عادت صواريخ "تاو" الأمريكية المضادة للدروع، مجددا في جبهات القتال السورية بيد فصائل المعارضة، في أعقاب فشل مباحثات "جنيف 3" والتقدم الذي حققته قوات النظام وحلفائها بدعم روسيا وإيران وحلفائهم من المليشيات الشيعية العراقية واللبنانية على الأرض في جبهة ريف حلب الشمالي.
وأظهرت إحصائية نشرها مراقب إلكتروني لفصائل المعارضة التي تزود بصواريخ "تاو"، إطلاق 37 صاروخا باتجاه أهداف لقوات النظام والمليشيات الشيعية خلال الـ15 يوما الأولى من شهر شباط/ فبراير، كان أغلبها في مناطق ريف حلب الشمالي الذي يشهد تقدما لقوات النظام وحلفائه منذ أسبوعين.
وبالعودة إلى إحصائية شهر كانون الثاني/ يناير 2016 الماضي، فقد شهدت أيامه الأولى شحا في إطلاق صواريخ "تاو"، وهي فترة دارت فيها محاولات لعقد مؤتمر "جنيف 3"، وتظهر عودة الصاروخ في العشرين من ذلك الشهر، وأطلق خلال 10 أيام 22 صاروخا فقط.
ولم يطلق في الأسبوع الأول من كانون الثاني/ يناير 2016 أي صاروخ من طراز "تاو"، واعتمدت الفصائل على مخزونها من أنواع أخرى من الصواريخ المضادة للدروع الموجهة من صناعات روسية قديمة.
ويعزو مراقبون أسباب الانخفاض الواضح في أعداد "تاو" مطلع هذا العام، إلى الحدث البارز برفع العقوبات عن طهران وتقليل الدعم الأمريكي لبعض الفصائل للتهدئة مع طهران.
يشار إلى أن صواريخ التاو بدأ استخدامها في
سوريا في عام 2014، حيث صرح الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا آنذاك، بأن المعارضة حصلت على أسلحة من بينها صواريخ "تاو" الأمريكية، وأنها نجحت في استخدامها والحفاظ عليها من الوقوع في الأيدي الخطأ، على حد قوله.
وكان الشرط الأمريكي لتزويد المعارضة بصواريخ "تاو"، هو التعهد بإعادة غلاف كل صاروخ يُطلق، وعدم بيعها وحمايتها من السرقة.
يذكر أن صواريخ "تاو" الأمريكية صنعت لأول مرة عام 1970، وكان أول استخدام لها في حرب فيتنام، وهي صواريخ موجهة مضادة للدروع.
ويبلغ المدى الأقصى للصاروخ 3.750 متر، وبإمكانه اختراق دروع بسمك 600 ملم إلى 1000 بحسب فئة الصاروخ.