أطلق حزب الله سلسلة من المواقف الجديدة، تمحورت حول تبرير تدخله العسكري في
سوريا، تزامنا مع تشييعه لمجموعة من كوادره الذين قتلوا في سوريا خلال قتالهم إلى جانب النظام السوري في حلب، مكررا في الآن ذاته هجومه العنيف على السعودية.
وكان المرصد السوري وثق قبل يومين مقتل 12 من عناصر حزب الله جراء الهجوم الذي شنته جبهة النصرة على بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي، بالتوازي مع إعلان مقتل اثنين من قادته العسكريين، أحدهم أبو جعفر مؤسس الجناح السوري لحزب الله، في بلدة القريتين في ريف حمص الشرقي. وبدأ الحزب منذ الاثنين؛ بتشييع قتلاه في الضاحية وبلدات في جنوب لبنان والبقاع.
وفي خطاب تضمن العديد من التبريرات لوجود حزب الله في سوريا، تعهد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم؛ ببقاء حزب الله إلى جانب قوات النظام، قائلا: "المقاومة لن تتعب في سوريا، وستستمر حتى آخر رمق لتحقيق النصر الذي نراه أمامنا، ولا عودة إلى الوراء وعلامات انتصار المشروع المقاوم واضحة"، على حد قول قاسم.
واعتبر قاسم في كلمة له خلال حفل تأبيني في بيروت؛ أن حزبه في سوريا "أمام مشروعين كبيرين لهما امتدادهما على مستوى العالم، وأن حزب الله كان دائما مع الحل السياسي ولا زلنا معه على قاعدة أن يختار الشعب السوري مستقبلة ونظامه وممثليه دون تدخل من أحد"، وفق تعبيره.
ووصف سيطرة النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه على تدمر والقريتين القريبتين من يد تنظيم الدولة؛ بأنها "علامة فارقة، وتأكيد على أن الجهة الجدية لمحاربة الإرهاب التكفيري هم سوريا وحلفاؤها أما الباقون فيكذبون"، بحسب وصفه.
وجدد قاسم تبريرات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حول التدخل في الحرب في سوريا قائلا: "مساهمة حزب الله في سوريا حمت لبنان واستقراره، ولولاها لكانت داعش في بيروت والضاحية وجونية وكل مكان في لبنان، ولولا مشاركة حزب الله في سوريا لانهار لبنان"، مضيفا: "حزب الله سيبقى في سوريا ولا مطالب لنا هناك"، كما قال.
وفي السياق نفسه، صعد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، نبيل قاووق، الهجوم على السعودية، فقال خلال حفل تربوي في الضاحية الجنوبية لبيروت: "إسرائيل تعبر عن فرحتها من السياسات والإساءات السعودية في لبنان، لأنها ترى في هذه السياسة تحقيقا لمطالبها وأهدافها في استهداف المقاومة"، وفق تعبيره.
وتابع هجومه قاووق على السعودية، معتبرا أن سياستها قدمت "خدمة كبرى للمشروع الإسرائيلي العدواني على لبنان، ولكن وأمام أمواج الإساءات والتطاول والإهانات بحق لبنان دولة وشعبا وجيشا ومقاومة، وجدنا موقفا تاريخيا مشرفا للشعب اللبناني الذي توحد بوجه الإساءات الخارجية"، بحسب قوله.
وأضاف: "أكثر ما يريح إسرائيل على امتداد العالم العربي اليوم، هي السياسات السعودية والوحشية التكفيرية في المنطقة والتي باتت تشكل فرصة استراتيجية لإسرائيل؛ لأن التدخل السعودي في سوريا أجج نار الفتنة، واستنزف الجيش السوري، ولأن التدخل السعودي في اليمن أحرقها وأغرقها ببحر من الدماء، ولأن التدخل السعودي في البحرين شكل أعظم ظلم لثورة سلمية شعبية هناك"، كما قال.