احتفل أنصار
مبارك بما أسموه "أحداث يناير" على طريقتهم الخاصة، بالتذكير بمناقب الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، والتعرض قليلا إلى نظام
السيسي، ومهاجمة الإخوان المسلمين.
وبشيء من السخرية أحيانا، وببعض المنطق أحيانا أخرى، يحاول أنصار مبارك إثبات أن ثورة "25 يناير" لم تكن إلا مؤامرة، ونكسة للمصريين على غرار نكسة 1967.
مناقب الرئيس
وفي تعداد لمناقب مبارك، نشرت صفحة "أنا آسف يا ريس" الأشهر في الدفاع عن الرئيس المخلوع، عددا من المنشورات التي تعدد مناقب حقبة مبارك في مواجهة فترة حكم محمد مرسي، والسيسي من بعده.
وتبدأ إنجازات مبارك بحسب محبيه، من القصور الرئاسية التي طورها وحافظ عليها، وشرم الشيخ التي بنيت على أكتاف مبارك لتستضيف العالم كله، واحتياط النقد الأجنبي والودائع التي تركها وراءه، والمشروعات التي بدأها ثم نسبها غيره لأنفسهم.
ومن إنجازاته "جيش قوي تركه ليحافظ على البلد بعده، وبنية تحتية، وعلاقات عربية ودولية، وسيناء وطابا التي حارب من أجلها وأرجعها للمصريين".
وفي تهكم واضح على استقبال السيسي للرئيس الصيني وأخذه في جولة في قصر عابدين، قال القائمون على الصفحة، إنه كان يجب أن يعرف الرئيس الصيني أن من حافظ على هذا القصر بتحفه وفخامته ومقتنياته الأثرية طوال ثلاثين سنة، مسجون بسبب سرقة أسمنت وعلب دهان.
أما الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة، فكتب في "
المصري اليوم" مقالا عدد فيه مناقب المخلوع بدءا من استعادة طابا، والتهديد بقصف السد إن فكر الإثيوبيون في بنائه، مرورا بتدويل قضية حلايب وشلاتين بعد مغادرته الرئاسية.
ووصف سلامة مبارك بأنه "رمانة ميزان المنطقة" معتبرا إياه دعامة الأمن والاستقرار فيها، والدليل ما يجري في المنطقة من قلاقل وحروب في غيابه، وتابع: "بعد مبارك لم يعد هناك ما يسمى القادة العرب، الذين يمكن أن يعقدوا اجتماعا لأي سبب كان، وبعد مبارك انفرط عقد الأُمَّة، وتشرذم أهلها، إلى لاجئين هنا، أو متسولين هناك، أو حتى إرهابيين ومتطرفين. مبارك هو الذي استوعب جماعة الإخوان، وروّض جماعات العنف، واحتوى الأحزاب السياسية".
أما مؤسس صفحة "أنا آسف يا ريس"، عاصم أبو الخير، فاعتبر أن أهم مناقب المخلوع، هي: التأسيس لحياة ديمقراطية في مصر، والسماح بتكوين الأحزاب السياسية، وارتفاع عدد الصحف في عهده من 5 صحف قومية إلى عشرات الصحف وبعضها للمعارضة.
بين مبارك والسيسي
ولم يسلم نظام السيسي من أنصار مبارك حتى مع نزول الشرطة والجيش إلى الميادين، لمنع أي احتفال أو تظاهر بذكرى ثورة يناير التي أزاحتها وأصحابها "ثورة 30 يونيو" التي نصبت السيسي رئيسا للبلاد.
وسأل أنصار مبارك السيسي عن سبب منعه لـ"ثوار
25 يناير" من الاحتفال بثورتهم، وبما أنها "ثورة مجيدة" بحسب ما وصفها السيسي سابقا، فلماذا أغلق السيسي الميادين ونزل بالجيش إلى الشوارع، ومنع "الشباب الطاهر" من الاحتفال بـ"ثورته السلمية"؟
وفي مقارنة اقتصادية نشرت صفحة "أنا آسف يا ريس" صورة إنفوغرافيك تقارن بين مردودات قناة السويس في 2010، وبين مردودات قناة السويس إلى جانب التفريعة الجديدة في 2015، حيث استقر المبلغ على خمسة مليارات في الحالتين، غير أنه في الأولى لم يكلف الدولة أي حفر وبدون جمع 64 مليار جنيه من الشعب، وبدون تحميل الدولة فوائد، مع التذكير بأن الدولار كان في عهد مبارك بخمسة جنيهات وأصبح بثمانية جنيهات في عهد السيسي.
المستفيدون من رحيل مبارك
وبعد "نكسة 25 يناير" على غرار نكسة 1967، قال أنصار مبارك إن هنالك بالفعل من استفاد من رحيل مبارك، وأبرزهم من الدول: إيران، وتركيا، وإسرائيل، وقطر، وإثيوبيا.
وفي تهكم واضح حول أن مبارك كان يدفن الكفاءات، قالت الصفحة إن الكفاءات الفعلية التي كانت مدفونة في الدول سابقة الذكر.
وقالت إن الذين أحرقوا مصر في "25 يناير" هم نواب البرلمان الذين يمثلون الشعب اليوم.
ولم يضع أنصار مبارك جماعة الإخوان المسلمين من بين المستفيدين من رحيل المخلوع، لكون نظام السيسي الذي تهكموا عليه قد أعادهم إلى أماكنهم الطبيعية (السجون)، بحسب ما قاله مبارك لمؤسس الصفحة.
ثورة منحرفة
أما مؤسس حركة "أبناء مبارك" سامح أبو عرايس، فوصف الثورة بـ"المنحرفة"، وعليه فإن أبناء الثورة بنظره هم "أبناء منحرفة"، وعليه فإن عليهم أن يصمتوا.
وكتب أبو عرايس على صفحته على "فيسبوك": "بيقولك عملوا ثورة علشان الفقر والبطالة.. فنتيجة الثورة زاد الفقر وزادت البطالة.. فعايزين يعملوا ثورة تاني ضد الفقر والبطالة اللي تسببت فيه الثورة الأولى.. علم في المتبلم يصبح ناسي".
وقال عن "ثورة 25 يناير"، إن أساليب إشعال الثورات ترتكز على العواطف وليس على العقل، وإن العقل لا يقبل التعاطف مع 20 شخصا قتلوا في أحداث يناير، أو فساد بعدة مليارات جنيه في دولة ناتجها آلاف مليارات الجنيهات سنويا، لأن "المخرج عايز كده".
وذهب بعيدا حيث اتهم الإخوان المسلمين واليهود بتأجيج مشاعر المصريين قبل ذكرى "25 يناير" من أجل حثهم على النزول من خلال السحر الأسود، وتسخير الجن والشياطين على المصريين، بمساعدة من الأمريكان، وباستخدام حروب الجيل الخامس والحروب المناخية لإثارة غضب المواطنين وزيادة الاحتقان في نفوسهم قبل ذكرى "الثورة".
وعن هاشتاغ "
#أنا_شاركت_في_ثورة_يناير"، قال أبو عرايس: "على التالية أسماؤهم المشاركة في الهاشتاغ وهم: برنارد هنري ليفي.. باراك أوباما.. إليزابيث ملكة بريطانيا.. الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل.. أردوغان .. شيمون بيريز صاحب مشروع تقسيم الدول العربية.. بنيامين نتانياهو.. جيرد كوهين.. حمد بن جاسم وحمد بن خليفة وموزة.. خامنئي وأحمدي نجاد.. التنظيم الدولي للإخوان.. سيرجي بوبوفيتش اللي درب النشطاء في صربيا.. القرضاوي.. ميليشيات حماس اللي هاجمت الأقسام والسجون.. مرتزقة وقناصة بلاك ووتر.. داعش وبيت المقدس وتنظيم جيش الإسلام.. المجلس الماسوني العالمي.. النشطاء المدربين في الخارج.. وكلهم برعاية أستاذهم الأعظم الشيطان لوسيفر".