أثار تبني حركتي "
العقاب الثوري" و"
تنظيم الدولة"،
تفجير منطقة الهرم، الخميس الماضي، الذي راح ضحيته تسعة قتلى، بينهم سبعة شرطيين، و15 مصابا، تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء العمليات المسلحة خارج منطقة سيناء، وخصوصا مع اتهام "داخلية الانقلاب" لجماعة الإخوان المسلمين بارتكاب الحادث.
وأذكت العمليات المسلحة في دلتا
مصر والوادي، مخاوف البعض من تمدد تنظيم الدولة خارج سيناء من جهة، ومن توالد جماعات مسلحة من رحم القمع والاستبداد والظلم الذي يمارسه النظام الانقلابي من جهة أخرى.
واعتبر الخبير الاستراتيجي والعسكري، العميد أركان حرب صفوت الزيات، أن تبني جهتين تفجير الهرم، يثير علامات استفهام، "فتنظيم الدولة عادة لا يسترسل في العمليات القصيرة المدى، غير المشهدية، كما حدث في كمين العتلاوي بالعريش مطلع الخميس الماضي، والذي أسفر عن مقتل عدد من الضباط والجنود، حيث تتسم عملياته بالمبادرة والمفاجأة والمواجهة".
وأضاف الزيات لـ"
عربي21" أن "تنظيم
ولاية سيناء أعلن في أكثر من بيان، أن عملياته تقتصر على القوات الأمنية والعسكرية، وهو لا يسعى إلى تأليب المجتمع عليه بعمليات على غرار فترة التسعينيات"، لافتا إلى أن "المجتمع المصري مكشوف، ومكتظ بالسكان، وأن أي عمل مسلح سيكون له نتائج وخيمة، والتنظيم متنبه لهذه النقطة".
وبيّن أن "تنظيم الدولة ظهر في العراق ثم سوريا، حيث تنتشر المظالم، وعمليات
القتل والاستبداد، وهي ثغرات ينفذ منها بقوة، لما توفره تلك المجتمعات من بيئة خصبة للعدوانية والثأر، ولا يذهب هذا التنظيم إلى المجتمعات المتماسكة".
وأكد ضرورة عدم الخلط بين عمليات التنظيمات الإرهابية، وبين جماعة الإخوان المسلمين، وقال إن "إلقاء الاتهامات جزافا، والتشكيك في الآخر؛ لأن ذلك يذكي الصراعات، ويلبي طموحات تنظيم الدولة في تقسيم المجتمع".
شيطنة الإخوان
بدوره؛ استبعد القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، ناجح إبراهيم، أي دور لتنظيم الدولة في العمليات المسلحة خارج شبه جزيرة سيناء.
وقال لـ"
عربي21" إن "العديد من العمليات المسلحة في القاهرة هي من أعمال (العقاب الثوري)، وهي جماعة منفصلة تكفيرية، نشأت بعد الثورة، وضمت إليها بعض الجماعات، واستغلت فترات الفراغ الأمني".
واستبعد ناجح أن يكون لشباب جماعة الإخوان المسلمين أي دور في العمليات النوعية المتعلقة بالتفجيرات والاغتيالات، مؤكدا أن عملها "ينحصر في ما يشذ عن المسيرات، والمظاهرات من ألعاب نارية، وصدامات مع قوات الأمن"، وأن اتهام الإعلام وغيره لجماعة الإخوان، بالوقوف وراء العمليات المسلحة الأخيرة؛ يأتي في سياق "شيطنة الجماعة".
وقسم الجماعات المسلحة إلى ثلاث فرق،: "ولاية سيناء المرتبطة بداعش في شمال سيناء، وأجناد مصر التي عملت بعنف على مدار سنتين وتراجع نشاطها بعد الضربات الأمنية التي تلقتها، وأنصار الشريعة التي أبيدت عن بكرة أبيها"، لافتا إلى أن "النظام يدرك أن العمليات المسلحة النوعية لا تتسق مع منهج جماعة الإخوان المسلمين، وإلا كان استأصل شأفتهم".
وحول من يقف وراء هذه العمليات؛ قال ناجح إنها تأتي في إطار ما يسمى بعمليات "الذئاب المنفردة"، و"هم أفراد يرون أنهم تعرضوا لمظالم، ويرغب كل واحد منهم في الانتقام، بسبب سجنه، أو قتل أحد من أسرته، أو فصله من الجامعة، أو تعذيبه، وهي حالات مرتبطة بالمناخ العام للبلاد".
تنسيقية الناقمين
أما الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أحمد بان؛ فذهب إلى وجود ما يسمى بـ"تنسيقية للعنف".
وقال لـ"
عربي21" إنها تضم بعض الكيانات المسلحة، مثل
أجناد مصر، وأجنحة الإخوان التي خرجت عن خط الجماعة، وبعض المجموعات التي لها علاقة بتنظيم الدولة"، مستشهدا بـ"بتبني تنظيم
داعش، والعقاب الثوري لعملية الهرم، من خلال بيانين مختلفين".
وتابع: "حركة العقاب الثوري تسرب إليها بعض الإخوان الذين رفضوا خط الجماعة السلمي، وخرجوا عن سيطرتهم، وانخرطوا في العنف بشكل واضح".
شماعة
في المقابل؛ نفى عبدالموجود الدرديري، المتحدث باسم العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، تورط الجماعة في أي أعمال عنف.
وقال لـ"
عربي21" إن "موقفنا واضح من التفجيرات والعنف، فكلاهما محل رفض وإدانة، ولا تظن داخلية الانقلاب أن هذه الاتهامات الباطلة ستنطلي على الرأي العام الداخلي والخارجي".
ووصف الدرديري أجهزة أمن الانقلاب بـ"الفاشلة التي تعلق فشلها على شماعة الإخوان"، مؤكدا أن "ما يحدث من عنف؛ هو من صنع الأجهزة الأمنية، بهدف ترهيب الناس، وترويعهم، وصرفهم عن المشاركة في ذكرى ثورة يناير".