ركّزت الصحف البريطانية الصادرة الجمعة على مؤتمر "جنيف 3" المرتقب عقده الجمعة، في عدة تقارير ومقالات، مشيرة إلى شكوك المعارضة السورية، والضغوط الأمريكية عليها، وأثر الأزمة السورية على الشرق الأوسط وأزمة المهاجرين.
شكوك سورية.. ومعارضة أمريكية
بدورها، قالت صحيفة "الفاينانشال تايمز"، إن "جلب أطراف المعارضة السورية التي ترزح تحت حرب أهلية للجلوس معا على طاولة محادثات سلام لم يكن أمرا سهلا للغاية".
وفي تقرير لمراسلة الصحيفة في الشرق الأوسط إريكا سالمون، قالت "الفايننشال تايمز" إن "الدبلوماسيين يرون أن المحادثات التي من المقرر أن تبدأ اليوم في جنيف، تعد خطوة إيجابية حتى ولو منيت بالفشل"، مضيفة أن ما أسمته "سياسة الدفع العدوانية" التي ينتهجها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، والمبعوث الأممي وستيفان دي ميستورا لدفع عجلة مفاوضات السلام في أسرع وقت ممكن، "بدأت تخلق حالة من الانشقاقات وفقدان الثقة في صفوف المعارضة"، بحسب قولها.
وأشارت كاتبة المقال إلى "أن ممثلي المعارضة الذين يقاتلون لإنهاء حكم رئيس النظام السوري بشار الأسد يقولون إنهم يواجهون ضغوطاً من السوريين، فالبعض يريد منهم حضور مؤتمر "جنيف 3" من أجل التوصل إلى حل لمعاناة الشعب جراء الحرب الدائرة في بلدهم، بينما يرى البعض الآخر أنه لا يجب حضور المؤتمر إلا بعد توقف كل أشكال العنف التي أودت بحياة 250 ألف سوري، وكذلك بفك الحصار عن القرى المحاصرة".
وأشارت "الفايننشال تايمز" إلى الحملة التي قام بها بعض الناشطين السوريين تحت هاشتاج "الشبيح كيري"، داعين المعارضة لعدم حضور حضور
مؤتمر جنيف الثالث، كما أطلقوا هاشتاغ "كيري الشبيح".
ونقلت كاتبة المقال عن المحللة في معهد كارنيجي لينا الخطيب قولها إن "المعارضة السورية بين الحجر ورحاها، فإن شاركوا في المحادثات قبل ضمان الأمم المتحدة تدابير بناء ثقة، فإن ذلك سوف يؤذيهم، وفي حال لم يشاركوا في المؤتمر، فإنه سينظر إليهم على أنهم يعرقلون تحقيق السلام".
"دبلوماسية زائفة"
أدت الحرب الدائرة في
سوريا إلى مقتل 300 ألف سوري ونزوح نصف عدد سكان سوريا، إضافة إلى تهجير حوالي 4 ملايين سوري إلى خارج البلاد، بحسب الغارديان.
وجاءت افتتاحية صحيفة الغارديان بعنوان "محادثات جنيف تحمل الأمل، إلا أن الدبلوماسية الزائفة ليست دبلوماسية"، معتبرة أنه "ليس هناك قضية أهم من العمل على وضع حد للمأساة الإنسانية وزعزعة الاستقرار الإقليمي الذي أدى إلى إنتاج الصراع الدائر في سوريا".
وقالت الصحيفة إنه "في حال اعتبرت الأزمة الإنسانية السورية غير كافية للتوصل إلى حل في سوريا، فإن الحاجة للتوصل إلى حل لأزمة المهاجرين في أوروبا- كون الأزمة السورية سبباً مباشراً لها- قد يكون أحد الأسباب التي تدفعنا للاهتمام بمحادثات جنيف المرتقبة".
"هناك أمل"
أما صحيفة "الإندبندنت" فاعتبرت أن هناك "أملا في إنهاء الصراع الدائر في سوريا"، مع بدء محادثات السلام في جنيف الجمعة.
وأضاف كوبيرن أنه "من المقرر بدء محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة، الجمعة، في جنيف بعد سلسلة من الاحتجاجات حول من يحضر ومن لا يحضر هذه المحادثات"، مشيرا إلى أن العديد من الأحزاب المشاركة في الصراع في سوريا لن تشارك في مؤتمر جنيف ومنها: تنظيم الدولة وجبهة النصرة وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري.
وختم كوبيرن بالقول إن استخدام أقوى بلدين في العالم لإمكانيتهما العسكرية يعطيهما نفوذا متزيدا على الأرض.