كتاب عربي 21

القوميون العرب يلتقون في تونس: الحاجة لمراجعة الأفكار والآليات والبرامج

1300x600
افتتحت يوم الثلاثاء أعمال المؤتمر القومي العربي الدورة (27) في فندق رويال – الحمامات في تونس بحضور 200 مشارك ومشاركة من الأقطار العربية والمهجر  وشارك في حفل الافتتاح  زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي وشارك في أعمال المؤتمر رئيس حزب مصر القوية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والمنسق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي خالد السفياني والمنسق العام السابق للمؤتمر القومي – الإسلامي منير شفيق والأمين العام للمؤتمر القومي العربي الدكتور زياد الحافظ والأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور، ووفد من تجمع العلماء المسلمين في لبنان وحزب الله والاتحاد العالمي لعلماء المقاومة وقيادات الفصائل الفلسطينية وعدد كبير من الشخصيات العربية من مختلف الدول العربية.

وتضمن برنامج عمل المؤتمر مناقشة الأوراق التالية:

- تقرير حال الأمّة  لعام 2015 - 2016 صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية.

- تقدير موقف تحت عنوان "منطق الصراعات في المشهد السياسي العربي الراهن"، الدكتور زياد حافظ (لبنان) الأمين العام للمؤتمر القومي العربي".

- القضية الخاصة: "انتفاضة القدس: الاستراتيجية والأهداف". وتحدث عنها  الأستاذ منير شفيق (فلسطين) المنسق العام للمؤتمر القومي - الإسلامي سابقا.

- حال المؤتمر: "نظرة تقويمية ورؤية مستقبلية" وعرضها الدكتور عبد الإله منصوري (المغرب) عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي.

- القضية الخاصة: "اللغة العربية: المخاطر التي تهددها وسبل الدفاع عنها"، وتحدث عنها  الدكتور عبد اللطيف عبيد وزير التربية السابق في تونس.

- الوحدة العربية: وأعد الورقة الدكتور أحمد يوسف أحمد (مصر) مدير معهد الأبحاث العربية سابقا.

- الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي، وتحدث عنها د. إسماعيل الشطي (الكويت) عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي.

- الاستقلال الوطني والقومي: الدكتور عبد الصمد بلكبير (المغرب) رئيس تحرير مجلة الملتقى، عضو سكرتاريا مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.

- التنمية المستقلة: الدكتور جورج قرم (لبنان) وزير سابق.

- العدالة الاجتماعية: أ. عبد الغفار شكر (مصر) عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي.

- التجدّد الحضاري: الآباتي د. أنطوان ضو (لبنان) أمين عام اللجنة الأسقفية للحوار الإسلامي – المسيحي.

وقد برز في كلمات المشاركين الدعم الكبير للمقاومة في لبنان وفلسطين ورفض كل القرارات العربية أو الإسلامية أو الدولية التي اعتبرت حزب الله أو حركة حماس منظمة إرهابية، كما عبر المشاركون عن دعم الانتفاضة الفلسطينية ومواجهة سياسات وإجراءات العدو الصهيوني في فلسطين والجولان المحتل  ودعوا لإجراء حوار مباشر مع إيران لحل كافة الإشكالات التي تعيق العلاقات العربية – الإيرانية ورفض تحوبل إيران الى عدو جديد بديلا عن العدو الصهيوني أو إغراق المنطقة في صراعات مذهبية ودينية.

وهذا المؤتمر يشكل فرصة مناسبة للاطلاع على الواقع العربي المؤلم وحجم المشكلات التي تواجه العرب في هذه المرحلة وخصوصا مخاطر التقسيم والتفتيت والفتن المذهبية، إضافة لتزايد دور القوى الأجنبية في الوطن العربي والاحتلال الصهيوني لفلسطين والأراضي العربية المحتلة.

وقد قدّم المشاركون والباحثون خلال جلسات المؤتمر معطيات مهمة وآراء قيمة ومفيدة حول كيفية مواجهة التحديات المختلفة، كما جرى تقديم بعض الآراء النقدية حول مسيرة المؤتمر القومي العربي وكيفية تطويره.

لكن يبقى السؤال الأساسي: هل يستطيع المؤتمر القومي العربي والقوميون العرب مواجهة هذه التحديات بنفس الآليات والافكار والبرامج القديمة في ظل التطورات المتسارعة والمخاطر المتزايدة داخليا وخارجيا.

إن من يشارك في أعمال وجلسات المؤتمر القومي العربي يلحظ بوضوح أن الأساليب والبرامج والأدوات التي يعتمدها القوميون العرب لمواجهة مختلف التحديات غير كافية، خصوصا أنهم في بعض الأحيان يكتفون بتوصيف الواقع أو شرح المشكلات دون تحديد كيفية المواجهة أو تحديد خطط عمل تفصيلية، وقد يجيب بعض القوميين أو المؤسسين للمؤتمر "إنه ليس حزبا أو تنظيما بل هو تجمع فكري وتجمع للناشطين السياسيين والمفكرين وليس لديه أدوات تنفيذية، وإن دوره توجيه الأمة وتحديد الموقف والرؤية"، وهذا الجواب لم يعد كافيا لأن هناك مسؤولية كبيرة أن على صعيد القوميين العرب أو كل القوى والحركات السياسية في الوطن العربي سواء كانت قومية أو إسلامية أو يسارية أو ليبرالية، لأن الأوضاع وصلت إلى أخطر مستوى من التفتيت والصراعات والأزمات وإذا لم يتم التصدي العملي لها ووضع البرامج الجديدة وطرح الأفكار والرؤى الجديدة فإننا سنصل جميعا إلى ما أشار إليه الكاتب والروائي الجزائري الواسيني الأعرج في روايته الأخير "حكاية العربي الخير-2084"، بأن نتحول إلى "شعب من الشعوب الآيلة إلى الزوال" ونتيه في الصحاري جائعين ومرضى أو نتحول إلى المعتقلات والسجون المحلية والعربية والدولية ونصبح قبائل ومجموعات مذهبية وطوائفية تتقاتل فيما بينها.