غطت صور الرئيس
الجزائري عبد العزيز
بوتفليقة، في لقاءه بالوزير الأول الفرنسي، مانويل
فالس، الإثنين، على الحجم الهائل من الاتفاقات المبرمة بين البلدين، بمناسبة الزيارة التي قادها المسؤول الفرنسي إلى الجزائر الأحد والإثنين.
وظهر الرئيس الجزائري، بالصور التي نقلها التلفزيون الحكومي الجزائري، وتلفزيون "فرانس2"، الذي سمح له بتسجيل اللقاء بإقامة الرئاسة الجزائرية بزرالدة، غرب العاصمة الجزائر، متعبا جدا ويتحدث بصعوبة بالغة.
وإن كان الجزائريون يعرفون جيدا بأن رئيسهم يعاني المرض منذ ما قبل انتخابه رئيسا لولاية رابعة يوم 17 نيسان/ أبريل 2014، لكنهم بدوا وأنهم اكتشفوا لأول مرة، تدهور صحته بالشكل الذي ظهر عليه أمس.
ونشر فالس صورة له مع بوتفليقة على حسابه بـ"تويتر" يظهر ذلك المشهد، بينما أفاد حسين خلدون، الناطق الرسمي لحزب
جبهة التحرير الوطني، الحاكم بالبلاد في تصريح لـ "
عربي21"، الثلاثاء، أن ما "تقوله المعارضة لا يليق أخلاقيا وحتى سياسيا لأن مصدره
الإعلام الفرنسي المشبوه"، وتابع خلدون أن "نية الوزير الأول الفرنسي كانت خبيثة من وراء نشر تلك الصورة على تويتر".
وتهاطلت المواقف والآراء من قبل الجزائريين على شبكات التواصل الاجتماعي، وجمعت معظم الآراء بين الحسرة والتنديد، فأغلب الجزائريين رفضوا ظهور رئيسهم مع الوزير الأول الفرنسي بذلك الشكل، واتهموا جهات بالسلطة، بإظهار الرئيس بوتفليقة، بشكل يسيء له وللبلاد ككل.
وأبرم الطرفان الجزائري الفرنسي، 36 اتفاقا في شتى القطاعات، لكن هذا الحجم الهائل وغير المسبوق من الصفقات والمعاهدات، لم ينل حظه من الاهتمام، سواء من جانب الصحافة الجزائرية أو من جانب الإعلام الفرنسي، أكثر من الاهتمام بصور الرئيس بوتفليقة التي تناقلتها الفضائيات الجزائرية والفرنسية بشكل واسع.
وبثت الفضائية الفرنسية "لو بتي جورنال" ومعناها بالعربية "الجريدة الصغيرة"، ليلة الثلاثاء، برنامجا ساخرا تناول الحديث المتعثر للرئيس الجزائري أمام الوزير الأول الفرنسي "مانويل فالس".
والقناة الفرنسية "لو بتي جورنال"، واحدة من القنوات التي رفضت السلطات الجزائرية، منح تأشيرة الدخول لصحفييها، المكلفين بتغطية زيارة فالس إلى الجزائر الأحد والإثنين.
ولكن من جانب آخر، تهاطلت التعليقات من جانب الجزائريين الذين انتقدوا الصحافة الفرنسية لتقليلها من شأن الرئيس بوتفليقة.
وانتقمت القناة بطريقتها الخاصة، وعديد الصحفيين الجزائريين، يعتقدون أنه "لو لم تكن هناك أزمة تأشيرات مع صحفيي القناة، لما تناولت الأخيرة الرئيس بوتفليقة بذلك الشكل".
وبثت القناة مقطعا من لقاء بوتفليقة وفالس مرفوقا بتعليق منشط البرنامج الساخر: "انظروا إلى فالس مع من يتحدث".
وقال رئيس حزب "جيل جديد" المعارض بالجزائر جيلالي سفيان، في تصريح خاص لـ "
عربي21"، إن "الحقيقة لا تحتاج اليوم إلى دليل، فما كنا نقوله بالأمس، صار ملموسا اليوم ويردده كل الجزائريين، يكفي فقط أن تنظروا إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتتأكدوا أن الشعب مدرك تمام الإدراك أن الرئيس ليس هو من يحكم".
وانتقد عديد الصحفيين الجزائريين سماح محيط الرئيس الجزائري بإظهار بوتفليقة متعبا ومنهك القوى، وقال الإعلامي الجزائري المختص بالشؤون السياسية عثمان لحياني، لـ "
عربي21"، إن "كان مانديلا الذي علمته الجزائر في الستينيات مفردات الحرية وأبجديات الكفاح، قد رسم في صورة جنوب إفريقيا درسا بليغا، يقول الدرس إن القداسة ليست في ديمومة الكرسي، لم يمنح مانديلا لنفسه فرصة مراودته على الحكم، اكتفى بعهدة واحدة، وقد كان في جعبته ما يتيح له البقاء حاكما ورئيسا، لكنه استبقى لنفسه عزة المؤمن بدورة الحياة".