حقوق وحريات

لاعب محترف يتهم الشرطة التونسية بضربه وإذلاله (فيديو)

قال خالد المليتي إن رجل الأمن سحبه إلى غرفة وطلب منه الجثو على ركبتيه– يوتيوب
أكد اللاعب التونسي المحترف خالد المليتي، أنه تعرض لـ"العنف الشديد، والإهانة، والإذلال" من قبل أفراد أمنيين، ما تسبب له بكدمات في أنفه ورأسه ويده اليمنى، وأماكن أخرى في جسده، بالإضافة إلى الأضرار النفسية التي لحقته.

وكشف المليتي، لاعب نادي حمام الأنف، في حوار مصور أجراه معه موقع "الشروق أونلاين" مساء الثلاثاء، أن زميله اللاعب الجزائري حميد الجاوشي، اتصل به ليعلمه بأنه تعرض لحادث مرور بسيط، راجيا منه الالتحاق به بمركز الشرطة بضاحية "المدينة الجديدة" في محافظة "بن عروس" بإقليم العاصمة تونس، باعتبار المليتي من سكان هذه المنطقة.

وأضاف المليتي، الذي كان يتلقى العلاج بأحد المستشفيات، أنه التحق بزميله الجزائري؛ بعد أن أجرى مكالمة مع شقيق له يعمل ضابط شرطة، طلب منه خلالها القدوم أيضا إلى المركز؛ لمساعدة الجاوشي على إتمام الإجراءات القانونية هناك.

صفع وركل وعبارات نابية

وقال اللاعب، الذي بدت يده مربوطة إلى عنقه، أن رئيس المركز حجز هاتفه الجوال بعدما أجرى مكالمة مع مسؤولي نادي كرة القدم الذي ينتمي إليه هو وزميله الجاوشي، ثم سرعان ما انهال عليه مساعد رئيس المركز صفعا وركلا، موجها له عبارات نابية.

وقال المليتي، الذي سبق له اللعب مع المنتخب التونسي، وفريقي النجم الساحلي والنادي الأفريقي، إن شقيقه ضابط الشرطة انتبه إلى ما وقع له، فحاول التدخل وكفّ الاعتداء عنه، لكن عون الأمن أصر على أن يسحبه إلى إحدى الغرف، ويطلب منه الجثو على ركبتيه.

وأضاف: "رفضت في البداية تنفيذ ما طلبه مني عون الأمن، لكنه صفعني بقوة فاخترت حينئذ تنفيذ طلبه (...) وبعد وقت طويل؛ شعرت بالتعب، فوقفت، إلا أن عونا آخر كان مُكلفا بمراقبتي؛ طلب مني الرجوع إلى وضع الجثو على الركبتين، موجها لي كلاما نابيا ومهينا".

وأشار المليتي إلى أن شقيقه الضابط "دخل في نقاش مع أفراد المركز، كاشفا لهم في الأثناء عن شخصيتي.. حينها انتبه الجميع لفداحة ما أقدموا عليه، فحاولوا الاعتذار مني قائلين: لم نعرفك.. ظنناك مواطنا".



اعتقال الشقيق الأكبر

وقبل أيام؛ تعرض الشقيق الأكبر لخالد المليتي، وهو اللاعب الدولي السابق سفيان المليتي، إلى الاعتقال والاعتداء بالعنف في المركز الأمني نفسه، وبمركز الاحتفاظ في "بوشوشة"، بحسب تصريح له، مساء الأربعاء، في برنامج "راف ماغ" على إذاعة "إي أف أم" الخاصة.

وقال سفيان المليتي، الذي لعب من قبل بفريق الترجي الرياضي التونسي، إن أعوان الأمن أنفسهم أوقفوه وأهانوه وروعوا عائلته، قبل أيام، موجهين له "تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية"، وذلك على إثر وشاية تبين أنها خاطئة، وبرّأه القضاء منها.

وأضاف: "نحن عائلة محافظة، نقوم بواجباتنا الدينية منذ زمن طويل، ولم نتعرض إلى أي مشاكل في نظام بن علي، بل كنت أنا وشقيقي خالد من بين لاعبين قليلين نصوم رمضان خلال المقابلات الرياضية، رغم أن هذا الأمر لم يكن مقبولا لدى مسؤولي الفرق الكبرى التي انتمينا إليها بتونس".
 
وتابع سفيان، الذي أكد أن شقيقه خالد سيرفع قضية حول ما تعرض له: "عائلتي اليوم تشعر بأنها مستهدفة، وما حدث لشقيقي خالد رسالة لنا جميعا، لذلك أطلب من وزير الداخلية أن يكف عنا أذى الأمنيين".

وعلق مقدم البرنامج رفيق بوشناق بقوله: "نخشى أن تكون كل هذه الأحداث بسبب لحيتيك أنت وخالد".



الداخلية لم تصدر بيانا حتى الآن

وفي السياق نفسه؛ نفى مسؤول أمني في مركز الشرطة بـ"المدينة الجديدة" ما ذكره المليتي، مضيفا في تصريح إعلامي: "كل ما في الأمر أنه أراد -من خلال ما نسجه من سيناريوهات- الظهور في برنامج تلفزيوني؛ للتشهير بمركز الأمن، وادعاء أنه تم الاعتداء عليه من قبل أعوان المركز، حتى يغالط الرأي العام؛ ليثأر لشقيقه الذي تم إيقافه بمركز الأمن في الفترة الأخيرة بعد الاشتباه به"، وفق تعبيره.

ولم يصدر حتى لحظة إعداد هذا التقرير؛ أي موقف أو بيان عن وزارة الداخلية حول الحادثة، فيما رفض المكلف بالإعلام والناطق باسم الوزارة ياسر مصباح، التعليق لكل وسائل الإعلام "قبل حصوله على معطيات من مركز الشرطة المذكور"، وفق ما ذكرته إذاعة "إي أف أم".

وانتشرت مساء الأربعاء حملة كبيرة من التعاطف مع اللاعب خالد المليتي، في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء بـ"تطبيق القانون، وردع المعتدين من الأمنيين".

وقبل أسبوع؛ أثار مقطع فيديو لأفراد شرطة يعتدون على شخص في إحدى ضواحي العاصمة تونس، ردود فعل غاضبة؛ بسبب ما احتوى عليه المقطع من عنف مادي ولفظي.

وقالت وزارة الداخلية، في بيان رسمي لها، حينها، إنه تم اتخاذ الإجراءات والترتيبات القانونية بحق أفراد الشرطة، لافتة إلى أن ملف القضية حُول إلى القضاء للبت فيه.