دعا رئيس الحكومة المغربية دولة الجزائر إلى العودة للصواب - أرشيفية
أكد رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، الخميس، أن قضية الصحراء بالنسبة لبلاده تعد قضية حياة أو موت، مطالبا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بـ"احترام الشعب المغربي"، في ذات السياق سلمت الرباط إلى الأمم المتحدة لائحة بالموظفين الأممين المدعوين إلى مغادرة المغرب.
ودعا رئيس الحكومة المغربية، في كلمة له خلال افتتاحه مجلس الحكومة، دولة الجزائر إلى "العودة للصواب" بخصوص تعاملها مع هذه القضية، قائلا: "إخواننا الجزائريون هداهم الله، يجب أن يرجعوا إلى الصواب".
بان كي مون ليس عدوا
وأضاف: "يبدو أن بان كي مون انزعج من خروج المغاربة في مسيرة ضده، والمغاربة ليس لديهم أي عداء معه، إلا أن تصريحاته أثارت غضب شعب بأكمله، وهو يترأس مؤسسة كبيرة، وأقل شيء يجب أن يفعله هو عدم إثارة غضب الشعوب التي يجب أن يتركها تعبر عن رأيها وهي قد عبرت عن رأيها من خلال مسيرات احتجاجية ".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، زار مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر، مطلع الشهر الجاري، وأدلى بتصريحات قال فيها إنه "يعمل على توفير الأجواء لتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة"، الأمر الذي أثار احتجاج السلطات المغربية التي اعتبرت التصريحات "خروجًا عن الحياد".
وفي هذا الصدد، تابع بنكيران قائلا: "نطالب بان كي مون أن يوجه جهوده في اتجاه حل المشكلة من الجانب الآخر (في إشارة إلى الجزائر)، لأن المغرب ليس لديه مشكلة، حيث خرج في مدينة العيون (كبرى مدن الصحراء) الآلاف في مسيرة تحمل الأعلام الوطنية فهل هناك استفتاء أكثر من هذا؟".
وأردف: "أمين عام الأمم المتحدة، زار الجزائر والصحراويين المحتجزين في المخيمات بتندوف (بالجزائر)، كان عليه أن يزور المغرب وتكتمل له الصورة، إلا أنه صرح بكلمة غير مقبولة بطبيعة الحال".
ومضى بقوله: "فوجئنا بحماس نواب الأمة بالبرلمان (المغربي)، والتعبير الذي جسده المغاربة خلال مسيرة احتجاجية حاشدة، فاقت كل التوقعات حيث فاقت الملايين (في إشارة إلى المسيرة التي خرجت بالرباط، الأحد الماضي ضد تصريحات كي مون)".
وفي هذا السياق، لفت إلى أنه سيعقب هذه المسيرة، أمور أخرى (لم يحددها)، "حتى يعلم العالم كله، أن هذه القضية ليس قضية الدولة، أو الحكومة، أو النخبة فقط، بل هي قضية دولة وشعب وملك وحكومة وأحزاب سياسية ونقابات".
وأكد رئيس الحكومة المغربية، أن بلاده "لا تحتاج أن تعطي الدليل كل مرة، أن هذه الأراضي مغربية من الناحية التاريخية والجغرافية والأنتروبوليوجية، وبفعل إرادة ساكنيها".
واعتبر أن مسيرتي العيون والرباط، "تثبتان للعالم أن المغرب متشبث بالصحراء ووحدتها الترابية، وأن الصحراء بالنسبة له مسألة حياة أو موت".
طرد أعضاء المينورسو في السياق ذاته، طلبت الرباط من موظفين في بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو)، مغادرة البلاد خلال الأيام القادمة، وذلك بعد قرارها تقليص جزء كبير منهم، على خلفية تصريحات كي مون.
وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية، اليوم: "تنفيذا للإجراءات المتخذة من قبل الحكومة، سلم المغرب، الأمانة العامة للأمم المتحدة لائحة الأشخاص المعنيين بالتقليص الملموس في المكون المدني والسياسي للمينورسو، والذين سيغادرون فعلياً خلال الأيام المقبلة".
كما قررت الرباط "إلغاء المساهمة الإرادية (المالية الطوعية) التي تقدمها المملكة لسير عمل المينورسو"، وتبحث "صيغ سحب قواتها المنخرطة في عمليات حفظ السلم". وأشار البيان إلى أن المغرب "يحتفظ بحقه المشروع في اللجوء إلى تدابير أخرى، قد يضطر إلى اتخاذها، مع احترام تام لميثاق الأمم المتحدة، للدفاع، عن مصالحها العليا، وسيادتها ووحدتها الترابية".
وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو" إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعلنت "البوليساريو" قيام "الجمهورية العربية الصحراوية"، عام 1976 من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضواً بالأمم المتحدة، وفي المقابل عمل المغرب على إقناع العديد من هذه الدول بسحب اعترافها بها في فترات لاحقة، وتسبب الاعتراف من طرف الاتحاد الإفريقي سنة 1984 إلى انسحاب الرباط من المنظمة الإفريقية.
وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الصحراء بعد استعادة المغرب لها إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.