قال الكاتب البريطاني
ديفيد هيرست إن موسم الحرب المفتوحة على جماعة الإخوان المسلمين قد بدأ، وانضمت إليه أخيرا الأردن بإغلاق مقرات الجماعة، بالتزامن مع عدد مجلة دابق التي يصدرها تنظيم الدولة، حيث وصفتهم بالمرتدين.
وقال هيرست في مقال له إن الأردن أقدم على هذه الخطوة بتحفيز من دولة الإمارات العربية المتحدة، لينضم إلى ركب
مصر وبعض دول الاتحاد الأوروبي.
وتابع الكاتب: "بذلك يكون قد أعلن عن بدء موسم مفتوح لملاحقة الجماعة. وسواء كان المتربصون بها من الجهاديين السلفيين، أو كان ذلك ملك الأردن أو رئيس مصر أو حتى ديفيد كاميرون، رئيس وزراء
بريطانيا، فإن الأثر التي تخلفه جهود هؤلاء جميعا هو واحد. إذا ما أخذنا بالاعتبار أن ثلث الناخبين العرب سيصوتون لمرشحين يمثلون الإسلام السياسي في أي انتخابات حرة ونزيهة تجري، فهذا يعني أن هذا الجهد المشترك إنما يستهدف إقصاء أكبر حركة سياسية في المنطقة".
غير أنه في الحالة الأردنية كما يقول هيرست "بدلا من القيام بعمل فوضوي قذر، مثل قتل ثلاثة آلاف متظاهر في شوارع القاهرة والإسكندرية، أو زج ما يزيد عن أربعين ألفا من السجناء السياسيين في المعتقلات، اختار الأردن إزهاق حياة الإخوان المسلمين من خلال تفتيت جماعتهم".
وأضاف أن دوافع إغلاق مقرات الجماعة في الأردن متباينة، غير أن الضغط الإماراتي واضح، "فتحت ضغط من محمد بن زايد، الذي هدد بإلغاء صفقة قيمتها ستة مليارات دولار لشراء طائرات مقاتلة من طراز تايفون من مؤسسة بي إيه إي البريطانية، وكذلك إلغاء صفقة نفطية مع شركة بريتيش بتروليوم إذا لم تحظر بريطانيا جماعة الإخوان المسلمين، انصاع ديفيد كاميرون له، وأمر بإجراء تحقيق سبب له على مدى ما يزيد من عامين الكثير من الصداع والاعتراضات القانونية".
وتابع: "تحت ضغط من اللوبي الخليجي ذاته، خطا أعضاء جمهوريون في الكونغرس الأمريكي على الدرب نفسه. فقد أقرت في الشهر الماضي اللجنة القضائية التابعة للكونغرس، التي يهيمن عليها الجمهوريون، تشريعا يطالب الخارجية الأمريكية بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمة إرهابية."
وأضاف هيرست أن كل واحد من المتربصين بالإسلام السياسي لديه ما يخشاه منه، "فرغم أن الإسلام السياسي ليس القوة الوحيدة، إلا أنه بالتأكيد القوة الأمتن من الناحية العددية، وهو الأقدر على وقف هذه الرقصة المرحة ما بين الاضطهاد السياسي والإرهاب ووضع حد لها. في مواجهة جيل جديد من النشطاء السياسيين -إسلاميين وعلمانيين، تقذف بهم شوارع مصر إلى الصدارة- كان يجدر بالبراغماتيين داخل الجيش المصري أن يدركوا أن استمرارهم في حكم مصر لم يعد خيارا ممكنا على المدى البعيد، وأنه بالإمكان إيجاد مخرج من الكابوس".
أما عن الإخوان أنفسهم، فقال "إذا كنت ضحية، فهذا لا يعني بالضرورة أنك تتحلى بالحكمة السياسية. ما من شك في أن الإخوان، مثلهم مثل كل المعارضات في مصر، يعانون من انقسامات عميقة. ولو حصل وتغير الحاكم، فإن جماعة الإخوان هي الأخرى ستكون غير مستعدة على الإطلاق. والقضية هنا لا تتعلق بمصير حركة إسلامية واحدة، وإنما بالمعركة بين صناديق الاقتراع وصناديق الرصاص".
لقراءة المقال كاملا من
هنا