أعربت دول
مجلس التعاون الخليجي خلال قمة مشتركة مع المغرب في الرياض الأربعاء، عن دعمها للرباط في قضية الصحراء المغربية، في حين نبه العاهل المغربي، الملك محمد السادس، إلى "الوضع الخطير" في هذه المنطقة المتنازع عليها.
وفي كلمة افتتح بها القمة، أكد العاهل السعودي
الملك سلمان بن عبد العزيز، مخاطبا نظيره المغربي، على "تضامننا جميعا مع كل القضايا السياسية والأمنية التي تهم بلدكم الشقيق، وفي مقدمتها الصحراء المغربية".
وأضاف أن دول مجلس التعاون (
السعودية والبحرين والكويت وعمان وقطر والإمارات)، تؤكد "رفضنا التام لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب" في ما يتعلق بالصحراء الغربية التي تطالب جبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر بمنحها الاستقلال، في حين تبدي الرباط استعدادا لمنحها حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية.
كما أكد العاهل السعودي على "حرصنا الشديد على أن تكون العلاقة مع بلدكم الشقيق على أعلى مستوى في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية".
من جهته، دعا العاهل المغربي دول مجلس التعاون إلى مواصلة دعم بلاده في تصديها "للمخططات العدوانية التي تستهدف المس باستقرارنا"، مؤكدا أن هذه المخططات "متواصلة ولم تتوقف، فبعد تمزيق عدد من بلدان المشرق العربي، ها هي اليوم تستهدف غربه".
وأضاف، أن "آخر هذه المناورات التي تحاك ضد الوحدة الترابية في بلدكم المغرب.. وهذا ليس جديدا، فخصوم المغرب يستعملون كل الوسائل المباشرة وغير المباشرة في مناورة مكشوفة".
واعتبر العاهل المغربي أنه خلال شهر نيسان/ أبريل، "الذي يصادف اجتماعات مجلس الأمن حول قضية الصحراء، أصبح فزاعة أمام المغرب وأداة لمحاولة ابتزازه".
وإذ شكر الملك محمد السادس دول مجلس التعاون على "وقوفكم الدائم لجانب بلادنا بالدفاع عن الوحدة الترابية" لبلاده، حذر من أن "الوضع خطير هذه المرة وغير مسبوق في تاريخ هذا النزاع، فقد بلغ الأمر بشن الحرب بالوكالة لاستخدام بان كي مون، كوسيلة لمحاولة للمس بحقوق المغرب التاريخية والمشروعة في صحرائه".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قام في مطلع آذار/ مارس، بزيارة إلى المنطقة أثار خلالها استياء المغرب لاستخدامه عبارة "احتلال" في توصيفه الوجود المغربي في الصحراء، في حين تعدّ المملكة الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من أراضيها.
ويقترح المغرب منذ 2007 خطة للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، المنطقة الشاسعة التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة.
في المقابل، يطالب الانفصاليون في جبهة البوليساريو المدعومون من الجزائر باستفتاء حول حق تقرير المصير.
وكان بان كي مون طالب، الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي بأن يمارس ضغوطا على المغرب، لتستأنف بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية أنشطتها كاملة، بعد أن قلصت الرباط عديدها.
وانتشرت البعثة في 1991، لمراقبة وقف لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو المطالبة بالاستقلال، وللمساهمة في تحديد وضع المنطقة التي ضمها المغرب في 1975، بعد استعمار إسباني.
والمغرب حليف للسعودية، ويشارك في التحالف العسكري الذي تقوده منذ أكثر من عام ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن. وقد خسرت الرباط، في أيار/ مايو 2015، طائرة حربية خلال هذه المشاركة.