ندد مطران سوري، الجمعة، باتهام وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري تنظيم الدولة بارتكاب "إبادة" بحق المسيحيين في
سوريا والعراق، معتبرا أن هذا التوصيف يندرج في سياق "عملية جيوسياسية".
وقال مطران السريان الكاثوليك في أبرشية الحسكة ونصيبين المونسنيور جاك بهنان هندو في مقابلة أجرتها معه وكالة فيديس الكاثوليكية، إن الولايات المتحدة "تسخر توصيف الإبادة لخدمة مصالحها الخاصة".
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الخميس، أن تنظيم الدولة يرتكب إبادة بحق المسيحيين والأيزيديين والشيعة في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، مؤكدا أن "
داعش يرتكب إبادة من خلال ما يعلنه هو نفسه، من خلال عقيدته وأفعاله".
وقال هندو المطران في إحدى المناطق الأكثر اضطرابا في شمال شرق سوريا، إن الحديث عن "إبادة ضد المسيحيين" هو محاولة للتعويض عن تراجع الغرب مقابل روسيا.
وقال "إن التدخل الروسي في سوريا زاد من نفوذ موسكو (...) باتت أوساط قوية في الولايات المتحدة تخشاها، وهي الآن تلعب ورقة حماية المسيحيين. لكأننا عدنا في الزمن إلى القرن التاسع عشر، حين كانت حماية مسيحيي الشرق الأوسط كذلك أداة في عمليات جيوسياسية".
ورأى المونسنيور هندو أنه من الخطأ تصوير المسيحيين على أنهم أول ضحايا أعمال عنف تنظيم الدولة، وقال: "هؤلاء المجانين يقتلون شيعة وعلويين وحتى جميع السنيين الذين لا يرضخون لهم. المسيحيون يشكلون جزءا يسيرا من الـ200 ألف قتيل في النزاع السوري، ويسمح للمسيحيين في بعض الأحيان بالفرار أو دفع الجزية، في حين أن الحل الوحيد لغير المسيحيين هو الموت".