تستعد قافلة مساعدات ضخمة الأربعاء، لدخول مناطق عدة محاصرة في
سوريا برعاية
الأمم المتحدة، بعد ساعات على توجيه دمشق انتقادات إلى الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وتشكيكها بمصداقيته.
يأتي ذلك وسط تزايد الشكوك بإمكانية تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا الأسبوع الحالي مع اشتداد حدة القتال في مناطق عدة في البلاد، وخصوصا في محافظة حلب شمالا.
وذكر مصدر في الهلال الأحمر السوري، أن قافلة متجهة إلى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب (شمال غرب البلاد)، انطلقت حوالي الساعة الحادية عشرة من حماة في وسط البلاد.
وستنطلق القوافل الأخرى المتجهة إلى ريف دمشق حيث المناطق المحاصرة من قوات النظام القريبة من العاصمة، في وقت لاحق من دمشق.
وتحركت 14 شاحنة متوسطة الحجم عليها شعار الهلال الأحمر السوري، وخمس شاحنات ضخمة أخرى محملة بالمساعدات، وقد تجمعت بالقرب من مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في دمشق، النقطة التي يفترض أن تنطلق منها، بوجود أكثر من 25 متطوعا من الهلال الأحمر السوري بالقرب من سيارة إسعاف وخمس سيارات تابعة للهلال الأحمر، ينتظرون مرافقة قافلة المساعدات.
وكان الهلال الأحمر السوري أفاد بأن قافلة من حوالي مئة شاحنة تستعد للدخول إلى مناطق محاصرة.
وقال عضو الفريق الإعلامي في الهلال الأحمر مهند الأسدي، إن الشاحنات محملة بـ"أغذية عالية الطاقة وحصص غذائية وطحين وأدوية متنوعة".
وستتوزع الشاحنات، "عشرون منها على كفريا والفوعة، وحوالي 35 على
مضايا والزبداني (ريف دمشق) ونحو 40 إلى معضمية الشام"، قرب العاصمة.
وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين، بعد لقاء بين دي ميستورا ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن الحكومة السورية وافقت على دخول مساعدات إلى سبع مناطق محاصرة، هي: دير الزور (شرقا) والفوعة وكفريا ومضايا والزبداني ومعضمية الشام وكفربطنا في ريف دمشق.
وتخضع مدينة دير الزور لحصار من جانب تنظيم الدولة، ولم تحدد الأمم المتحدة كيفية الوصول إليها، وقامت طائرات روسية خلال الأسابيع الماضية بإلقاء مساعدات للسكان المحاصرين فيها من الجو.
ويعيش وفق الأمم المتحدة 274200 شخص في مناطق يحاصرها النظام السوري، و200 ألف تحت سيطرة نظام الدولة، بينما تحاصر الفصائل المعارضة 12500 شخص.
ويشكل دخول مساعدات إلى المناطق المحاصرة "اختبارا" للحكومة السورية، بحسب ما ذكر دي ميستورا، ما استدعى ردا قويا عليه من وزارة الخارجية السورية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن "الحكومة السورية لا تسمح لستيفان دي ميستورا ولا لأي كان، بأن يتحدث عن اختبار جدية سوريا في أي موضوع كان". وأضاف:"لسنا بانتظار أحد أن يذكرنا بواجباتنا تجاه شعبنا"، وقال: "الحقيقة أن الحكومة السورية هي التي باتت بحاجة لاختبار صدقية المبعوث الأممي".
وقام دي ميستورا بزيارة مفاجئة إلى دمشق الاثنين، لبحث نتائج اجتماع ميونيخ الذي ضم الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن وتركيا ودولا عربية، واتفق المجتمعون على ضرورة الإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في سوريا، وعلى وقف الأعمال العدائية خلال أسبوع يفترض أن ينتهي الجمعة.
"هدنة صعبة"
وقالت صحيفة "الوطن" الرسمية إن "زيارة دي ميستورا لم تحمل أي جديد"، بل إنها "قد تكون إعلامية فقط ومن أجل الإعلان عن إطلاق قوافل المساعدات الأربعاء، في حين أن هذه القوافل لم تتوقف منذ أشهر".
وقالت الصحيفة إن "زيارة دي ميستورا لم تحمل أي جديد حتى في الحديث عن وقف الأعمال العدائية، ولم يكن لديه أي تصور حول آلية تحقيق ذلك".
وشككت الولايات المتحدة الثلاثاء، بإمكان تطبيق وقف الأعمال العدائية هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر: "لا أريد أن أقول بشكل حاسم إنه بحلول الموعد المحدد، أي الخميس أو الجمعة، سيكون هناك وقف للأعمال العدائية، ولكن نحن نعول على أنه سيتم إحراز تقدم".
وأضاف: "نحن حازمون بهذا الشأن: يجب أن يحصل تقدم باتجاه وقف الأعمال العدائية خلال الأيام المقبلة".
ويأتي موقف واشنطن بعد أربعة أيام من ارتفاع حدة القتال في محافظة حلب في شمال سوريا، خصوصا مع تحرك أنقرة عسكريا ضد المقاتلين الأكراد الذين يحققون تقدما بالقرب من حدودها على حساب فصائل المعارضة السورية التي تدعمها.
وبدأت المدفعية التركية منذ خمسة أيام بقصف مواقع "قوات سوريا الديموقراطية"، المكونة من وحدات حماية الشعب وبعض الفصائل العربية، في ريف حلب الشمالي، من دون أن تنجح في منع تقدمه إلى مدينة تل رفعت، أحد أهم معاقل الفصائل في المنطقة.
وحثت
تركيا حلفاءها على التدخل العسكري البري في سوريا، ما يزيد من تعقيدات النزاع.
واقترحت تركيا الأربعاء، مرة جديدة إقامة "منطقة آمنة" في الأراضي السورية لتشمل هذه المرة مدينة أعزاز القريبة من حدودها، في حين أثار التدخل التركي غضب موسكو الداعمة للنظام.