طالب مجلس النواب الإيطالي السلطات
المصرية بإعلان أسماء الأشخاص الذي عذبوا الطالب الإيطالي جوليو
ريجيني في القاهرة حتى الموت قبل أكثر من شهر.
وأظهر تقرير الطب الشرعي بعد تشريح جثة ريجيني -التي عثر عليها بعد 10 أيام من اختطافه- وجود آثار
تعذيب بشع وآثار حروق بمختلف أنحاء الجسد، وصعق بالكهرباء بالأعضاء التناسلية، وكسور في الضلوع، وجروح وكدمات نتيجة الضرب المبرح.
خبراء التعذيب
وقال "فابريتسيو تشيكيتو"، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الإيطالي، "إن الجانب الإيطالي أصبح على يقين من معلومتين أساسيتين بشأن مقتل ريجيني، وهما أنه كان طالبا مرموقا، ولم يكن عميلا لحساب أي جهاز أمني أو متعاطيا للمخدرات، أما المعلومة الثانية فهي أن ريجيني لقي مصرعه بعد تعرضه لتعذيب مروع على أيدي جهة منظمة تضم خبراء في التعذيب.
وأضاف تشيكيتو: "نحن نطالب المصريين بأن التحقيقات التي يجرونها يجب أن يتم بناؤها على هاتين المعلومتين المؤكدتين"، مشددا على أنه من الضروري أن تكون هناك إجابة واضحة بأسماء وهويات خبراء التعذيب الذين قتلوا جوليو ريجيني"، على حد قوله.
وفي سياق ذي صلة، نقلت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية عن مصادر في النيابة الإيطالية قولها إن "جوليو ريجيني" قتل في مصر على يد خبراء في التعذيب؛ حتى يتم منعه من استكمال أبحاثه.
وأضافت المصادر أن التحقيقات الإيطالية استبعدت كل الاحتمالات التي قدمتها مصر بشأن الجريمة، وباتت النيابة الإيطالية على يقين من أن مقتل ريجيني لم يكن جريمة شارع عادية بدافع السرقة أو شراء المخدرات، كما لم تتم مصادفة.
وأوضحت الصحيفة أن تحقيقات النيابة الإيطالية بدأت تأخذ مسارا مختلفا عن البيانات التي تصدرها وزارة الداخلية المصرية، على الرغم من عدم إعلان إيطاليا هذا التوجه بشكل رسمي حتى الآن.
وأكدت "لا ريبوبليكا"، نقلا عن المدعي العام الإيطالي، أن الاحتمالات التي قدمتها مصر خلال الأيام الأخيرة بشأن مقتل ريجيني على يد لصوص الشوارع أو تجار المخدرات قد تم التحقيق فيها، واستبعادها، والتأكد من أن الجريمة ذات دوافع سياسية.
لن نسحب السفير
وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي "كازيني" قد دعا الحكومة إلى سحب السفير الإيطالي من القاهرة، وقطع العلاقات مع مصر؛ احتجاجا على المماطلة المصرية، وعدم رغبة القاهرة في الإجابة بصدق عن الأسئلة الإيطالية عن مقتل ريجيني.
لكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب قال إن الموقف المصري حتى الآن يمكن البناء عليه، خاصة في ظل مشاركة محققين إيطاليين في التحقيقات، لذلك فأنا أرى أن علينا استبعاد فكرة سحب السفراء.
ونفت السفارة الإيطالية بالقاهرة ما نشرته بعض وسائل الإعلام حول قرار الخارجية الإيطالية استدعاء السفير على خليفة قضية مقتل جوليو ريجينى.
وأوضحت السفارة -في بيان لها الاثنين، تلقت "
عربي21" نسخة منه- أن الخبر المنشور في بعض الصحف الإيطالية حول استدعاء السفير لا يعكس موقف الحكومة الإيطالية".
وتتمسك الحكومة المصرية حتى الآن بموقفها؛ حيث تنفي تورط أي أجهزة أمنية في مقتل ريجيني، وأكدت أن التحقيقات لا زالت جارية لكشف غموض الجريمة.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي "ماتيو رينزي" قد أكد في تصريحات صحفية سابقة أن العلاقات بين بلاد والحكومة المصرية باتت على المحك؛ بسبب حادث مقتل ريجيني، مشددا على أن إيطاليا لن تقبل بأقل من الحقيقة الكاملة في هذه القضية.
لا تدرسوا في مصر
من جهتها، وجهت رابطة دراسات الشرق الأوسط تحذيرا إلى أعضائها، وعددهم 2700 طالبا وباحثا أجنبيا، بمراجعة خططهم للعمل أو الدراسة في مصر، على خلفية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.
ووصفت الرابطة، في بيان لها يوم الاثنين، مقتل ريجيني في مصر، بأنه "نتيجة مأساوية ومتوقعة لزيادة العنف والقمع من قبل النظام ضد الباحثين"، مضيفة أن "هناك ما يدعو للقلق الشديد فيما يتعلق بقدرة أي شخص على القيام بأبحاثه داخل مصر في أمان".
وكان جوليو ريجيني الذي يدرس الدكتوراه في جامعة كامبريدج البريطانية مقيما في القاهرة، حيث يعد بحثا عن دور الحركات العمالية في مصر بعد ثورة يناير 2011.
وأصدر طلاب وأساتذة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث كان يدرس "ريجيني" الدكتوراه، بيانا طالبوا فيه الجامعة بحماية حقهم في العمل والدراسة بحرية وأمان.
وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن الكثير من الباحثين في مصر باتوا مهددين بالاعتقال أو الترحيل في أي وقت، لكن الطريقة البشعة التي لقي بها ريجيني مصرعه فاقمت المخاوف من أن يلقوا المصير ذاته ويصبحوا الضحية الجديدة لأقوى هجمة على الحريات في تاريخ مصر الحديث.