وصف تقرير لمعهد واشنطن للدراسات مقتل القيادي
مصطفى بدر الدين بأكبر خسارة لحزب الله منذ
اغتيال "رئيس الأركان" السابق عماد مغنية في عام 2008.
وتناول التقرير الذي أعده ماثيو ليفيت مدير برنامج "ستاين" للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن، والباحث نداف بولاك.، السيناريوهات المحتملة حول من الذي قتل بدر الدين؟
يقول التقرير إنه في عام 2008، وبعد مقتل القائد العسكري الأول للحزب عماد مغنية في انفجار وقع في دمشق، تمت ترقية بدر الدين إلى منصب رئيس عمليات الحزب، التي تشمل عمليات الجماعة في الخارج. ومع ذلك، بقي بدر الدين شخصية غامضة في لبنان حتى عام 2011، عندما سمّته محكمة خاصة، كمتهم رئيسي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وفي العام نفسه، شهدت مكانة بدر الدين مزيدا من التعزيز كونه أحد الركائز العسكرية للحزب عندما استلم مسؤولية الملف السوري. ووفقا لوزارة الخزانة الأمريكية، التي فرضت عليه عقوبات بسبب مختلف العمليات التي قام بها، شمل منصبه الجديد حضور الاجتماعات بين زعيم
حزب الله حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد، وتنسيق نشر المقاتلين في البلد المجاور، والتخطيط لبعض من عملياتهم في الحرب.
ويضيف التقرير أن هذه الخلفية أكسبت بدر الدين العديد من الأعداء، الأمر الذي يثير السؤال حول من الذي يقف وراء قتله.
في كل مرة يُقتل أحد كبار المسؤولين في حزب الله بطريقة غامضة، فإن
إسرائيل هي المشتبه الأساسي بها في عملية الاغتيال، وفق التقرير.
لكن التقرير يستبعد أن تكون إسرائيل وراء عملية اغتيال بدر الدين، ويشير إلى أنه صحيح أن الكثير من صناع القرار في إسرائيل سعيدون للتخلص من بدر الدين، لكن نظرا لشهرته، فمن الصحيح أيضا أنهم سيفكرون طويلا ومليا قبل اتخاذ قرار لقتله، لأن خطر التصعيد سيزداد بعد اغتيال شخصية رفيعة المستوى كبدر الدين، حتى لو تمت سرا، ولا يريد المسؤولون الإسرائيليون تصعيد الموقف على الجبهة الشمالية في الوقت الراهن.
والاحتمال الآخر الذي يطرحه التقرير هو أن إسرائيل كانت تستهدف عملية لنقل الأسلحة وقتلت بدر الدين عن طريق الخطأ، أو أنها كانت تحاول منع هجوم وشيك من قبل «حزب الله»، ولكن هذه تكهنات في الوقت الراهن. وفق التقرير.
ويمضي التقرير في سرد السيناريوهات المحتملة، ويقول إن من المشتبهين المحتملين أيضا جماعات الثوار في سوريا. فدور بدر الدين في تلك البلاد جعل منه هدفا ذا قيمة عالية بالنسبة لهم، لأن حزب الله هو المسؤول عن مقتل آلاف السوريين. وفي حين أنه من غير المرجح أنه قد قُتل في الخطوط الأمامية، إلا أن وحدات الثوار قد تكون هي التي قصفت موقعه وراء هذه الخطوط.
أما المشتبه بها الأقل، وفق التقرير، هي حكومات الخليج التي تدعم الثورة السورية، وستكون سعيدة بسبب مقتل بدر الدين، ولكنها تتمتع بقدرة محدودة على تنفيذ مثل هذه العملية في دمشق بصورة فعلية.
أما المثير، فهو أن تقرير معهد واشنطن أشار إلى أن حزب الله نفسه هو من المشتبه بهم المحتملين؛ نظرا للشائعات حول الأداء الضعيف لبدر الدين، وإهماله، وعدم استقراره، وتهوره في السنوات الأخيرة. وإذا كانت قيادة الحزب معنية في قتله بالفعل وآمنت أنه لن يترك منصبه بهدوء، فقد تكون قد قررت أنه من الضروري التخلص منه.
ويخلص التقرير إلى أنه بغض النظر عمن يقف وراء عملية القتل، فإن خلاصة القول هي أن مقتل بدر الدين يشكل ضربة كبيرة لحزب الله من الناحية العملية والعقلية. وسيحتاج الحزب الآن إلى إرسال مسؤول آخر رفيع المستوى للإشراف على العمليات في سوريا.
وهناك اثنان من البدلاء المحتملين هما إبراهيم عقيل وفؤاد شكر، وكلاهما شغل مناصب في أعلى هيئة عسكرية في الحزب الله، وهما عضوان في "المجلس الجهادي"، ويشاركان بالفعل في ساحة المعركة في سوريا.
وإذا كان من الممكن قتل بدر الدين في سوريا، فلا يوجد أي قائد من «حزب الله» في مأمن هناك.