توفي الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل، الأربعاء، عن عمر ناهز الـ93 عامًا، وقد وصفه خصومه بـأنه "عراب الانقلابات" في مصر، بعد دعمه الإعلامي والاستشاري للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وزعيم الانقلاب الحالي عبد الفتاح السيسي.
وكانت الحالة الصحية لهيكل تدهورت بعد أن أجرى عدة فحوصات طبية، كونه يعاني من فشل كلوي استلزم إجراء عملية غسيل كلى أكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي.
وأورد التلفزيون
المصري خبرا عاجلا، هو: "
وفاة الكاتب الصحافي
محمد حسنين هيكل بعد صراع مع المرض".
ونعت صحيفة "الأهرام" على موقعها الإلكتروني هيكل، الذي كان رئيس تحريرها لمدة 17 عاما.
وذكرت أن حالته الصحية "ساءت منذ ثلاثة أسابيع حين بدأ بالخضوع لعلاج مكثف في محاولة لإنقاذ حياته، بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بمياه على الرئة رافقها فشل كلوي استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا".
وولد هيكل في القاهرة في 21 أيلول/ سبتمبر 1923، واتجه فور انتهاء دراسته إلى الصحافة.
كان رئيسا لتحرير جريدة "الأهرام" حتى سنة 1974. كما أنه رأس مجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم" ومجلة "روزاليوسف" في مرحلة الستينيات. وفي عام 1970، عين وزيرا للإرشاد القومي، بأمر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وبعد انقلاب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بعد حركة العسكر عام 1952 والتي عرفت لاحقا بثورة 23 يوليو؛ تحول هيكل بسببها من صحفي معروف إلى رجل دولة ويد يمنى للرئيس جمال عبد الناصر، وأصبح كما وصفه مراقبون "اليد الإعلامية والاستشارية الضاربة للريّس".
ولخص الكاتب الراحل أنيس منصور، طبيعة العلاقة بين الرجلين في حوار مع الفضائية المصرية "أون تي في" يوم 21 آب/ أغسطس 2011، قال فيه إن "هيكل كان مفكّر عبد الناصر، وصاغ الفكر السياسي للزعيم في هذه الفترة، ولم يحصل أي شخص على هذا الدور، وأكاد أقول إن عبد الناصر من اختراع هيكل".
بعد رحيل عبد الناصر؛ لم تكن العلاقات جيدة بين الرئيس الجديد أنور السادات وهيكل، وساءت بشكل واضح بعد انتهاء حرب 1973، وبلغت درجة إصدار قرار رئاسي يوم 2 شباط/ فبراير 1974 بنقل هيكل من الأهرام إلى الرئاسة مستشارا، وهو ما اعتذر عنه. وفي العام 1978 سحب منه جواز سفره ومنع من مغادرة مصر، كما أنه صدر قرار من السادات باعتقال هيكل ووضعه في السجن، ضمن حملة شملت كتابا ومثقفين وناشطين سياسيين، قبل أن يفرج عنه إثر مقتل السادات في حادث الاغتيال الشهير.
والتقى الرئيس الجديد محمد حسني مبارك بهيكل لنحو ست ساعات، كما روى هيكل نفسه في كتاب "من المنصة إلى الميدان.. مبارك وزمانه"، حيث حاول مبارك الاستفادة من خبرة هيكل، الصحفي ورجل الدولة ذي الخبرة الواسعة والعلاقات المتشابكة محليا ودوليا، غير أن المياه لم تجد لها مجاري بينهما، ليحصل نوع من "التنافر" بين الطرفين، ازدادت بعد سلسلة من المحاضرات والكتب التي انتقد فيها هيكل نظام مبارك.
وعندما انتخب الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر عام 2012، التقى بهيكل في كانون الأول/ ديسمبر، من العام نفسه، وناقش معه الأوضاع الداخلية والخارجية، حيث اقترح عليه هيكل -حسب ما نشر في الإعلام وقتها- إجراء حوار وطني مفتوح مع القوى السياسية المختلفة دون استبعاد أحد.
غير أن خصوم هيكل كانوا يتهمونه بتحريض الإعلام والعسكر ضد حكم مرسي، كما أنهم اتهموه بدعم حركة "تمرد" من خلال تقديم نصائح مباشرة لها عبر الفضائيات، كما أنهم اتهموه بدعم السيسي الذي سارع إلى تنفيذ الانقلاب على الرئيس المدني المنتخب يوم 3 تموز/ يوليو 2013، والشروع في حملة واسعة لاعتقال عشرات الآلاف من معارضي الانقلاب العسكري، سواء أكانوا إخوانا أم مستقلين. سبق ذلك وأعقبه وقوع مجازر في حق المعتصمين أمام الحرس الجمهوري وميداني رابعة والنهضة.
وعندما نُفذ الانقلاب ونُصّب عدلي منصور رئيسا مؤقتا، التقاه هيكل يوم 7 تموز/ يوليو 2013، وناقش معه الأوضاع الداخلية التي تمر بها البلاد.
وقد عبر هيكل في أكثر من مناسبة عن إعجابه الكبير بالسيسي، كما أنه لم يتوان عن الخروج في مهام لصالح نظامه، بينها زيارة شهيرة إلى دولة الإمارات في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013.
ووجهت انتقادات لاذعة لهيكل بسبب دعمه الكامل لعبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع ورئيسا لمصر.