تمكنت عناصر الفرقة الأولى
الساحلية بالتعاون مع عدد من فصائل أخرى، صباح الأربعاء، من السيطرة على عدد من القرى والتلال الاستراتيجية قرب بلدة سلمى، في
جبل الأكراد بريف
اللاذقية، كانت قد سيطرت عليها قوات النظام في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال عبدو شموط، القائد العسكري لكتيبة أحرار الساحل التابعة للفرقة الأولى الساحلية: "حاولت قوات النظام بعد دخول مدينة سلمى منذ عدة أيام؛ توسيع مناطق سيطرتها بجبل الأكراد وحماية بلدة سلمى وإبعاد الثوار عنها، ولكن، وبعد عمل مشترك صباح اليوم تمكنت عناصرنا من كسر خط الدفاع الأول لقوات النظام في سلمى بسيطرتهم على قرية الحور وجبلها المطل على مناطق سيطرة النظام في سلمى ومحيطها".
وأوضح شموط، في حديث لـ"
عربي21": "بعد تمهيد بالأسلحة الثقيلة على مراكز النظام في قرية الحور وقرية الغنيمية وقرية وادي الشيخان، بدأت عناصر الاقتحام بدخول مواقع قوات النظام، حيث استمرت الاشتباكات ساعات قليلة بعدها تمكنت قواتنا من قتل العشرات من قوات النظام وأسر عناصر آخرين، منهم ضابط برتبة نقيب، واغتنام دبابتين وأربع رشاشات عيار 14,5 وعدد كبير من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخيرة"، بحسب قوله.
وذكر شموط أنه تم "تحرير قرية الحور، وقرية وادي الشيخان، وقرية الغنيمية القريبة من اتوستراد اللاذقية حلب الدولي، ضمن المعركة نفسها". وتكمن أهمية هذه المناطق في أنها تقع على مشارف جبل النوبة وبرج القصب، وتفصل بين جبل الأكراد وجبل التركمان، وفق ما أوضحه القائد العسكري.
وأوضح القائد العسكري التابع للجيش الحر أن الثوار يعملون على استعادة جميع النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام بالساحل بعد التدخل الروسي، "من خلال عمليات هجومية نستهدف بها تحصينات قوات النظام في كل من جبلي الأكراد والتركمان، لمنع قوات النظام من تحقيق تقدمات جديدة على هذه الجبهات، خصوصا بعد تواجد القادة الروس الذين يديرون المعارك على الأرض، والدعم الجوي الروسي الكبير لقوات النظام بهدف السيطرة على المناطق المحررة بالساحل"، بحسب قول شموط لـ"
عربي21".
وفي الأثناء، نفذ الطيران الحربي الروسي الأربعاء؛ العشرات من الغارات الجوية على مواقع الثوار في خطوط الاشتباك "ولكن لم يمنعنا ذلك من التقدم والسيطرة على المناطق الجديدة"، بحسب شموط الذي أشار أيضا إلى قيام قواته بإطلاق عدد من صواريخ غراد باتجاه مطار حميميم في اللاذقية، الذي ينطلق منه الطيران الروسي.
ولا تزال المواجهات مستمرة بين قوات النظام والثوار بمحاور
جبل التركمان، ضمن معركة "رص الصفوف"، خصوصا على محور عطيرة، ومحور جبل 46، ومحور تلة السودة.
وكان الثوار قد أطلقوا الاثنين؛ معركة "رص الصفوف" لاستعادة المناطق التي سيطر عليها النظام السوري، بدعم روسي، في جبل التركمان بريف اللاذقية. وتشترك في المعركة فصائل من ريف اللاذقية، إضافة إلى ريف حماة وريف إدلب. وقد تمكن الثوار من استعادة عدة قرى في اليوم الأول للمعركة.
وتعتمد قوات النظام في عملياتها في الساحل على القصف الجوي الروسي والتمهيد بالأسلحة الثقيلة بشكل كبير، قبل التقدم البري. أما الثوار، فيعتمدون على عمليات التسلل والكمائن بشكل أساسي.