ملفات وتقارير

صباحي.. هل يفلح بالعودة إلى الأضواء بعد انطفائها؟

دعا صباحي في مبادرته إلى توحيد الصف الوطني والتأكيد على مدنية الدولة- أرشيفية
تلاشت أصداء دعوة المرشح الرئاسي السابق، مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، بـ"توحيد الصف الوطني" من خلال ما أطلق عليه "مبادرة البديل" التي لم ينضو تحت مبادئها إلا القليلون، واعتبرها بعض المراقبين "بضاعة كاسدة في سوق طالبي الشهرة والنجومية".

وكان صباحي وبعض القوى السياسية قد أطلقوا المبادرة في آذار/ مارس الماضي، واحتوت على عدة نقاط؛ أهمها "تحقيق مطالب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، واحترام الدستور، والتأكيد على مدنية الدولة، وخلق كيانات مجتمعية قوية، وضرورة إحداث تغيير حقيقي في معيشة الناس".

تغيير نظام

في هذا الإطار؛ قال الباحث في المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، والمتحدث السابق باسم التيار الشعبي، أحمد كامل البحيري، إن "وثيقة البديل التي تم طرحها مؤخرا؛ هي محاولة من القوى السياسية المحسوبة على ثورة 25 يناير؛ لجمع صفوفها، في ظل حالة التشتت التي تمر بها".

وأضاف لـ"عربي21" أن "تلك المجموعة رأت أنه لم يتحقق شيء من مطالب ثورتي يناير ويونيو منذ حكم المجلس العسكري؛ حتى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي"، معتبرا أن "من حق أي شخص تأسيس تنظيم أو جبهة أو حركة سياسية سلمية، في إطار الدستور والقانون".

وأكد أن الأسباب التي دفعت لظهور تلك المبادرة "هو تأزم المشهد في أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، ذاهبا إلى أن البديل "ليس بالضرورة أن يكون لأشخاص، وإنما لنظام سياسي واقتصادي واجتماعي".

قيادة مشكوك فيها

من جهته؛ قال المتحدث باسم حزب مصر القوية، أحمد إمام، إن حزبه دعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة؛ لأن "مصر بحاجة إلى بديل عاجل وقوي"، مؤكدا أن القيادة الحالية للبلاد "ليست مجرد سيئة، بل أصبح لدينا شكوك في توجهات هذه القيادة ونواياها".

وأضاف لـ"عربي21": "هناك خلل عميق في إدارة الدولة، وحالة من التخبط واكتمال لمعالم الدكتاتورية، فنحن أمام رئيس لا يستمع لأحد إلا لنفسه".

وتابع: "الحاجة للبديل ضرورة ملحة، ونحن بحاجة لتضافر كافة الجهود المجتمعية لمواجهة ما يحدث، وإزاحة هذا الحكم، وعدم توريط البلاد أكثر من ذلك، فلقد وصلنا إلى مرحلة التفريط في الأرض، وارتكاب أخطاء استراتيجية لم يجرؤ أحد على ارتكابها من قبل".

اتركوه يلهو

أما رئيس حزب التجمع، رفعت السعيد؛ فشن هجوما حادا على المبادرة التي أطلقها صباحي، مشبها إياه بـ"الممثلة التي غابت نجوميتها، وأرادت أن تعود للمسرح ثانية".

وقال لـ"عربي21" إن "ما بدر من صباحي؛ دعوة شخصية، نفسرها في أحسن الأحوال والنوايا على أنها محاولة لإحدى النجمات السينمائية؛ عندما تنطفئ عنهن الأنوار، ويرغبن في العودة مجددا"، مؤكدا أن "صباحي فقد الكثير من مصداقيته"، وفق قوله.

وأضاف: "لا أعتقد بأن لدى صباحي أي وجود جماهيري يؤهله للحديث عن آخرين، أو أن يصنع بديلا لشيء موجود.. الحل الأمثل أن لا يهتم به أحد، ووقتها سوف يصمت وحده".

واعتبر أن الأسباب التي قدمها صباحي في وثيقته "واهية، فنحن في دولة دستورية يجب أن يتحرك في إطارها الشرعي؛ من خلال قنوات رسمية كالبرلمان والحكومة، ولن يمكنه صنع أي بديل لأي من تلك المؤسسات، فلا يوجد لديه عضو برلمان واحد، أو حكومة، فكيف يمكنه أن يغير؟ هو ببساطة يفتقد كل آليات التغيير".

انتخبوا غيره

بدوره؛ قال الناشط السياسي، والعضو السابق بالحملة الانتخابية الرئاسية لعبدالفتاح السيسي، حازم عبدالعظيم، إن "طبيعة الحكم العسكري تفرض اتجاه الرأي الواحد".

وأضاف لـ"عربي21": "على القوى الساعية لدولة مدنية؛ السعي لها في انتخابات 2018 بالوسائل الديمقراطية المعروفة، وعلى القوى المدنية التوحد خلف رجل واحد؛ للانتقال إلى حكم مدني".

واعتبر أن "اختيار رجل ببزة عسكرية للرئاسة عقب 3 يوليو كان ضرورة حتمية وقتها"، مستدركا بأن "التساؤل الآن؛ هل سيستمر السيسي لأربع سنوات فقط، أم أنه سيبقى للأبد؟".

ولفت إلى أن الهدف من مظاهرات 30 يونيو "لم يكن الرغبة في القضاء على الإخوان المسلمين، وإنما إقصاؤهم، وكل التفكير كان يتمحور حول خلق توازن بين المدني والعسكري، إلا أن السيسي لم يختلف عمن سبقه من العسكريين".