لا تزال تداعيات وقف المملكة العربية
السعودية مساعداتها العسكرية للجيش
اللبناني تشغل الرأي العام اللبناني، لا سيّما أن جل القوى السياسية حمّلت حزب الله مسؤولية توتر العلاقات مع الرياض.
موقع "جنوبية" الذي يديره لبنانيون شيعة معارضون لحزب الله، قدّم جردا عن تناقضات حزب الله حيال بعض دول
الخليج، وذلك خلال أربعة تقارير صحفية تابعتها "عربي21".
وفي رده على زعم حزب الله أن لبنان لا يحتاج السعودية، نقلت "جنوبية" عن صحيفة "النهار" قولها إن المملكة العربية السعودية قدمت هبة بقيمة 500 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار لبنان بعد حرب "تموز"، كما أرسلت 50 مليونا للمساعدات الإنسانية.
كما تحمّلت المملكة العربية السعودية كل الرسوم العائدة إلى تلاميذ المدارس الرسمية، وهو مبلغ يقدر بنحو 20 مليون دولار.
الكويت -بدورها- وضعت وديعة بقيمة 500 مليون دولار في مصرف لبنان، وتعهدت بتقديم هبة تبلغ 300 مليون دولار، إضافة إلى تحويلها 15 مليونا إضافيا نقدا.
قطر، تعهدت في مؤتمر ستوكهولم بتقديم هبة بـ300 مليون دولار، والتزمت بإعادة إعمار كل دور العبادة في منطقة الجنوب وعدد من المدارس.
وبالانتقال إلى مرحلة تنفيذ الوعود بإعادة الإعمار، قال موقع "جنوبية" إن السعودية تبنت إعادة بناء 29 مدينة وقرية وبلدة. أما الكويت، فتبنت إعادة إعمار 21 قرية. في حين تبنت قطر أربع قرى. ودولة الإمارات تبنت من جهتها إعادة بناء 18 قرية.
السعودية التي تُعد أكثر الدول عطاء للبنان، قدمت 4984 طنا من المساعدات، بالإضافة إلى مستشفى ميداني، فيما قدمت الكويت 936 طنا و290 مولدا كهربائيا، والإمارات 134 طنا، كإضافة إلى 74 طنا وصلت من الأمير السعودي تركي بن عبد العزيز.
وفي سياق متصل، قدّم رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة ردا على حسن
نصر الله الذي زعم أن إيران هي الأكثر مساهمة في إعادة إعمار لبنان.
قال السنيورة: "المبالغ المالية التي قدمت للمشاريع الإنمائية والتربوية والأمنية بلغ مجموعها 1186 مليون دولار أميركي، ومن أصل هذه المبالغ بلغت حصة أو مساهمة المملكة العربية السعودية حوالي 746 مليون دولار أميركي، أي ما يوازي حوالي 63 في المئة من هذا المجموع، فيما بلغت مساهمة الكويت 315 مليون دولار، أما دولة الإمارات فـ13 مليون دولار".
وإضافة إلى جميع ما سبق، نجد أن الحكومة السعودية منحت الخزينة اللبنانية نحو 1،2 مليار دولار حتى العام 2010. إضافة إلى تقديمها منحا مالية لتمويل مشاريع عاجلة ومواد غذائية ومشاريع إنمائية، وتسهيلها قروضا ميسرة من الصندوق السعودي للتنمية لتمويل المشاريع الإنمائية، بلغت قيمتها حتى آخر 2010 نحو 1،2 مليار دولار أمريكي.
وبحسب دبلوماسي سعودي، نقل تصريحاته "جنوبية"؛ قدمت "السعودية منذ عام 1980 وحتى نهاية 2010 للبنان نحو 2،53 مليار دولار أميركي، يضاف إليها القروض الواردة من مؤسسات التمويل الإقليمية، التي تقدّر بنحو 2،2 مليار دولار أمريكي".
التقرير الشامل تطرق أيضا إلى الدور السعودي السياسي، قائلا إن "هناك دورا سياسيا أنقذ لبنان من مرحلة الاقتتال الداخلي في الحرب الأهلية، وهو اتفاق الطائف عام 1989".
وعرض التقرير بعضا من قيم المنح التي قدمتها الحكومة الإماراتية للبنان، مشيرا إلى أن "الحملة التي شنّها أنصار حزب الله على الإمارات تعود لإنهاء عقود اللبنانيين المتعاطفين مع الحزب بالإمارات".
تشير التقديرات -بحسب مصادر صحيفة "النهار"- إلى وجود نحو 500 ألف لبناني في دول الخليج، وأنَّ قيمة استثماراتهم بلغَت عام 2014 مليار ونصف المليار دولار في الإمارات، في مقابل 800 مليون دولار في السعودية.
وبالنسبة للكويت، قال التقرير إنه "وبعد حرب تموز 2006 قدمت الكويت 500 مليون دولار لدعم مصرف لبنان، كما تمّ دفع 300 مليون لإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل".
وتابع: "في نيسان من العام نفسه، (أي قبل الحرب)، قدمت الكويت 17 مليون دولار أمريكي؛ للإسهام في تمويل مشروع توفير مياه الشرب في المتن وجرود عالية، واستكمال مشاريع أخرى لمياه الشرب في لبنان".
التقرير ركز على دور قطر في مساعدة الحكومات، حيث جاء فيه: "دولة قطر لم تكتف بالدعم المالي للبنان، ولا بالهبات، وإنّما لعبت دورا في السياسة، وفي الاستقرار، وفي تثبيت السلم الأهلي".
وأكمل قائلا: "لنبدأ من مرحلة حرب تموز، حيث قدمت دولة قطر 300 مليون دولار، خصصت لإعادة إعمار أربع قرى وبلدات في الجنوب اللبناني، وهي: الخيام- بنت جبيل- عيتا الشعب- عيناتا، إضافة إلى إعادة إعمار مدارس ومستشفيات في هذه البلدات، وإعادة إعمار عدد من المؤسسات في بلدات أخرى، والتي شملت إعادة إعمار ما يقارب من اثني عشر ألف وحدة سكنية في البلدات الأربع".
يذكر أن قطر أعادت إعمار مرافق عدة في 195 قرية جنوبية، منها 48 كنيسة وديرا، و208 حسينيات و303 مساجد.
ونقل الموقع "بعضا من تناقض نصر الله"، ففي الأول من آب/ أغسطس العام 2010، زار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة جنوب لبنان؛ ليفتتح مشاريع في بنت جبيل بعدما أعادت إعمار 12000 وحدة سكنية في أربع بلدات جنوبية حدودية"، وقال نصر الله عنها حينها إنها زيارة كبيرة لأمير قطر".
وختم الموقع: "في العام 2012، تغيرت سياسة الحزب، فها هو السيد نصر الله يصف وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بأنه نعجة، ردا على اعتبار الأخير، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، أن "الذئاب تأكل النعاج، وهم (الإسرائيليون) ليسوا بذئاب، ولكن أغلبنا نعاج".