها. بمجرد ظهور هذه النتائج هيتم إعلان هذه النتائج لكل الناس".
وأضاف أن معدات بحث مصرية إضافية توجهت إلى موقع سقوط الطائرة الذي قال الجيش إنه على مسافة 290 كيلومترا شمالي مدينة الإسكندرية الساحلية.
وأشار السيسي إلى أن وزارة البترول والثروة المعدنية "عندها غواصة تستطيع أن تصل إلى 3000 متر تحت سطح البحر اتحركت النهارده في اتجاه منطقة سقوط الطائرة عشان نسعى جاهدين لانتشال الصندوقين الأسودين لأن فيهما بيانات تساعد بنسبة كبيرة لمعرفة أسباب سقوط الطائرة".
وأفادت تقارير لخبراء طيران عن ورود رسائل تحذيرية من أجهزة الطائرة تفيد بوجود دخان على متنها، وتحديدا في حمام قمرة القيادة.
كما أشاد زعيم الانقلاب، في كلمة ألقاها لدى افتتاحه، الأحد، لتوسعات مصنع "موبكو" للبتروكيماويات والأسمدة في دمياط، الذي يتعرض لانتقادات لاذعة، نظرا لتأثيره المضر على البيئة، وتعريضه الأمن القومي للخطر، لوجوده بالقرب من قناة السويس، مؤكدا أن جميع الاشتراطات البيئية موجودة فيه.
واستخدم السيسي تعبير "أهل الشر"، في ما اعتبر أمرا اعتياديا في معظم خطبه، وذلك عشرات المرات، ليغذي به نظرية المؤامرة التي يقول إن الشعب المصري ونظام حكمه يتعرضان لها، لاسيما مع كل كارثة أو إخفاق يتعرض له نظام حكمه.
ولا يحدد السيسي المقصود بهذا المصطلح، وبعد أن كان يقصره في وقت سابق على الإشارة إلى خصمه العنيد "الإخوان المسلمون"، أخذ يتوسع في مدلوله أخيرا فيه ليضم سائر معارضيه، سواء في الداخل والخارج، وأفرادا أو دولا.. إلخ.
وبحضور رئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل، وعدد من الوزراء، الأحد، أثنى السيسي على مصنع "موبكو"، على الرغم من تعرضه للتوقف عقب ثورة 25 يناير نتيجة مظاهرات واحتجاجات الأهالي، قائلا إنه كان ينتج 650 ألف طن، وأصبح اليوم ينتج مليونا و350 ألف طن، يتم ضخها.
وخاطب المصريين قائلا: "تأكدوا أننا لا نقبل أبدا بمشروع يعرض حياة المصريين للخطر.. دي أمانة علينا.. أمانة في رقبتنا تجاه أهلنا".
وأضاف: "أنا حبيت أطمئن كل اللي موجود.. فيه ناس كتير في وسطينا.. أهل الشر يحاولون أن يعبثوا في عقول الناس، ويقولون كلاما مش حقيقي، مش في مشروع زي ده، بل وغيره كتير.. يقولون كلاما غير حقيقي.. فالدنيا كلها تقف".
وأردف: "أنا حبيت أسمع الناس أن كل الاشتراطات البيئية المطلوبة تم تنفيذها.. فاطمنوا.. وما فيش مشكلة أن تتشكل لجنة مجتمعية من أهل دمياط ليتابعوا المشروع بشكل دوري".
ما يحصل في مصر جيد جدا
وعن المشروعات الجديدة، أعلن السيسى أنه سيتم افتتاح عدد من المشروعات الجديدة خلال الأيام المقبلة، موجها كلامه للمصريين قائلا: "إن ما يحصل في مصر جيد جدا".
وأردف: "صحيح.. فيه ضغوط ومحاولات لعرقلتنا، لكن المثير للدهشة أن كل ما الضغوط بتزيد كل ما ازداد المصريون صلابة وإرادة حقيقية في أن ينجحوا، ويطلعوا لقدام".
وتابع: "أحيي الشعب المصري كله لأن الشدائد والملمات تجعله أصلب وأقوى، وهذه طبيعة متفردة في الشعب المصري"، بحسب قوله.
لا حل بالقعود أمام ميكروفون
وعمن يتحدث عن مشكلتي الكهرباء والغاز من دون معرفة، قال رئيس الانقلاب: "لما حد قاعد، ويتكلم على مشكلة الكهرباء، أو مشكلة الغاز، وهو ما يعرفش أن المواضيع وراءها جهد وتخطيط، وتمويل دولة..".
واستدرك: "ما بيتحلش، وإحنا قاعدين بنتكلم كده.. ما حدش يفهمني غلط.. بس ما بيتحلش كده.. ما بيتحلش واتنين قاعدين بيتكلموا قدام ميكروفون أو في جريدة كده.. دي حكاية كبيرة يا جماعة".
وأردف: "أنا أقولها ليس لهم.. أقولها للمصريين، أقول: ده همُّ كبير.. البلد بتشيله علشان تحقق لنفسها ولشعبها الخير والتقدم .. فيه جهد كبير قوي يبذل، وفيه أموال كبيرة بتنفق".
المصريون شركاء معنا
ووعد رئيس الانقلاب المصريين قائلا: "خلال الشهرين المقبلين سنسمع من المختصين، وحريص أن كل المصريين يسمعوا كل الكلام اللي بيتقال عشان يكونوا شركاء معنا فيما يحدث في مصر".
وأضاف أن وعي المصريين زاد بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وأصبح على وعي بالمخاطر التي قد تتعرض لها مصر، موضحا أن مشروعا واحدا بمجال الغاز الطبيعي تسبب في خسارة مصر 6 مليارات دولار خلال عامين بعد توقفه نتيجة عدم استقرار البلاد عام 2011.
وشدد السيسي على أن وضع مصر الاقتصادي لا يحتمل خسارة هذا الكم من الأموال، لذلك يجب على كل مصري أن يفكر جيدا في تأثير أفعاله على مصر وتقدمها، مدعيا أن عدم الاستقرار وانخفاض الأمن، ترتب عليهما آثار بالمليارات على دولة وضعها الاقتصادي صعب.
نستورد الغاز بـ3 مليارات جنيه سنويا
ومن جهته، قال وزير البترول، طارق الملا، إن سبب حدوث عجز في توريد الغاز لمحطات الكهرباء هو توقف أحد المشاريع الكبرى بعد عام 2011، وعدم تمكن الشريك من استلام الأرض وإقامة المشروع.
وأضاف وزير الكهرباء، أن مصر اضطرت إلى أن تستورد الغاز حتى تسد الفجوة، بتكلفة من 20 لـ300 مليون جنيه شهريا، ونحو 3 مليارات جنيه سنويا.
وكان رئيس الانقلاب قد وصل إلى ميناء دمياط، صباح الأحد، بصحبة عدد من الوزراء، لافتتاح عدد من المشروعات شملت توسعات شركة "موبكو" للأسمدة 1 و2، والمستشفى العسكري بمدينة دمياط الجديدة، ومتابعة تنفيذ مدينة الأثاث في شطا، ما غلب عليه الطابع الرسمي بالرغم من أن هذه المشروعات شعبية.