في ما اعتبره مظهرا من مظاهر التخلي عن الهوية السورية، قال وزير الخارجية والحرب
الإسرائيلي الأسبق موشيه آرنس، إن
الدروز في
الجولان السوري المحتل لم يعودوا يرفعون الأعلام السورية وصاروا يرفعون الأعلام الإسرائيلية.
وفي زاويته الأسبوعية في صحيفة "هآرتس"، المنشورة الثلاثاء، نوه الليكودي آرنس إلى أنه لاحظ هذه الظاهرة خلال زيارته الأخيرة للجولان، معتبرا أنها تعبر عن تحولات جذرية في مواقف دروز الجولان من
سوريا.
وأشار آرنس إلى أن الأغلبية الساحقة من دروز الجولان كانوا يعتبرون أنفسهم مواطنين سوريين، منوها إلى أن الحرب الدائرة في سوريا أقنعت الكثيرين منهم بالحصول على الهوية الإسرائيلية.
وأضاف أن "30 بالمائة من الدروز في بلدة مجدل شمس، كبرى البلدات الدرزية في الجولان قد حصلوا بالفعل على الهوية الإسرائيلية، وهناك ما يدلل على أن الدروز في البلدات والقرى الأخرى يسيرون في أثرهم".
وقال: "لقد اعتقد الدروز أن الجولان سيعود في يوم من الأيام لسوريا، والآن باتوا يتعودون على استيعاب حقيقة أنهم سيبقون تحت الحكم الإسرائيلي".
وبحسب آرنس فإن "الدروز في الجولان باتوا يقبلون الهوية الإسرائيلية للجولان".
وانتقد آرنس، رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبق إيهود باراك لأنه أجرى يوما مفاوضات مع نظام الأسد على إعادة الجولان لسوريا، منوها إلى أن الأغلبية الساحقة من النخب الإسرائيلية باتت تدرك أن هذا كان يمكن أن يكون خطأ كبيرا.
ويشار إلى أن حكومة مناحيم بيغن قامت في العام 1981، بضم الجولان وفرض السيادة الإسرائيلية عليه.
وقد ترتب على هذا القرار تكثيف بناء المستوطنات على الهضبة، حيث عمدت الحكومة إلى بناء مساكن على الهضبة لعدد من قادة الوحدات والألوية والسرايا في الجيش، سيما الذين يخدمون في قيادة المنطقة الشمالية.
ويذكر أن عددا من مشاريع التقسيم التي تقدم بها ساسة وجنرالات وباحثون إسرائيليون، قد دعت إلى تدشين دويلة درزية في الجولان السوري إلى الشرق من الحدود.
وقد افترضت خطة التقسيم التي أعدها وزير الداخلية السابق الليكودي جدعون ساعر، والتي نشرها "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي قبل ثلاثة أشهر، أن يسهم تدشين الدويلة الدرزية في تحسين البيئة الأمنية والاستراتيجية لإسرائيل بسبب علاقاتها الخاصة مع الدروز داخل إسرائيل.