منعت الحكومة
المغربية توزيع العدد الأخير من
المجلة الفرنسية Sciences et avenir، بسبب تضمنها ما اعتبره تجسيدا "سلبيا" لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما دافعت المجلة عن نفسها بأن عملها تاريخي ولا يقصد الإساءة للإسلام.
وأضح وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة المغربية،
مصطفى الخلفي، أن قرار عدم الترخيص بتوزيع مجلة "Sciences et avenir" بالمغرب كان بسبب تضمنها تجسيدا سلبيا للرسول صلى الله عليه وسلم، فقد "اتخذ القرار طبقا للمادة 29 من قانون الصحافة والنشر الحالي".
وتابع مصطفى الخلفي في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الأربعاء: "أبلغت القرار إلى الجهة الموزعة، والقرار يتطابق مع قانون الصحافة الذي وقعه وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة يوم 17 كانون الأول/ديسمبر 2015".
وخصصت المجلة الفرنسية "علوم ومستقبل"، العدد الصادر منتصف كانون الأول/ديسمبر 2015 من المجلة، عددا خاصا تمحور حول عنوان "الله والعلم"، قصرته المجلة للنقاش حول قضايا دينية وعلاقتها بالعلم الحديث.
وأضاف الخلفي، مدافعا عن قراره أنه جاء طبقا للقرار رقم 65 – 224 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 21 كانون الأول/ديسمبر 2010 والمتعلق بمناهضة تشويه صورة الأديان وخاصة الفقرة 19 من القرار.
وأوضح أن الفقرة الأممية تقول: "نرحب بالخطوات التي تتخذها الدول الأعضاء لحماية حرية الدين عن طريق سن أو تعزيز الأطر والتشريعات المحلية لمنع الحط من شأن الأديان ومنع عرض صور نمطية سلبية للمجموعات الدينية".
وخلص الوزير المغربي، إلى "أن هذا القرار ليس له أية علاقة بحرية الرأي والتعبير فمضمون المجلة تضمن أفكارا هامة وجديرة بالنقاش، وفي حالة عدم وجود هذا التجسيد عبر الرسم، والمسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، فلن تكون هناك مشكلة في توزيع المجلة".
ورفضت المجلة الفرنسية قرار
المنع، وسجلت أن الأمر "يتعلق برسمين يصوران السيرة الخاصة بالرسول محمد، مكتوبة بالعربية قبل ثلاثة قرون من ذلك التاريخ"، واعتبرت أن "الغرض منهما تاريخي وبيداغوجي، ويهدف إلى توضيح أصول النصوص المقدسة كالقرآن".
وتابعت المجلة في تعقيب لها، نشرته على موقعها الأربعاء، أن المنع يسير عكس الحوار الذي تريد تشجيعه، وأن الفترة الحالية تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى فهم معمق للعلم وللثقافات وللاعتقادات، يشجع على انفتاح أكثر على العالم".
ووصفت المجلة القرار المغربي بـ"المدهش والمحزن"، وأضافت أن عددها يطرح أسئلة حول العالم والتطور ومفاهيم المقدس من قبيل سفر الرؤيا والخلود من وجهة نظر علمية ودينية، كما أن هذا العدد الخاص تم بتعاون مع عدة علماء وفلاسفة ورجال دين، تمت محاورتهم في ندوة نظمتها الجمعية في وقت سابق.