كشفت تطورات الأحداث الأخيرة بين جبهة
النصرة وتنظيم الدولة؛ عن مجموعات مقاتلة، من بينها مجموعات كانت تابعة لجبهة النصرة وغيرها، بايعت التنظيم بشكل سري، حيث أدّت هذه المجموعات الدور الأكبر في التقدم الميداني الذي حققه التنظيم على حساب جبهة النصرة في
مخيم اليرموك، جنوب العاصمة السورية.
وقال مصدر ميداني في مخيم اليرموك لـ"عربي21"، إن غالبية المجموعات القتالية التي كانت تنشط في المخيم، باتت "تقاتل بشكل علني إلى جانب
تنظيم الدولة الإسلامية منذ اندلاع الاشتباكات الأخيرة مع جبهة النصرة، وأبرزها جبهة أنصار السنة التي أسسها أبرز قيادة جبهة النصرة بعد انشقاقهم عنها، التي كانت حادثة مقتل عنصرين منها على يد مقاتلي النصرة سببا في اندلاع الاشتباكات الحالية".
وأضاف أن من بين أهم المجموعات "حركة أحرار الشام فرع مخيم اليرموك؛ الذي بايع تنظيم الدولة وانصهر داخله، باستثناء أعداد منهم انتقلوا إلى بلدة يلدا المجاورة".
وكشف المصدر أن هؤلا الذين خرجوا إلى يلدا "سارعوا إلى تشكيل قوة مسلحة تحمل اسم، الفرع الحقيقي لأحرار الشام، ولهم وجود ملحوظ إلى جانب الفصائل الأخرى على خط التماس مع تنظيم الدولة"، على حد قوله.
وذكر المصدر أن "لواء العز، أحد أهم الفصائل المسلحة في المنطقة وتحديدا حي التضامن، قد انضمت مجموعات منه بشكل تدريجي إلى تنظيم الدولة، وبينهم قيادات مهمة انتقلت إلى منطقة الحجر الأسود لتقديم البيعة لقيادات التنظيم في المنطقة، قبل أن يعودوا إلى اتخاذ مواقع قتالية في مناطقهم تحسبا لأي معركة مقبلة، وهو من الفصائل التي رفضت المصالحة مع النظام".
وتقف معظم الفصائل مثل الأكناف، والاتحاد الإسلامي، وجيش الإسلام موقف "الحياد" منذ اندلاع الموجة الأخيرة من الاشتباكات بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة، بحسب المصدر الذي قال إن "جبهة النصرة تشعر بخيبة أمل من موقف الفصائل الأخرى، رغم السعي الذي قدمته النصرة والتنسيق السري المسبق بينهم بأنه في حال اندلاع المعارك مع التنظيم يقومون بالمساندة".
وكشف عن قيام جبهة النصرة بإرسال "وسطاء" إلى تنظيم الدولة لعقد هدنة جديدة، إلا أن التنظيم "رفض للمرة الثانية وقف الاشتباكات، مكتفيا بالموافقة على تبادل جثث القتلى من الطرفين".
وقال المصدر إن عملية تبادل قد تمت بالفعل ظهر الثلاثاء الماضي "لجثتين فقط، وبلغت خسارة تنظيم الدولة في الاشتباكات الأخيرة ثمانية قتلى مقابل أكثر من 15 قتيلا من جبهة النصرة التي فقدت معظم مواقعها، فيما لا زالت تحتفظ بمقرها الرئيسي قرب ساحة فلسطين"، بحسب المصدر نفسه.
ورجح المصدر "اتساع" ساحة المواجهات التي يشهدها مخيم اليرموك بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة لتشمل "مناطق أخرى في جنوب العاصمة، ومن بينها بلدة يلدا التي تقع على خط التماس بينهما، دون أن تندلع أي اشتباكات بينهما حتى الآن؛ لأسباب تعود إلى حرص الفصائل الموجودة في يلدا على عدم فتح ساحة مواجهة فيها، تهدد صمود الهدنة الموقعة مع قوات النظام".
وحذر المصدر الميداني في مخيم اليرموك من "فشل المساعي التي يبذلها أكثر من طرف من وجهاء المناطق أو قيادات الفصائل لوقف الاشتباكات، أو على الأقل ضمان حصرها في حدود منطقة مخيم اليرموك إلى حين انتهاء مفاوضات الفصائل مع النظام لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية"، حسب ما قاله لـ"عربي21".