أبدى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دهشتهم من مقطع فيديو بثه موقع "اليوم السابع" الإلكتروني، مساء الاثنين، لرئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، وهو يصافح المواطنين، ويدفع "كارتة" (رسم عبور) بوابات طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي.
وقال الموقع إنه حصل على فيديو حصري للسيسي في أثناء توقفه عند بوابات الإسكندرية، وقيامه بالانتظار في طابور لدفع "كارتة الدخول"، ما دفع عددا من المواطنين للالتفاف حوله، ومصافحته.
وأبدى نشطاء دهشتهم من زاوية تصوير المقطع التي تنوعت بين زاوية تصوير أفقية بمستوى وقوف السيسي، وزاوية تصوير أخرى رأسية (من أعلى لأسفل)، ولا بد فيها للمصور من أن يعتلي مكانا مرتفعا.
ولم يذكر "اليوم السابع" من أين حصل على مقطع الفيديو، فيما أشار نشطاء إلى علاقة الموقع الوثيقة بالأجهزة
المصرية، غير مستبعدين أن تكون الأخيرة قد قامت بتسريبه إليه، باعتباره الأكثر انتشارا بين المواقع الإخبارية المصرية.
ومن جهتها، لم تشر أي مصادر رئاسية إلى أسباب توجه السيسي لمحافظة الإسكندرية، الاثنين، لكن مؤيدين له عبر الشبكة الإلكترونية، عبروا عن إعجابهم بترجله من السيارة، لمصافحة من قيل إنهم "مواطنون"، مشيرين إلى أن السيسي يحرص على قضاء إجازة شم النسيم مع أسرته وأولاده بمدينة الإسكندرية.
وتساءل ناشط ساخرا: "هل هي مصادفة.. واحد واقف علي عمود راح مصوره من فوق كده على أساس أنه كان بيتشمس فوق العامود، بعد ما صوره أفقيا".
وعلق آخر: دفع الكارتة عن سيارته فقط، فيما مرت سيارات موكبه، التي أحاطت بسيارته في شكل دائري بمجرد عبورهم للبوابة.
وقال ثالث ساخرا: أصله وجد إيراد "الكارتة" خاسس.. فقال انزل أشوف إيه الحكاية؟
وأشار رابع إلى أنه لم يكن هناك أي طابور عند البوابة، بل كانت سيارات موكب السيسي تمر إلى جواره؛ لتعطي إيحاء بأنها سيارات مواطنين عادية.
ويذكر أن هذا ليس المشهد الوحيد للسيسي، بادعاء أنه يسدد "الكارتة"، ففي الخامس من آب/ أغسطس من العام الماضي، قالت الصحف إنه "في مشهد إنساني نادرا ما تجده في الزعماء والرؤساء، أصر السيسي على توقف موكبه الرئاسي الخاص به عند مدخل بوابات الكيلو 86 بطريق مصر - الإسماعيلية الصحراوي، ونزل منه الرئيس؛ ليصافح المواطنين، ويتحاور معهم.
وانتقد الإعلامي الساخر، باسم يوسف، السيسي، في تدوينة أخيرة له بالقول: "السيسي بلطجي قاطع طريق بيلفق تهم للشباب الرافض بيعه تيران للسعودية".
وكتب الإعلامي المقرب من السيسي، مصطفي بكري، مطالبا له -في مقاله بصحيفة "الوطن"، الاثنين- بأن يعيد ترتيب أوراقه مجددا، وأن ينزل إلى الناس في كل مكان، زاعما أن السيسي يملك سحرا ينفد إلى القلوب، لكن ذلك وحده ليس كافيا.
واستدرك "بكري": "الناس لم تنصرف عن السيسي، لكن الناس تنتظر ثورة جديدة من السيسي، حتى لا يبقى وحده الذي يمضي بسرعة الصاروخ، بينما البقية لا تزال تزحف كالسلحفاة، على حد تعبيره".
ومن جهتهم، قال مراقبون إن الأجهزة المحيطة بالسيسي تشعر بأن شعبيته قد تلقت ضربة قاصمة مع تنازله عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، ومن ثم فهي تحاول إعادة إنتاج صورة "الرئيس الإنسان القريب من المواطنين العاديين له".