كوارث وأزمات عديدة تلاحق الحكومة
المصرية، ففي الوقت الذي ترفع فيه وزارة الزراعة المصرية درجات الاستعداد القصوى لمواجهة فيروس أنفلونزا الطيور والخنازير بعدد من المحافظات، تلقت هيئة الطب البيطرى شكاوى جماعية من أصحاب مزارع دواجن في 7 محافظات بالجمهورية تفيد بتعرض أمهات الدواجن لحالات نفوق جماعية، دون وجود أي أعراض مثلما كان يحدث مع فيروس أنفلونزا الطيور.
ومنذ أن بدأ الفيروس في الانتشار وتعددت حالات النفوق الجماعي لأمهات الدواجن بالمزارع، قام عدد من الأطباء البيطريين بفحص بعض الحالات، واكتشفوا أن مصر تتعرض لفيروس جديد يسمي "
سرطان الدواجن" يجتاح بعض المحافظات، حيث يؤدي الفيروس إلى هلاك الدواجن بمجرد تسلله جسم الطيور.
الأمر الذي تسبب في خسائر فادحة لكثير من مربي الدواجن في مصر، نتيجة تعرض الثروة الداجنة للنفوق، الأمر الذي يزيد معاناه المربين في ظل تراجع الأسعار وارتفاع التكلفة الإنتاجية الخاصة بدورة التربية، في الوقت الذي يزيد فيه سعر الدولار بالسوق المحلي مقابل الجنيه الذي بدأ منذ 7 أشهر ماضية في رحلة التهاوي
ويعتبر الفيروس المعروف بسرطان الدواجن "الليكوزس" يمثل خطرا مقبلا على مزارع الدواجن، خاصة أن حال انتشار الفيروس في عدة بؤر سيكون كفيلا بتدمير جميع الإنتاج المحلي الموجود بمصر، ما يدفع الحكومة المصرية إلي التوسع في استيراد الدواجن المجمدة من الخارج.
والأزمة أنه منذ ظهور "الليكوزس" والإنتاج في حالة تراجع مستمر، حيث أصبح لا يتعدى الـ1.5 مليون طائر يوميا، الأمر الذي يعوق تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن البيضاء، الذي كان يتم من خلال زيادة الإنتاج المحلي لـ2.5 مليون طائر يوميا، وهذا أصبح مستحيلا تحقيقه في ظل الأزمة التي ضربت الثروة الداجنة.
ناهيك عن أن الأزمة دفعت الكثير من المربين إلي الهروب خلال الفترة الحالية، حيث خرج من المنظومة نحو 40% من مربي الدواجن، بسبب ارتفاع التكاليف والعجز عن تدبير نفقات الدورة الجديدة، وأيضا بسبب انتشار الفيروس بصورة كبيرة، في وقت لا يوجد فيه أي متابعة من جانب الطب البيطرى.
والكارثة هنا أن الاستثمارات الموجودة داخل القطاع على وشك الانهيار مثلما حدث في عام 2006 حين دخل فيروس أنفلونزا الطيور مصر وأدى إلى هلاك العديد من الدواجن بالسوق، الأمر الذي ينذر بالتكرار حال عدم انتباه الحكومة المصرية والهيئات لمكافحة الأمراض والفيروسات.
ومن أبرز المحافظات التي ظهر بها الفيروس محافظة "الدقهلية"، حيث حاول هناك مسؤولو الطب البيطري طمأنة المواطنين من خلال تصريحاتهم بأن ظهور سرطان الدواجن المعروف بـ"الليكوزس"، لا يشكل خطورة على المستهلك أو الصحة العامة، لأنه مرض لا ينتقل للإنسان، خاصة أن السرطان ينتقل بالعدوى داخل أو خارج مزارع الدواجن، لكن عن طريق أمهات مصابة للأجيال التي تليها.
ورغم أن سرطان الدواجن "الليكوزس"، مرض وراثي ومرض "ميرك" مرض فيروسي، ومنتشران منذ عدة أشهر في محافظات عديدة، إلا أن وزارة الزراعة لم تتدخل إلى الآن، الأمر الذي دفع المربيين إلى تحميل الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المسؤولية كاملة عن حجم الخسائر التي تنتج عن الفيروس.
ورجح البعض أن السبب الرئيسي وراء انتشار الأمراض هو عدم وجود سيطرة على المنظومة في مصر، من الوزارة وهيئة الخدمات البيطرية، حيث إن كل مراحل المنظومة بداية من الاستيراد والإشراف على تربيتها بالمزارع فيها أخطاء جسيمة، حيث إن مصر تعتمد بشكل أكبر علي العنصر البشري في الثروة الداجنة، ما أفسد تلك الصناعة بالجمهورية.
تجدر الإشارة إلي أن مصر تنتج نحو 20 مليون بيضة يوميا، ولابد من اتباع الأساليب العلمية، حتى لا تؤثر كل هذه المنتجات على صحة المصريين، ناهيك عن أن أماكن الفحص البيطري ليست سليمة، ولا يوجد عليها رقيب أو ترصد للوباء، إلى جانب أنه كان قد أعلن مربو الدواجن في عدة محافظات عن تعرض مزارعهم الداجنة للإصابة بسرطان الدواجن المعروف بمرض "الليكوزس"، مما تسبب في نفوق أعداد منها.