حاصرت قوات الأمن
الجزائرية، الأربعاء، تنظيما انفصاليا، ردد شعارات
الانفصال عن السلطة المركزية بالجزائر العاصمة، خلال احتفالات
الربيع الأمازيغي 20 نيسان / أبريل.
ولاحقت قوات الأمن، أنصار التنظيم الذين خرجوا بمسيرات، بأربع محافظات تقطنها أغلبية أمازيغية وهي تيزي وزو وبومرداس وسط البلاد والبويرة و بجاية بشرقها.
واغتنم تنظيم "حركة استقلال
القبائل"، المعروف اختصارا بالجزائر بحركة "
الماك"، فرصة تخليد الذكرى الـ36 للربيع الأمازيغي التي تقام كل سنة، لرفع شعارات الانفصال عن السلطة المركزية.
وشهدت المحافظات الأربع تعزيزات أمنية ملحوظة، وتدخلت قوات الشرطة لمحاصرة مسيرات، نظمتها حركة "الماك" التي يتزعمها الانفصالي فرحات مهني.
والربيع الأمازيغي، تسمية أطلقها سكان القبائل الأمازيغ بالجزائر، تخليدا لذكرى ما يعتبرونه التعامل العنيف لسلطات الجزائرية، مع مظاهرات قام بها السكان العام 1980 بمحافظة تيزي وزو، للمطالبة بالديمقراطية وبحرية التعبير.
ونشبت تلك المظاهرات مباشرة بعد منع السلطات الجزائرية بعهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، الكاتب الأمازيغي الشهير مولود فرعون من إلقاء محاضرة بجامعة المحافظة.
وحاصرت قوات الأمن الجزائرية المسيرات التي قام بها التنظيم، الأربعاء، مستعينة بمروحيات، وردد المتظاهرون شعارات انفصالية وصفوا خلالها النظام بـ"القاتل"، ومنعت قوات الشرطة المتظاهرين من رفع راية الانفصال فوق الأعمدة والبنايات.
لكن، بمقابل ذلك، نظم حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" المعارض، الذي يتحدر أغلب أنصاره من منطقة القبائل الأمازيغ، مسيرات موازية، لم تدع للانفصال ولكن إلى "تعزيز الوحدة الوطنية".
وقال محسن بلعباس، رئيس الحزب الذي شارك بالمسيرة بمحافظة تيزي وزو: "لا نسعى لاستعراض قوتنا من خلال هذه المسيرة، بل لتوجيه رسائل بأننا لسنا من دعاة انقسام البلاد كما ادعته السلطة، بل نعمل من أجل وحدة البلاد ومن أجل السلم وأيضا لتحقيق مطلب اللغة الأمازيغية كلغة رسمية".
وتابع بلعباس: "إنها سلطة قاتلة ومجرمة عممت الفساد في البلاد وسمحت للمفسدين باعتلاء مناصب عليا".
ورغم أن الحزب المعارض، تهجم على النظام، متهما إياه بتهميش منطقة القبائل، إلا أنه يرفض الانفصال عن السلطة المركزية بالجزائر العاصمة، بينما حزب آخر يمثل المنطقة وهو "جبهة القوى الاشتراكية" غاب هذه المرة عن تخليد الذكرى 36 للربيع الأمازيغي، خلافا للعادة.
وبمحافظتي بجاية وبومرداس، سار المئات من الطلبة، مطالبين بترسيم اللغة الأمازيغية بصفة فعلية، علما أن الدستور الجديد بالبلاد والذي صادق عليه البرلمان، شهر شباط/فبراير الماضي، أقر ذلك.
وتعتقد السلطة بالجزائر، أن خرجات تنظيم "الماك" مدعومة من الخارج، في سياق مؤامرة ضد البلاد، وتحديدا من فرنسا، وتدعو الحكومة الجزائرية منذ أيام إلى "عدم الانسياق وراء دعوات الانفصال"، وقال وزير الشباب و الرياضة، الجزائري، الهادي ولد علي، الثلاثاء: "من ينضم إلى مسيرات الربيع الأمازيغي، معناه أنه ضد الوحدة الوطنية".