أعدم تنظيم الدولة في شمال
سوريا ثمانية مقاتلين هولنديين في صفوفه، بعد اتهامهم بمحاولة "الانشقاق الجماعي" والتحريض ضده، واعتقل أكثر من 65 آخرين يحملون الجنسية ذاتها، كما أفادت حملة "الرقة تذبح بصمت" لوكالة فرانس برس الاثنين.
وقال "أبو محمد" أحد مؤسسي الحملة المناهضة للتنظيم لفرانس برس عبر الإنترنت إن "تنظيم داعش أعدم ثمانية مقاتلين هولنديين في صفوفه يوم الجمعة في مدينة معدان في محافظة الرقة" أبرز معاقل التنظيم في سوريا، "بعد اتهامهم بمحاولة الانشقاق الجماعي والتحريض ضد التنظيم".
وتنشط مجموعة "الرقة تذبح بصمت" سرا منذ نيسان/ أبريل 2014 في الرقة، حيث تعمل على توثيق انتهاكات التنظيم الجهادي بعدما باتت المدينة محظورة على الصحافيين إثر عمليات خطف وذبح طالت عددا منهم.
وبحسب بيان نشرته الحملة على موقعها الإلكتروني، فإن نحو 75 مقاتلا هولنديا -بينهم مقاتلون من أصول مغربية يحملون الجنسية الهولندية- كانوا قد أنشأوا تجمعا خاصا بهم في الرقة، وكانوا على علاقة متوترة مع القيادات العراقية في التنظيم.
وأوضحت الحملة أن الإشكال بدأ قبل شهر تقريبا، بعد توقيف المكتب الأمني التابع للتنظيم -الذي تديره قيادات عراقية- ثلاثة مقاتلين هولنديين، إثر الاشتباه بتخطيط أحدهم للهروب، ثم وفاة واحد منهم خلال التحقيق معه جراء الضرب المبرح.
وأفادت عن توتر حصل بين الطرفين إثر ذلك، تخلله تبادل إطلاق نار وسقوط قتلى، ما دفع قيادة التنظيم في الرقة لإرسال مندوب إلى المقاتلين الهولنديين؛ لحل الخلاف معهم، لكنهم أقدموا على قتله "ثأرا" لزميلهم الذي قضى خلال توقيفه.
وعلى خلفية ذلك، صدر أمر من قيادة التنظيم في العراق، وفق الحملة، باعتقال جميع المقاتلين الهولنديين الذين اقتيدوا إلى سجني مدينة معدان ومدينة الطبقة في الرقة، قبل أن يتم إعدام ثمانية منهم يوم الجمعة في معدان.
ولا يزال 66 مقاتلا هولنديا معتقلين، وفق أبي محمد.
وفي حين لم يؤكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن خبر إعدام ثمانية مقاتلين هولنديين في الرقة، وأشار إلى معلومات عن "إعدام ثلاثة مقاتلين يتحدرون من المغرب العربي ويحملون جنسيات أوروبية الجمعة في ولاية الفرات، التي تضم مدينة البوكمال السورية ومناطق عراقية أخرى"، من دون أن يحدد المكان أو الأسباب.
وتحدث عبد الرحمن عن خلافات بين عناصر التنظيم في الأسابيع الأخيرة في الرقة.
وبحسب الاستخبارات الهولندية، فإن أكثر من 200 هولندي، بينهم خمسون امرأة، التحقوا بصفوف التنظيم في سوريا والعراق.
ووفق حصيلة للمرصد الاثنين، أعدم تنظيم الدولة 424 من عناصره منذ إعلانه "الخلافة" في سوريا والعراق صيف عام 2014، بتهم عدة، أبرزها "التجسس" و"محاولة الفرار" أو "الانشقاق". وأفاد المرصد بأن غالبية هؤلاء أعدموا بعد اعتقالهم إثر محاولتهم العودة إلى بلدانهم.