قال مسؤولون ومصادر بالمخابرات إن مجموعات من مقاتلي
تنظيم الدولة يغادرون قواعدهم في
ليبيا خشية وقوع ضربات جوية غربية ويتجهون جنوبا، فيما يشكل خطرا جديدا على بلدان في منطقة
الساحل الأفريقي منها النيجر وتشاد.
وسيطر التنظيم المتشدد على مساحات كبيرة من العراق وسوريا، وحشد أيضا آلاف المقاتلين على شريط ساحلي في ليبيا حيث سيطر على مدينة سرت، وهاجم البنية التحتية النفطية.
وتخشى حكومات أفريقية وغربية أن يصبح حزام الساحل الأفريقي الشاسع، الذي ينعدم به القانون إلى الجنوب، الهدف التالي للتنظيم، ويقولون إن أي وجود كبير في المنطقة قد يستخدم كمنصة انطلاق لهجمات أوسع.
وقال الكولونيل ماهامان لامينو ساني، مدير التوثيق والمعلومات العسكرية بالقوات المسلحة في النيجر: "يتحرك (تنظيم الدولة) صوب جنوب ليبيا لتفادي الضربات الجوية المحتملة من التحالف الأوروبي".
وأضاف على هامش تدريبات سنوية في السنغال لمكافحة الإرهاب تقودها الولايات المتحدة: "إذا حدث شيء كهذا سيتأثر الساحل الأفريقي بأكمله".
وتمتد المنطقة القاحلة من صحراء الساحل الأفريقي إلى السافانا السودانية، ويجوبها بالفعل مقاتلو تنظيم
القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذين فرقهم تدخل عسكري فرنسي في مالي في 2012 لكنه لم يهزمهم.
وأشارت وثيقة وزعت على المشاركين في ندوة عقدت خلف أبواب مغلقة لمسؤولين عسكريين كبار في دكار هذا الأسبوع في إطار التدريبات العسكرية، إلى أن الندوة ركزت على التحدي الذي يشكله المتشددون في شمال غرب أفريقيا الذي يصبح "أكثر دموية وأشد تعقيدا وخطورة".
وللجيش الأمريكي قيادته العسكرية الخاصة في أفريقيا التي تركز على محاربة المتشددين وغيرهم من التهديدات برغم أنها تقول إنها نادرا ما تشارك في القتال، وتركز على التدريب، وتتخذ من شتوتغارت في ألمانيا مقرا لها.
وتصارع تشاد والنيجر بالفعل توغلات في الجنوب يقوم بها متشددون موالون لجماعة بوكو حرام النيجيرية المتحالفة مع تنظيم الدولة.
وقال مصدر في جهاز مخابرات غربي على هامش المؤتمر، إن مقاتلي تنظيم الدولة دخلوا النيجر بالفعل، رغم أنه لم يتسن التحقق من ذلك من جهات مستقلة.
نقاط تفتيش في تشاد
وعبرت تشاد بالفعل عن قلقها. وهي حليف عسكري للغرب في المنطقة، وكانت قد نددت بالضربات الجوية التي نفذها حلف شمال الأطلسي في ليبيا في 2011، وتعارض شن ضربات أخرى.
وقال الكولونيل قاسم موسى، قائد المجموعة الخاصة لمكافحة الإرهاب في تشاد، على هامش المؤتمر: "نقوم بإبلاغ الزعماء التقليديين والدينيين في الشمال حتى يكونوا على استعداد لمنع داعش من القدوم إلى أراضينا"، مضيفا أنه تمت إقامة نقاط تفتيش قرب الحدود.
وكان مقاتلو تنظيم الدولة قد كسبوا أرضا لأول مرة في ليبيا بمدينة درنة في شرق البلاد في 2014، لكن تم طردهم إلى حد بعيد في صيف 2015 على يد مقاتلين إسلاميين منافسين وسكان يعارضون المتشددين الأجانب.
وقبل نحو عام سيطر التنظيم على سرت، مسقط رأس معمر القذافي، وعزز قاعدة سلطته هناك.
وقال أحد سكان سرت، الخميس، إنه يجري إخلاء بعض الأحياء، وإن المقاتلين يقومون ببناء دفاعاتهم حول المدينة وسط مخاوف من هجمات غربية.
ويقول مسؤولون أمريكيون وغربيون إنهم يبحثون عن سبل للتصدي لتنظيم الدولة في ليبيا منها احتمال شن ضربات جوية، برغم أن مسؤولين يقولون إن الاضطراب السياسي في البلد، العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، قد يعرقل تلك الجهود.
وقالت لورنس أيدا أمور، الخبيرة في الشؤون الأمنية بمنطقة الساحل والتي تحدثت أمام المشاركين في مؤتمر دكار، إن الضربات الجوية ستحدث "تأثير الزئبق"، إذ ستدفع مقاتلي التنظيم للتفرق في مختلف الاتجاهات منها صوب الجنوب مثل كريات صغيرة من الزئبق.
وقالت: "إذا اتجهوا جنوبا، فسيكون هناك طريق سريع مفتوح إلى النيجر وتشاد وبوركينا فاسو وبنين"، مضيفة أن فصائل مصراتة المسلحة القوية في ليبيا هي وحدها القادرة على التصدي لهم.
وقال الكولونيل موسى إنه يتوقع أن يساعد حلف الأطلسي في حماية حدود تشاد الشمالية، وتابع: "لقد كانوا هم من تدخلوا في ليبيا، وعليهم إصلاح الأمر".