قالت مصادر متطابقة إن قوات الأمن
المصرية اعتقلت أكثر من 100 شخص في القاهرة وعدد من المحافظات، ضمن حملات
اعتقالات عشوائية لا تزال مستمرة حتى الآن، وطالت بعض النشطاء، على خلفية دعوات التظاهر في 25 نيسان/ أبريل الجاري، الرافضة لتنازل رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي عن جزيرتي
تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية.
وبدأت حملات الاعتقال بالقبض على أكثر 40 من رواد ثلاثة مقاهي بمنطقة وسط البلد ومصر الجديدة بالقاهرة، مساء الخميس، فيما امتدت لتشمل مهاجمة منازل عدد من النشطاء، بعضهم لم يكونوا متواجدين داخل منازلهم.
وأكد القيادي في حركة "شباب 6 إبريل" شريف الروبي أنه تم اعتقال 100 شاب حتى الآن، بحسب المعلومات المؤكدة التي وصلتهم، لافتا إلى أن الأمن اقتحم منزله بالأمس لمحاولة اعتقاله، لكنه لم يكن متواجدا.
وأضاف، على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن "هذه الحملة القمعية المسعورة المتطرفة ضد الشباب داخل البيوت والمقاهي والشوارع تدل على فشل وسقوط النظام، وتلك الحملة، ومهما أعقبها من حملات اعتقال وقتل وسحل، لن تثنينا عن مواقفنا وعن يوم 25 أبريل.. مكملين مشوار الثورة".
وذكر عضو لجنة الحريات بنقابة الصحفيين ورئيس تحرير بوابة يناير عمرو بدر أن قوات الأمن اقتحمت منزله فجر الجمعة، وأنه كان خارج المنزل، لكنهم أخذوا كتبا وأوراقا، وقالوا إن هناك أمرا صادرا من النيابة بضبطه وإحضاره.
واستطرد بدر، في منشور له على "فيسبوك"، قائلا: "هفضل أكتب زي ما أنا، سلاحي قلمي وكلمتي، وهفضل مؤمن أن مصر مش هتنكسر ولا ناسها هيفرطوا في الأرض والحرية.. مصر هتنتصر".
ونشرت حملة "الحرية للجدعان" أسماء بعض المقبوض عليهم، منذ الأمس وحتى الآن، ففي محافظة القاهرة تم اعتقال 26 شخصا من قهوة غزال بمنطقة "وسط البلد" وهم محمد مصطفى عبد المطلب ، وإيهاب مصطفى، وأحمد النوبي، وإسلام عثمان، ومحمود زايد، وأحمد مرسي، وأحمد محمد حسانين، ومؤمن علي عبد الكريم ، ومحمود محمد محمود محمد، وحازم أحمد عبد النبي، ومعتز مصطفى.
ومن قهوة الفلاح في منطقة القصر العيني بالقاهرة، تم اعتقال 10 أشخاص، منهم محمد عادل محمود سلطان، ومصطفى عبد الحميد، وأحمد صالح، وأحمد عبد الناصر "فانتوماس"، ومهاب مصطفى عز، ومن قهوة السواسية "الكوربة" بمنطقة مصر الجديدة تم اعتقال ستة أشخاص منهم شريف عبد الكريم، ومن منطقة مدينة نصر تم اعتقال أحمد نبيل (من منزله)، ومحمد نبيل، ومحمود هشام، وهيثم محمدين (من منزله- قيادي بارز بحركة الاشتراكيين الثوريين).
ومن منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية تم اعتقال سيد البنا (محامي)، وسيد جابر، وأحمد سالم، ومن منطقة فيصل بالجيزة تم اعتقال أحمد تمام، وهيثم مصطفى (من قهوة الزهرة)، ومحمد جمعة (من قهوة الزهرة)، وسعد التميمي (من أمام منزله)، ومن منطقة العمرانية بالجيزة إبراهيم محمود، وعماد رؤوف، ومن منطقة إمبابة وليد صبري (من منزله)، وشريف شيكو (من منزله).
كما تم اعتقال – بحسب صفحة "الحرية للجدعان" - حوالي 10 نشطاء من محافظة الإسكندرية منهم محمود فرغلي (من منزله - قسم الرمل ثان)، ومجدي النقيب (من منزله - قسم الرمل ثان)، وعمر خالد طوسون (من منزله)، ومحمد أحمد الصاوي (من منزله)، وخالد عبد الرحمن (من منزله)، ويوسف حسين متولي (من منزله)، وإبراهيم سعيد حبيب (من منزله).
ومن محافظة الغربية تم اعتقال كل من محمود جبر، وأحمد حمزة بدوي، ومن المنوفية سعيد شعبان، ومصطفى رضوان، وأحمد زغيبر، ومن الشرقية فايد صالح، ويوسف الشافعي (من منزله)، ومن محافظة الوادي الجديد ناجي مصطفى عبد السيد (من منزله)، ومن القليوبية أحمد سالم طوخ.
واعتقلت قوات أمن الإسكندرية، فجر الجمعة، مجدي النقيب، القيادي العمالي بشركة لينين جروب، من منزله وعمر خالد طوسن ابن عضو المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية على خلفية دعوات التظاهر في 25 نيسان/ أبريل الجاري.
كما نشرت حملة "الحرية للجدعان" أرقاما للطوارئ نصحت بالاحتفاظ بها في حالة تعرض أي شاب للقبض، خاصة مع وجود حملات اعتقال عشوائية في شوارع وسط البلد وباقي المحافظات. وشملت الأرقام التي تنشرها الصفحة، الخطوط الساخنة لمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، وأيضا أرقام غرفة عمليات المفوضية المصرية للحقوق والحريات لتلقي أي استغاثة أو إبلاغ عن الانتهاكات ولتقديم الدعم القانوني.
وأدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، الحملة الأمنية التي بدأت مساء الخميس، والقبض على العديد من الشباب والنشطاء، والشخصيات العامة.
وأعربت "الشبكة العربية لحقوق الإنسان"، في بيان لها الجمعة، عن انزعاجها من حملات القبض العشوائي التي قامت بها أجهزة الشرطة، معربة عن خشيتها من أن تزداد تلك الحملات في الساعات المقبلة قامت الشبكة بشكيل فريق لتقديم الدعم القانوني للمقبوض عليهم حال عرضهم على جهات التحقيق.
من جهته، وصف المحامي الحقوقي خالد على حملة الاعتقالات العشوائية التي شنتها قوات الأمن المصرية منذ مساء الخميس وحتى ظهر الجمعة بـ"الحملة القمعية المسعورة".
وقال علي- في تدوينة له على موقع "فيسبوك": "حملة قمعية مسعورة لاعتقال الشباب من الشوارع والمقاهي والبيوت، لا تعبر عن قوة النظام بقدر ما تعبر عن ارتجافه وفقدانه لاتزانه ورعبه من الحراك الشعبي ضد بيع الجزر".
واستنكر عضو الهيئة العليا بالحزب المصري الديمقراطي زياد العليمي، حملة الاعتقالات العشوائية، قائلا: "إزاي نظام يتخيل إنه له مستقبل، وهو بيعادي شباب بلده بالشكل دة؟ الشباب هم المستقبل، والديناصورات مصيرها الانقراض".
من جانبه، تقدم المحامي بـ"مركز نضال لحقوق الإنسان" محمد صبحي والمحامون سامح سمير وعمر المكاوي ومحمد حَنفي ببلاغ في قسم قصر النيل يتهم المباحث بخطف الشباب.
وقال صبحي، في تدوينة له على "فيسبوك"، إن مأمور القسم طلب منهم الانتظار لتباحث الأمر.
إلى ذلك، دشن عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج "عواد اتسعر" للتعبير عن رفضهم لحملة الاعتقالات، وللتأكيد على أن نظام السيسي في حالة سعار أمني متخبطة.