عواجيز 30 يونيو للسيسي: أوف بوعدك أو ابعد عنا (فيديو)
القاهرة- عربي21- حسن شراقي27-Apr-1604:06 PM
شارك
رئيس اتحاد أصحاب المعاشات البدري فرغلي- أرشيفية
نظم عشرات من المحالين إلى التقاعد (أصحاب المعاشات) ممن ناصروا مظاهرات 30 يونيو 2011، والمحسوبون على أنصار رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي؛ وقفة احتجاجية بميدان "طلعت حرب"، الثلاثاء، أكدوا فيها أنهم السبب في إسقاط حكم الإخوان، وتمرير الدستور والبرلمان ورئاسة السيسي، مطالبين إياه بالوفاء بوعوده نحو الفقراء، أو أن "يبعد عنا"، وفق قول أحدهم.
وشن المحتجون هجوما ضاريا على الحكومة قائلين إنهم يتعرضون لإبادة، وتجويع ممنهج على يديها، وطالبوها بإقرار حد أدنى لمعاشاتهم، واسترداد حصيلتها من وزارة المالية إلى التضامن الاجتماعي، باعتبارها المختصة بالتأمينات، علاوة على إقالة الوزيرة غادة والي.
وعلى الرغم من أن وزارة الداخلية صرحت للمحتجين بالوقفة إلا أنها حاولت فضها بالقوة مما جعل رئيس اتحاد المعاشات (هيئة أهلية)، الناب السابق والقيادي اليساري، البدري فرغلي، يصرخ في وجه الشرطة: "إحنا بتوع 30 يونيو.. إحنا اللي جبنا السيسي"، مهددا بإعلان الإضراب، والدخول في اعتصام عن الطعام، بدءا من الخميس.
مطالب أصحاب المعاشات
وأجمل المحتجون مطالبهم فيما سموه "حقوقهم الدستورية والقانونية" في استرداد الأموال التي استولت عليها الحكومة، التي بلغت وفق آخر تصريح لوزيرة التضامن الاجتماعي، 640 مليار جنيه، منها 162 مليارا بدون عائد منذ عام 2006، إلى جانب إقرار الحد الأدنى للمعاشات، وقدره نحو 1200 جنيه، وعلاوة دورية بنسبة 20 بالمائة سنويا، لمواجهة التضخم، وارتفاع الأسعار، طبقا للمادة 27 من الدستور.
وطالبوا بإنشاء هيئة مستقلة غير تابعة للحكومة، لإدارة أموال التأمينات، باعتبارها حقا لأصحابها، وكذا عوائدها، طبقا لنص المادة "17" من الدستور، مع إصدار تشريعات خاصة بهم، في مقدمتها قانون التأمين الصحي، وفصل أموال وزارة التأمينات عن التضامن الاجتماعي، وإلغاء قرارات "غادة والي"، بشأن تعيينات لجان الإشراف على أموال المعاشات.
وشدد المحتجون أيضا على ضرورة التزام الحكومة بتنفيذ الأحكام الدستورية والقانونية فيما يخص الفروق المالية لعلاوات 2005، و2006، و2007، وصرف المتجمد من الأثر الرجعي للعلاوات الخمس المستحقة لأصحاب المعاشات طبقا لحكم المحكمة الدستورية العليا.
وشكوا من أنهم لا يملكون القدرة على المعيشة في ظل المعاشات الضئيلة التي يتقاضونها، فضلا عن أنهم يعولون أسرا وأبناء، ولديهم قصور في تدبير أمور حياتهم بسبب ضعف المعاشات.
هتافات ضد السيسي والحكومة
وهتف المحتجون: "إمتى يا سيسي هتسمع صوتي.. يمكن يحصل بعد موتي.. عايزين وزارة جديدة.. عايشين على الحديدة.. يا وزيرة التضامن هاتي فلوسنا".
وتابعوا: "تسقط تسقط غادة والي.. لازم تحصل يوسف والي".
وحذر أحد المحتجين مما اعتبره "هدم القطاع العام"، قائلا: "لما القطاع العام يموت هتموت وراه أجيال.. القطاع العام هو السبب الوحيد، وركيزة انتصار أكتوبر، وليس الجيش.. فقد وقف جنب الجيش وساعده، وليس العكس".
وأضاف: "فواتير المياه والكهرباء والغاز زادت بنسبة 300 بالمائة".
وخاطب السيسي قائلا: "أنت وعدت الشعب بأن تكون مع الفقير.. أوف بوعدك.. مش قادر توفي بوعدك.. مكانك غير موجود بيننا، وابعد عننا.. إحنا عايزين اللي يقعد معنا يفي بكلمته، وينفذها".
وأردف: "الغلابة أولى من الناس الرأسمالية.. انقلاب بانقلاب يبقى الجيش يمسك البلد، وهو قادر على ذلك.. ما تركنش على ناس تعبانة ما لهاش لازمة"، وفق قوله.
أمين اتحاد المعاشات: "نأكل من الزبالة"
وشن الأمين العام المساعد لاتحاد المعاشات هجوما شديدا على نظام السيسي، وحكومته، وقال: "يمنعون أصحاب المعاشات الموتى أصلا من الاحتجاج على الرغم من موافقة الداخلية.. أصحاب المعاشات الموتى مش لاقيين ثمن الدواء والعلاج والأكل، ويأكلون من الزبالة.. 5 ملايين صاحب معاش يقل معاشه عن خمسمائة جنيه في الشهر، بحسب قوله.
هجوم "البدري فرغلي"
وشن رئيس اتحاد أصحاب المعاشات، "البدري فرغلي" هجوما حادا على وزارة الداخلية، لقيام قوات الأمن، بالاعتداء عليه في أثناء الوقفة.
وقال في مداخلة هاتفية لبرنامج "صح النوم"، عبر فضائية (LTC) مع الإعلامي محمد الغيطي، مساء الثلاثاء: "لما الضابط اعتدى عليَّ قلت له إحنا بتوع 30 يونيو، إحنا اللي جبنا الرئيس والدستور والبرلمان، إحنا السبب في أنك تقف تزعق لي، وتزغدني".
وتابع: "زغدني وشخط في.. فقلت له: ما تشخطش فينا.. علشان إحنا بتوع 30 يونيو.. إحنا اللي طلعنا الشمس.. إحنا اللي جبنا الدستور والرئيس والبرلمان.. إحنا كبار السن اللي وقفنا طوابير.. أصحاب معاشات عمرهم سبعون وثمانون سنة كل واحد منهم عنده مرض واثنان وثلاثة"، مضيفا أن "الداخلية سمحت لهم بالاحتجاج".
وأضاف فرغلي: "إحنا بنتعرض لجرائم ضد الإنسانية.. التجويع بقى منهجي.. يجوعونا منهجيا للخلاص منا.. أصبحنا غير قادرين على شراء الدواء والعلاج.. إحنا بنتعرض للتنكيل بنا الآن".
وأردف: "لنا مطالب مشروعة.. لا دستور ماشي، ولا حقوق قانونية ماشية.. لو الحكومة استمرت معنا بهذا الأسلوب، وقامت بحماية الفساد.. سنأخذ إجراءات مخيفة".
وتابع فرغلي: "ممكن نحضر تاني، ومعنا أكفاننا، ومش هنرجع.. وأقول لوزير الداخلية: أرجوك لا تحم الفساد.. دول سرقونا سنين.. حرام لما تحميهم، وتحرمنا إحنا.. ما فيش حد يقبل أن تسعة ملايين يجوعوا".
ومضى بالقول: "إحنا اللي أسقطنا الإخوان.. نقول للرأي العام: الملايين منا أصبحت تساقط يوميا بسبب الجوع الممنهح... وعجزنا عن شراء الدواء والعلاج.. ويأتي علينا شهر رمضان ولا جنيه في جيوبنا.. ولكل واحد منا خمس علاوات لم يأخذها برغم أحكام المحكمة الدستورية".
وبين فرغلي: "أموالنا نُهبت، ويرفضون الاستجابة لحقوقنا الدستوري، والقانوني.. أسياد الروم كانوا يعالجون العبيد، ويخافون عليهم لأنهم ثروتهم.. لكن إحنا دلوقتي أصبحنا فريسة.. ومش لاقيين، ونعاني الآن من الجوع، والفقر، والمرض".
يذكر أن "فرغلي" توجه في الشهر الماضي لمجلس النواب، واجتمع مع رئيسه علي عبد العال، وقدم مذكرة بجميع المطالب، لكن لم يسفر الاجتماع عن أية اتفاقيات.
إبراهيم عيسى: رسالة إلى رئيسي مجلسي الوزراء والنواب
وتعاطف عدد من إعلاميي السيسي مع القضية.
وقال إبراهيم عيسى: "رسالة إلى رئيسي مجلسي الوزراء والنواب.. عشرات من أصحاب المعاشات يعلنون الاعتصام والإضراب عن الطعام، وتم نقل أحدهم إلى المستشفى".
وأضاف: "اعتصام مفتوح من يوم الخميس المقبل.. والمطالب هي استرداد أموال المعاشات، وقيمتها 640 مليار جنيه، والمطلب الثاني هو تحديد حد أدنى للمعاشات بقيمة 1200 جنيه".
وشدد عيسى على أنه "يجب على مجلسي الوزراء والنواب أن ينظرا في هذا الأمر، والانتباه بسرعة، بعد أن بلغ حد عدم الاحتمال، وإعلانهم الإضراب والاعتصام قبل تراكم وتفاقم المشكلة، مع بدء حوار جاد مع أصحاب المعاشات"، على حد قوله.
وأضاف: "إنها لحظة لا تستحمل استخفافا بمصالح الناس، ولا تستحمل تصعيدا سريعا لهذه المطالب"، وفق تعبيره.
الغيطي: الحكومة ستسقط.. افتحوا الملف
ومن جهته أبدى الإعلامي محمد الغيطي تعاطفه مع أصحاب المعاشات، واتهم وزيرة التضامن الاجتماعي "غادة والي" بإهمالهم، وقال: "ما ينفعش نتعامل معهم على أنهم خيول الحكومة، ومن معايير التحضر: كيف أتعامل مع أصحاب المعاشات"، مضيفا أن الحكومة تتعامل معهم على أنهم خيل يتضربهم بالرصاص.. لكنها (الحكومة) ستسقط، لأنها حكومة ما عندهاش إنسانية"، على حد قوله.
وتابع: "شيء محزن أني أشوف جدي ووالدي بيتسولوا حقوقهم"، قائلا: "الحكومة لم تقل قولا فصلا في هذه القضية حتى الآن".
وأضاف: "ما ينفعش نتركهم يموتون.. هم الآن على شفا الموت نتيجة إضرابهم.. هل هتسيبهم الحكومة يموتوا؟ ولو حد مات هتبقى كارثة.. الناس ما تتسابش، ومستني أي رد رسمي".
وأشار إلى أنه: "آن الاوان لفتح ملف بطرس غالي.. هذا الملف للهارب اللي سرق أموال أصحاب المعاشات، لكن الملف ما اتفتحش، ولم تفتح غادة والي هذا الملف".
وأردف أن قضية أصحاب المعاشات قضية متوارثة منذ أيام وزير المالية الهارب يوسف بطرس غالي، معلقا: "بطرس غالي سرق فلوس المعاشات وهرب".
وكيلة الأطباء تحذر
ومن جهتها، حذرت وكيلة نقابة الأطباء، الدكتورة "منى مينا"، من أن عدد المعتصمين من أصحاب المعاشات، بلغ نحو 100، وأن بينهم مرضى وأصحاب أمراض، كالسكر والقلب، وأن الإضراب خطر جدا عليهم، وأن بعضهم يقول: "نموت نموت.. طالما مش لاقيين أي حل".
خطورة تسييس القضية
والأمر هكذا، رأى مراقبون أنه بدلا من أن يتم التعامل مع القضية باعتبارها وطنية، تهم ملايين المصريين، سواء أكان مؤيدا أو معارضا للسيسي، إلا أن البدري فرغلي، أكسبها طابعا سياسيا، بكلامه عن الإخوان، وقوله إن أصحاب المعاشات هم من أسقطوا حكم الإخوان، وأتوا بالسيسي إلى الحكم، حتى كاد يتسبب في تحويل الوقفة من وطنية، إلى طائفية، وتسبب في قلة المشاركين فيها.
وتقول أرقام غير رسمية إن أصحاب المعاشات في مصر يبلغ عددهم نحو تسعة ملايين مواطن، وإن هناك 22 مليون مواطن مصري مؤمن عليهم حاليا، سوف يخرجون إلى المعاش يوما قريبا، ويتقاضى معظمهم شرائح معاش في حدود لا تزيد عن ألف جنيه بأي حال.
ويعني الخروج إلى المعاش في مصر - وفق أصحاب المعاشات أنفسهم - الموت، والخراب، والتدهور الحاد في مستوى المعيشة، وفقدان أغلب الدخل، والعودة إلى الحد الأدنى له، وعدم التمكن من تدبير أسعار الغذاء، والدواء، وغيرها من متطلبات المعيشة الآدمية.