كشف لقاء رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، بوفد مكون من ستة أعضاء بالكونغرس الأمريكي، برئاسة السيناتور ليندسي غراهام؛ في القاهرة الأحد؛ النقاب عن استمرار تحريض رئيس الانقلاب للولايات المتحدة، على مكافحة جماعة الإخوان المسلمين، بدعوى أنها تنظيم إرهابي.
وفي المقابل، فقد طمأن الوفد، السيسي إلى أن انتهاكاته في مجال حقوق الإنسان لن تؤثر على استمرار واشنطن في تقديم الدعم العسكري والاقتصادي والأمني لنظام حكمه، باعتباره "الرجل المناسب الذي جاء في الوقت المناسب لقيادة
مصر"، وفق تعبير غراهام، وهو رئيس اللجنة الفرعية للعمليات الخارجية بلجنة الاعتمادات، وعضو لجنة القوات المسلحة بالكونغرس.
من قصد السيسي بالإرهاب؟
في البداية، أكد السيسي في لقائه مع الوفد، الأحد، "أهمية مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، أو تركيز على تنظيم محدد دون التنظيمات الأخرى، التي لا تقل خطورة في أفكارها، وتطرفها"، على حد تعبيره، بحسب صحيفة "الأهرام"، الاثنين.
وأكد السيسي للوفد "أهمية تبني مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب، لا تقف عند حدود المواجهات العسكرية، والتعاون الأمني، لكن تمتد لتشمل الجوانب الفكرية والدينية، وكذا الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية"، وفق قوله.
قصد حرب الإخوان بعدم التمييز
وأرجع الخبير العسكري، اللواء زكريا حسين، أسباب حث السيسي للولايات المتحدة، على مكافحة التنظيمات الإرهابية دون تمييز، إلى اعتبار واشنطن تنظيم "داعش" المنظمة الإرهابية الوحيدة في المنطقة، متجاهلة التنظيمات الأخرى الموالية لجماعة الإخوان، على حد قوله.
ونقلت صحيفة الوفد، عن زكريا الاثنين، إشادته بتنويه السيسي لوفد
الكونغرس بهذا الأمر، مؤكدا أن هذا الأمر هو سبب تنامي التنظيمات الإرهابية غير "الداعشية" بالمنطقة، ومشددا على أن مواجهة الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية يشوبه نوع من التفريق، بحسب وصفه.
ندعم السيسي برغم الانتهاكات
من جهته، قال رئيس وفد الكونغرس، السيناتور ليندسي غراهام - في مؤتمر صحفي، في ختام زيارته لمصر، الأحد، إن الإدارة الأمريكية تدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي ضد الإرهاب الموجود في سيناء، وتؤمن بأنه يريد الأفضل لمصر، لذلك ستستمر في مساعدته برغم وجود بعض انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك حسبما نقلت صحيفة "المصري اليوم"، الاثنين.
وأثنى غراهام على السيسي، قائلا إنه يعتبره الرجل المناسب في الوقت المناسب لقيادة مصر، وعملية الانتقال، وترسيخ سيادة القانون، وحقوق الإنسان، وقيادة الحرب ضد الإرهاب، وفق وصفه.
وقال إن السيسي يريد استقرار بلاده بمنتهى الأمانة، لكن الأمر سيأخذ وقتا، لأن الأمر ليس سهلا، مشددا على إصرار واشنطن على مساعدة الجيش المصري في تدمير تنظيم "داعش" الإرهابي من خلال دعم اقتصادها، وقواتها العسكرية، حسبما قال.
نحاول مساعدة السيسي لينجح
وأكد غراهام أن بلاده "تريد زيادة الدعم للجيش المصري، لأنه إذا انهارت ليبيا، فهذا سيؤثر على مصر، والكونغرس سيدعم تقديم مساعدات للجيش المصري، ونأمل أن يتحقق تقدم في حقوق الإنسان في مصر، وأن تعتبروا الشعب الأمريكي شريكا".
وردا على سؤال عن رأيه في دعوات المصالحة مع جماعة الإخوان، وإيقاف الاعتقالات السياسية في مصر، قال: "في وقت من الأوقات كانت جماعة الإخوان شرعية، وانتُخب محمد مرسي رئيسا، لكن الشعب رفض الإخوان، والآن حكومة السيسي منتخبة وشرعية، والسيسي هو الرئيس المنتخب لمصر، وهو رجل عسكري يفهم جيدا معنى وخطورة الإرهاب أكثر من أي رجل آخر، ونحن نحاول مساعدته لينجح، لذا لا نتوقع من أي دولة أو فصيل سياسي أن يقف مع حقوق الإنسان ضد السيسي، حتى إذا وُجدت بعض الانتهاكات في حقوق الإنسان".
وداعما لتصريحات غراهام، كشف عضو الوفد، السيناتور كيسنجر من ولاية إلينوي، أن اللقاءات التي عقدها الوفد بالقاهرة تركزت على الجوانب الأمنية، مشيرا إلى أنه زار القاهرة في العام الماضي، ولكن منذ ذلك الوقت تدهورت الأوضاع في كل من ليبيا وسوريا، بالإضافة إلى أن الجانب الإيراني يعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، وفق قوله.
وأضاف أنه بصفته رجلا عسكريا، وسافر ورأى قسوة "داعش" وبشار الأسد، فيمكن أن يقول إن المصريين يجب أن يكونوا فخورين بالإرادة العسكرية لجيشهم في مواجهة الإرهاب والعنف في بلادهم، على حد وصفه.
وكان السيسي، استقبل وفد الكونغرس، بحضور وزير خارجيته سامح شكري، وسفير الولايات المتحدة بالقاهرة ستيفن بيكروفت.
وعلق المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية علاء يوسف، في بيان له، على لقاء السيسي بالوفد، بقوله إن السيسي أشار خلال اللقاء إلى التزام مصر بشراكتها الاستراتيجية مع واشنطن، وحرصها على تنميتها، وتعزيزها في مختلف المجالات.