وصف رئيس لجنة "الدفاع والأمن القومي" بمجلس نواب ما بعد الانقلاب في
مصر، اللواء كمال عامر، رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي بأنه "حقق المعجزات"، قائلا: "الله أكرمنا بالسيسي، ولازم كلنا نثق فيه".
وأطلق عامر عددا من التصريحات المثيرة للجدل، في حواره مع صحيفة "الشروق"، السبت، منها قوله إن سعودية جزيرتي
تيران وصنافير أمر محسوم، وإن
البرلمان لن يتطرق لهذا الجانب، مضيفا: "من مصلحتنا بناء التعاون مع إسرائيل".
وأضاف: "لا نمانع ببناء سد النهضة، وهذا حق الإثيوبيين"، معتبرا أن موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" خطر على المجتمع.
حقق المعجزات والمستحيلات
وعن تقويمه لأداء السيسي بعد مرور قرابة العامين على حكمه، قال: "هو متوكل على الله، ويثق في الله ونفسه، ويحاول أن يقفز بمصر في جميع الاتجاهات، وتمكن من تحقيق المعجزات، وإنجاز المستحيلات، من خلال افتتاح المشروعات التنموية المتعددة".
وأضاف: "الرئيس يعمل المستحيل لكي ينحاز للبسطاء، برغم وجود القوى التي تريد أن تعرقل هذا المجهود، من خلال استهداف النواحي الاقتصادية، مثل إسقاط الطائرة الروسية لضرب السياحة، وتشويه علاقتنا ببلد مثل إيطاليا بواسطة قضية ريجيني، ولكن من خصائص الرئيس النظر إلى الأمام، لذلك يردد دوما: تحيا مصر".
وأضاف: "لازم نثق كلنا في هذا الرئيس الذي أكرمنا به الله؛ في إطار حفاظه على مصر، وحرصه على شعبها، فقد سبَّب الأسباب لكي يأتي هذا الرجل رئيسا للبلاد، وربنا يبارك لنا فيه لكي يكمل عبور مصر إلى بر الأمان، وقد قال إنه مستعد لأن أبيع نفسي، والأقلام غير الوطنية تناولت هذه الكلمة بالسخرية والتهكم، والرئيس يقولها بمعنى التضحية والفداء والإيثار".
تيران وصنافير سعوديتان
وعن رؤيته لأزمة تيران وصنافير قال: "مرجعيتنا التاريخية والجغرافية تقول إنهما سعوديتان، ووجودهما لمدة طويلة بحوزة مصر، وارتباطها بالمشكلات التي واجهتها صدر انطباعا بأنهما مصريتان، وليتذكر الجميع قضية طابا، مصر لم تتنازل وقاتلت وجاهدت بالسياسة والقانون سبع سنوات حتى تم رفع علم مصر على طابا في عام 1989".
وبالنسبة لتعامل البرلمان مع القضية تساءل: "ما علاقة البرلمان بهذا.. هي وديعة ورجعت لأصحابها، ولا يجوز أن يفتح البرلمان الحديث عن أمر محسوم؟".
وأضاف: "لن نتعرض لما يثبت سعودية الجزيرتين في هذه الاتفاقية، والبرلمان دوره يقتصر على كل مشروعات القوانين التي يتم عرضها على البرلمان لإقرارها، وننتظر اتفاقية الحدود البحرية التي استغرقت مداولات دامت لقرابة سبع سنوات".
وحول المطالبات بالاستفتاء الشعبي على الجزيرتين، قال: "الدستور المصري قال إن الاستفتاء يخص التنازل عن الأراضي المصرية، وليس من حق أي أحد، ولو كان رئيس الجمهورية، أن يقدم على هذه الخطوة، ومصر لم تتنازل، وبالتالي فلا داعي للاستفتاء، ومن العبث أن نتحدث عن الاستفتاء، والرئيس الذي ضحى بنفسه وحياته في سبيل بلده لا يمكن أن يفرط في أرضه، وموقفه واضح من أراض مصرية في حلايب وشلاتين".
لا مانع من بناء سد النهضة
وعن رؤيته لأزمة سد النهضة، وكيفية التعامل معها، قال: "نحن لا نمانع من بناء سد النهضة، وهذا حقهم، وأن تقوم إثيوبيا بالتنمية، ولكن بالحفاظ على مصالح مصر المائية، وعدم التأثير على حصتنا المائية أثناء ملء الخزان، وإذا ملئ مرة واحدة سيؤثر على حصة مصر المائية، وهذا ما يتم تنسيقه على جميع المستويات، وهناك ضمانات بعدم تأثيره بالسلب على مصر".
أرحب بدعوة السيسي للإسرائيليين
وعن دعوة السيسي لإحياء عملية السلام، قال: "دعوة استراتيجية مهمة للغاية، وتمتلئ بالإخلاص، لأن التنمية مرتبطة بالسلام، واستند إلى التجربة المصرية الإسرائيلية التي تمت منذ 40 عاما بالسلام، وحققت التعاون بين الطرفين، وهذا سيزيد وينمو بحل جميع المشكلات العربية مع إسرائيل، بما يحقق عودة الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وهي نقطة حيوية، ستقوم بها مصر وستشجع جميع الأطراف على نبذ العنف، وتحقيق السلام، وإذا كانت النوايا مخلصة وترغب في السلام ستكون فرصة جيدة للطرفين".
مواقع التواصل خطر
وبالنسبة لمطالب بعض البرلمانيين بتعديل قانون التظاهر، قال: "هذه آراء شخصية، وعندنا قرابة 600 عضو، وحينما تصدر بعض الآراء الفردية لا يجب أن تعبر عن عموم البرلمان ولا تحسب عليه".
وأضاف: "أنا مع أي قانون يحقق مصلحة مصر، وبالنظر إلى باقي قوانين العالم فإن القانون المصري أقل حدة من الكثير منها، وهناك بلدان بسبب أمنها القومي تقوم بإلغاء كل القوانين، لأن
الأمن القومي، وتهديده أمر خطير للغاية، والدولة تكون بوجود الحكومة والمؤسسات والسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ولا يجب أن تكون هناك حالة تسيب، نريد أن نبني دولة القانون".
وعن مطالب بعض النواب بإخضاع الحركة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" لضوابط قانونية، قال: "مواقع التواصل تشكل خطرا على المجتمع، وتتسبب في عمل تشويه وبلبلة، وتؤثر معنويا على الشعب، وتنشر أخبارا كاذبة، وتهاجم رموز الدولة، وتعمل أشياء ليست في صالح الدولة، وتقنين تلك المواقع سيدخل ضمن تشريعات قانون الجرائم الإلكترونية".
لا أرفض الجلوس مع إسرائيل
وعن تصريحه بأنه لا يرفض الجلوس مع سفراء دول أجنبية حتى لو كانت إسرائيل، قال: "بيننا وبين إسرائيل سلام، ونحن حريصون على تجديد الثقة، ونشر السلام في المنطقة، ومستعدون دائما للتعاون مع كل القوى الموجودة بما فيها إسرائيل، ونحن دعاة سلام، ونؤمن به ونقويه، ومن مصلحتنا بناء تعاون مع إسرئيل، ولكن التوسع في التعاون، واستكماله يكمن في حل القضايا العربية ومشاكلها مع إسرائيل، ولدينا ثقة في الله أن نتعاون مع أي دولة لأن هدفنا واضح، ورؤيتنا واضحة للأمن القومي المصري".
عناصر إرهابية من حماس
وفي الحوار نفسه، زعم عامر أن "كثيرين تسللوا من الأنفاق ينتمون لعناصر إرهابية مسلحة هي حركة حماس، الجناح العسكري لجماعة الإخوان، وخططوا لاقتحام السجون، وإخراج البلطجية لإفشال الدولة، ونسقوا مع الإخوان بالداخل لإحراق 100 قسم شرطة، وهذا كان بتنسيق وتدريب وتخطيط وليس اعتباطا، وهناك قوى داخلية وإقليمية وعالمية تدعم الإرهاب في مصر".
ويذكر أن اللواء كمال عامر، تخرج برتبة ملازم في الكلية الحربية أكتوبر عام 1962، وحصل على ماجستير في العلوم العسكرية، وشغل العديد من المناصب القيادية منها قيادة الجيش الثالث الميداني، ومديرا للمخابرات الحربية، والاستطلاع، وهو المنصب الذي تولاه السيسي، قبل أن يصبح وزيرا للدفاع.