ذكر موقع "بازفيد" أن أهالي مدينة
بنقردان التونسية شعروا بأن بلدتهم تتعرض لهجوم من الجهاديين، ولهذا قاموا بدعم قوات الجيش، واستطاعوا دحر المهاجمين.
ويقول بورزو درغاهي وسارة دعدوش، في تقريرهما: "بدأ إطلاق النار في الساعات الأولى من فجر يوم الاثنين. وظن أهالي البلدة في البداية أن بعض المخادعين قاموا بإطلاق ألعاب نارية، وبدلا من ذلك، فقد قام
جهاديون، يعتقد أنهم من أتباع
تنظيم الدولة، بمهاجمة بلدة بنقردان، الواقعة على طول الحدود مع ليبيا، مستخدمين قنابل الهاون والأسلحة الخفيفة".
ويضيف الكاتبان أنه "من المرجح أن يكون المهاجمون من الذين فروا من
الهجوم الجوي الذي نفذته الطائرات الأمريكية على بلدة صبراتة، وأكد المواطنون أنهم جاؤوا للبلدة لقتال قوات الأمن التونسية، ولم يكن هدفهم المواطنون، وتحركوا في ثلاث مجموعات، حيث هاجموا ثكنات للجيش ومحطات للشرطة، واختبؤوا في بيوت المواطنين، وطلبوا منهم عدم الخوف".
ويستدرك التقرير بأن ما تبع ذلك هو "قتال استمر لساعات، وأدى إلى هزيمة الجهاديين على يد كل من قوات الأمن التونسية والسكان الشجعان في هذه البلدة القاحلة".
وينقل الموقع عن سعيد العمري (25 عاما)، المتخرج من الجامعة لكنه عاطل عن العمل، قوله: "عمل الناس والقوات الأمنية يدا بيد"، وأضاف: "كان الوضع متوترا، وخاف البعض، لكن الوحدة هي التي انتصرت، خاصة بين السكان وقوات الأمن"، مشيرا إلى أن المواجهات انتهت بمقتل سبعة من المدنيين و12 من قوات الأمن و 36 من المهاجمين.
ويذكر الكاتبان أن الرئيس التونسي باجي قايد السبسي تحدث للتونسيين، قائلا إن الهجوم غير مسبوق، وكان المهاجمون يهدفون لإقامة "إمارة".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الخبراء الأمنيين والمسؤولين، الذين يراقبون الجماعات الجهادية في شمال أفريقيا، يقولون إن هجوم بنقردان يلخص الطموحات المثيرة للرعب التي يحملها تنظيم الدولة، ومحاولته السيطرة على بلدة تونسية كبيرة تحت سمع ونظر القوات الأمنية.
ويعزو الموقع فشل التنظيم في تحقيق أهدافه إلى رفض السكان التعاون معه والانضمام للمهاجمين، حيث اعتمد التنظيم دائما في نجاحاته، سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا، على تعاطف قطاع من السكان معه أو خنوعهم.
ويستدرك الكاتبان بأنه رغم الفقر الذي تعاني منه بلدة بنقردان، إلا أنها ليست ساحة حرب، مؤكدين أن تونس تظل بلدا مستقرا مقارنة ببقية دول الربيع العربي، مثل مصر واليمن وسوريا وليبيا، حيث لا توجد في تونس انقسامات جهوية أو طائفية كي يستغلها التنظيم.
ويجد التقرير أنه لهذا شعر سكان البلدة، التي يبلغ تعداد سكانها 80 ألف نسمة، وهي محطة تجارية بين ليبيا وتونس، بأنهم أمام خيارين، إما التزام بيوتهم حتى تنتهي المعركة بين المهاجمين وقوات الأمن، أو الخروج والمساعدة في المعركة، حيث اختار عدد كبير من السكان الخيار الثاني، وربما كان دورهم حاسما في المعركة.
ويورد الموقع نقلا عن أهالي البلدة قولهم إن السكان بدؤوا يلتقطون الحجارة ويرمونها على المهاجمين وهم يهتفون "تحيا تونس"، فيما حمل آخرون هواتفهم وبدؤوا يتصلون بقوات الأمن، للإخبار عن أماكن اختباء الجهاديين.
وينقل الكاتبان عن شاهد عيان قوله إن مواطنا فتح منزله لقوات الأمن للاستراحة فيه، وأضاف: "هرب الإرهابيون للاحتماء بالبيوت، وكانت قوات الأمن تلاحقهم وتحاصرهم، وكانت المحاصرة تنتهي عادة ببعض الشهداء من المدنيين أو قوات الأمن، لكن الإرهابيين هزموا في النهاية".
ويفيد التقرير بأن السكان أدوا دورا في نقل الجرحى إلى المستشفى، وقدموا الطعام والشراب لقوات الأمن، وحاول آخرون تقديم الدعم المعنوي لقوات الأمن، حيث حثوا أفرادها على ملاحقة الغزاة وقتلهم.
ويقول صاحب محل أقمشة للموقع: "حدث قتال عنيف وتم إطلاق النار، وكنا نسمعه بوضوح، ومن ثم جاءت قوات الأمن، وخرجوا بالكامل بالتعاون مع المدنيين، وساعدنا الأمن من خلال الكشف عن أماكن اختباء الإرهابيين، وكلما شاهدنا إرهابيا أخبرنا الجيش عنه، وتمت هزيمتهم بمساعدتنا".
ويختم "بازفيد" تقريره بالإشارة إلى أنه مع ذلك، فإن الهجوم كشف أن تونس عرضة لتهديد تنظيم الدولة وعملياته في ليبيا، حيث جند التنظيم عددا كبيرا من التونسيين، وهناك قلق من وجود خلايا نائمة تنتظر ساعة الصفر للقيام بهجوم أوسع.