قال المفكر والمعتقل السياسي السوري السابق، عضو المكتب السياسي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مشيل كيلو، إن
المغرب هو أكثر دولة لاقت
الربيع العربي في منتصف الطريق، وأشاد بالدور المغربي الداعم للثورة السورية ومطالب الشعب.
وأضاف
ميشيل كيلو، في حوار مع جريدة "التجديد" المغربية، أن "المغرب حقق إنجازات وسياسات نعتقد أنها هي الأفضل والأكثر عقلانية والأكثر جدوى في العالم العربي كله، والتي كانت فيها ردود فاعلة وإيجابية ومبشرة على ما حدث في الربيع العربي".
وتابع كيلو: "المغرب هو أكثر دولة لاقت الربيع العربي في منتصف الطريق، لا بل ربما بعد منتصف الطريق، وهذا يفسر الجو السائد في البلاد والكثير من الاإنجازات التي شاهدناها بأعيننا، حتى صار ما يحققه المغرب حديث الإعلام والصحافة العالمية".
وسجل كيلو أن هدف الزيارة، جاء تواصلا مع "أصدقائنا في حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية وبقية الأحزاب التي تعمل في حكومة التحالف الحكومي، وكنا سعداء بلقائهم وخاصة لقاء رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران".
وشدد: "لقد قال لنا رئيس الحكومة إن المغرب ملكا وحكومة وشعبا مع الشعب السوري ويشعر بمأساة الشعب السوري ويوافق على مطالبه بأن يعيش في حرية وخارج قبضة الاستبداد".
وأوضح كيلو: "نحن نشعر بالامتنان الشديد لأن المغرب ليس له علاقات دبلوماسية مع النظام في سوريا، طبعا هذا الموقف هو موقف تاريخي، ينطلق من شعور المغرب وحسه بالواجب تجاه شعب شقيق هو الشعب السوري الذي يتعرض لمحنة لم يسبق لأحد أن تعرض لما يماثلها، وهو من جهة أخرى اعتراف بأن للشعب السوري حقوقا وأن هذه الحقوق تحظى بقبول جلالة الملك وحكومته والشعب المغربي بصفة عامة".
واعتبر أن "الروس رغم أنهم حددوا ثلاثة أشهر للحسم على لسان رئيسهم بوتين، ونحن اليوم في الشهر السادس إلا أنه ليس هناك لا حسم ولا هم يحزنون".
وأكد كيلو أن التدخل الروسي "لعب دورا كبيرا في ترجيح كفة النظام على حساب المعارضة، بل أقول الطرف الآخر، لأن النظام غائب منذ وقت طويل عن المعركة، والنظام لديه من الطاقة النارية التي تستخدم ضد المعارضة 10 بالمائة، والباقي روسي وإيراني، فنحن لا نقاتل النظام فعليا ولكن نقاتل بصورة أساسية مرتزقة إيران الموجودين في سوريا وهم 36 تنظيما أبرزهم حزب الله وفصائل العراق كالنجباء وكتائب الحق وغيرهم، بالإضافة إلى الروس في الجو، مزودين بأحدث التقنيات والذخائر".
وزاد: "لدينا تقارير من الجيش الحر تقول إننا لم نعد نسمع على أجهزة التواصل أي كلمة عربية، كل الاتصالات تتم إما باللغة الروسية أو الفارسية، وهذا أحدث تغييرا حقيقيا في ميزان القوى. وأريد أن ألفت الانتباه إلى أن ميزان القوة القائم اليوم في سوريا الروسي/الإيراني مع النظام أصبح يشكل خطرا على الإقليم كله وليس على سوريا".
وعن الدور الأمريكي قال: "إلى حد كبير جدا أمريكا هي جزء من المشكلة، فهي إذا رفعت الخطوط الحمراء التي وضعتها في وجه تركيا والعالم العربي فيما يتعلق بتسليح المعارضة والجيش الحر وقوى المقاومة لإسقط النظام منذ زمن رغم الدعم الإيراني والروسي".
واعترف بأن "أمريكا تريد أن تصفي حسابات وترتب مسائل كبرى مع إيران وغير إيران عبر الأزمة السورية، فمثلا أخذت البرنامج النووي الإيراني، واليوم تريد أمريكا البرنامج الصاروخي الإيراني، ويقولون للإيرانيين ما حاجتكم إلى صواريخ مداها 6 آلاف كلم إذا لم تكن لديكم أسلحة نووية؟ ثم بعد ذلك هناك دور إقليمي ستمارسه إيران في منطقة المشرق، تقديري أنا سيكون بتنسيق وتناغم مع (إسرائيل)".
وقام ميشيل كيلو، عضو المكتب السياسي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، رفقة وفد من المعارضة بزيارة للمغرب الأسبوع الماضي، بعقد لقاءات مع رئيس الحكومة المغربية، كما زار وزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني، وبعض زعماء الأحزاب السياسية.