نشرت وكالات أنباء عالمية شريط فيديو -لم يُذكر مصدره- وثّق جانبا من الحياة اليومية في محافظة الرقة السورية، المعقل الأول لتنظيم الدولة.
الفيديو الذي نقلته شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأمريكية، تحدّثت فيه امرأتان تُدعَوان "أم محمد"، و"أم عمران"، عن المعاناة اليومية التي تعيشانها في ظل حكم التنظيم.
ورصد الفيديو بعض النساء المسلّحات في شوارع الرقة، ويُعتقد أنهن زوجات عناصر في التنظيم.
كما اضطر منتج الفيديو لتغيير أصوات النساء المتحدثات؛ كي لا يتم كشف أمرهن من قبل التنظيم، ما يعني أنهن لا يزلن في الرقة.
تتجول "أم محمد"، و"أم عمران" في أحد الأسواق المكتظة، لفت انتباههن محل للمستلزمات النسائية قام بطمس وجوه الفتيات من على علب مستحضرات التجميل، مبررا ذلك بخشيته من التعرض لعقوبة.
تقول "أم محمد"، بلهجة سورية: "فقدنا الأنوثة، أنا كمرأة أحب أن يكون وجهي ظاهرا".
تحركات "أم محمد" التي رصدتها بالكاميرا تدلل -بحسب ناشطين- على إمكانية نقل واقع الرقة من الداخل.
ومن اللقطات التي تم تصويرها في الفيديو، رفض أحد حرّاس مستشفى بالرقة دخول "أم محمد" لزيارة مريض، طالبا منها العودة بعد انتهاء وقت الصلاة.
ركبت المرأتان سيارة أجرة، فقال السائق: "لو مسكوني وأنتم معي دون مُحرم راح يسحبون سيارتي، ويجلدوني ثلاثين جلدة".
وأضاف: "قبضوا على ابنتي، وطلبوا مني القيام بجلدها، والسبب هو عدم ارتدائها النقاب".
تقول "أم عمران" إنها شاهدت بعينيها قيام عناصر التنظيم بإعدام جندي من الجيش السوري في ساحة عامة، وبحضور كثيف للأهالي.
وتتابع: "أربعة مسلحين أطلقوا عليه الرصاص، بعدها قطعوا رأسه ومثّلوا بجثته، عقب ذلك إما أن يقوموا بتعليق رأسه في أحد أسياخ سياج حديقة ما، أو أن يلقوه في الشارع لتدهسه السيارات حتى يتفتت".
وحول مسألة رجم الزاني والزانية غير المحصنين، قالت: "الوالي يضرب أول حجر، ومن ثم ينهال بقية الجنود بحجارة كبيرة".
ونوّهت المرأتان إلى أن أحد أسباب بقائهما في الرقة هو محاولة مساعدة رفيقة لهما حملت دون زواج، ما قد يُعرّضها للرجم من قبل عناصر التنظيم".
من اللقطات التي تم تصويرها في الفيديو، مشهد لدوار النعيم، أحد أشهر معالم محافظة الرقة السورية، الذي استخدمه تنظيم الدولة في إرعاب خصومه، حيث قام بوضع رؤوس العديد من عناصر قوات النظام والمتعاونين معهم عليه.
وبالانتقال للحديث عن "الحسبة"، قالت "أم عمران": "
النساء الأوروبيات متنفذات بالحسبة أكثر من السوريات".
وأكملت قائلة: "
أحيانا أكون لابسة كعبا عاليا، أو حذاء ملونا، أو مظهرة عيوني، يضعوني بالسيارة على طول".
رصد الفيديو أيضا عددا من المنازل الفارهة، وعلّقت "أم عمران" قائلة: "المنازل الفخمة التي تركها أهلها يقطن بها مهاجرون من تونس، مصر، السعودية، كازخستان، وأوروبا، ولكن، النسبة الأكبر سعوديون".
وفي نهاية الفيديو، قامت إحدى المرأتين بخلع حجابها بالكامل، في إشارة إلى أنها ترتدي الحجاب والنقاب خشية من تنظيم الدولة فقط.