مقالات مختارة

كواليس لقاء "داود أوغلو" مع زعيم المعارضة التركية

1300x600
كتب عبد القادر سلفي: في البداية يجب علينا أن نبارك لداود أغلو وكليجدار أوغلو، لأنهما استطاعا الاجتماع معا لمناقشة كيفية حل المشاكل التي تمر بها الدولة، خصوصا في هذه الفترة التي يحتاج فيها الشعب لمثل هذه الحوارات.

في الأسبوع القادم أيضا سيجتمع رئيس الوزراء بدولت باهجلي، أما صلاح الدين دميرطاش الذي أصبح مشغولا بحفر الخنادق فإنه سيكون خارج هذا المشهد.

بعد الاجتماع الذي سيجمع داود أغلو بدولت باهجلي، فإن رئيس الوزراء سيجتمع بكليجدار أوغلو مرة أخرى، لكن كليجدار أوغلو هو من سيقوم بزيارة رئيس الوزراء.

في هذا الاجتماع الذي ضم هذين الزعيمين تم إحراز تقدّم في أربع مواد. بدأ الاجتماع في موعده، ومرّت 45 دقيقة قبل أن يأتي خبر انتهاء الاجتماع، الأمر الذي أدى إلى شعور بالخيبة، ولكن عندما عرفنا أن هذا الخبر غير صحيح ارتاح الجميع. ومع ازدياد مدّة الاجتماع فإن الروح المعنوية لدينا ارتفعت أيضا. التصريح الذي أدلى به سري سريا أوندر الذي قال فيه إنه سوف يشرب "الشاي المُهّرب" ويعود، أدّت إلى إلغاء زيارة حزب الشعوب الديموقراطي. ولهذا فإن ما تم شُربه في زيارة حزب الشعب الجمهوري له أهمية. فقد شربوا خلال هذه الزيارة الشاي مع القرفة.

بعد المقابلة تحدثنا نحن وممثل صحيفة "ميليات" في أنقرة "سيربيل جيفيجان" مع رئيس الوزراء. كان يبدو جيدا ومعنوياته مرتفعة، وقال لنا إن "هناك مؤتمر صحفي يتم عقده في الأعلى، أنتم تضيعونه".

دعونا نتطرق الآن إلى المواد الأربعة:

1-  الدستور:

ألقى موضوع الدستور بثقله على اللقاء. وجاء اقتراح تشكيل لجنة مصالحة من رئيس الوزراء، وقبل كليجدار أوغلو ذلك دون اعتراض. وإذا رفض رئيس حزب الحركة القومية دولت باهجلي القبول بذلك فإن المهمة ستقع بعد ذلك على عاتق رئيس البرلمان إسماعيل كهرمان. رئيس البرلمان سوف يقوم بدعوة حزب الشعوب الديموقراطي أيضا لتشكيل لجنة المصالحة.

2- اللوائح الداخلية للبرلمان:

يريد حزب العدالة والتنمية تفعيل البرلمان بشكل سريع وأكثر كفاءة. ولكنه يفضّل فعل ذلك عن طريق المصالحة مع المعارضة. في الفترة التي كان فيها جميل جيجك رئيس البرلمان، فقد تم تأسيس لجنة للوائح الداخلية ولم يتم الاتفاق على ست مواد فقط. هناك اتفاق بين الزعيمين على تشكيل لجنة تهتم بحل المسائل الست المختلف عليها.

3- قوانين التنسيق مع الاتحاد الأوروبي:

في موضوع قوانين التنسيق مع الاتحاد الأوروبي فإن كمال كليجدار أوغلو كان واضحا جدا، حيث قال: "سوف ندعم بشكل كامل قوانين التنسيق مع الاتحاد الأوروبي". فدعم حزب الشعب الجمهوري في هذا الموضوع مهم جدا. وحده قانون الإعفاء من تأشيرة الدخول يتكون من 70 مادة، بالإضافة إلى أنه يتعلق بوزارة الداخلية ووزارة الخارجية على حد سواء.

موقف كليجدار أوغلو الإيجابي ساهم في إضفاء روح إيجابية على اللقاء، ولم يكتف بهذا، بل إنه قال أيضا: "في حال تم حل المشاكل الأخرى، فإننا سوف ندعم التعديلات القانونية". حزب الشعب الجمهوري يقدم دعما قويا في ما يتعلق بقوانين التنسيق مع الاتحاد الأوروبي.

4- قوانين الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر:

لقد قلنا إن دستور 1982 هو "دستور انقلاب الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر"، ولكننا لم نستطع الإتيان بدستور مدني يمسح آثار هذا الانقلاب. لقد أخفقت السياسة التركية في هذا المجال. وفي الوقت الذي يتم فيه عقد لجنة مصالحة من أجل كتابة الدستور الجديد وإعلان بداية جديدة، فإن اللقاء الذي جمع بالزعيمين ساهم في اتخاذ قرار مهم يتعلق بتنظيف نظامنا الحقوقي من قوانين الثاني عشر من أيلول/سبتمبر.

المواضيع التي ناقشها الطرفان

عندما أخرج كليجدار أوغلو موضوع تنقية قوانين الثاني عشر من سبتمبر من جدول الأعمال، قام رئيس الوزراء داود أوغلو بتقديم اقتراح. "يوجد لدينا ملف قمنا بإعداده على مدار الفترة التي عمل فيها السيد إيفكان آلا كمستشار لرئيس الوزراء إلى الفترة التي تولى فيها السيد بكر بوزداغ وزارة العدالة. وهو ملف شامل يتناول قوانين الثاني عشر من أيلول (سبتمبر). إذا كنتم ترغبون بذلك بإمكاننا أن نقدمها لكم".. ورد عليه كليجدار أوغلو بقوله: "نود الاطلاع على هذا الملف بكل رحابة صدر، سنعمل على تشكيل لجنة لكي يقوم أصدقاؤنا بدراسة هذا الملف".

سيقوم الحزبان بتشكيل لجنتين مختلفتين، ومن ثم ستقوم هاتان اللجنتان بالاجتماع للتعاون حول تنقية قوانين الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر.

قام كليجدار أوغلو بتقديم قضيتين إلى جدول الأعمال. إحداهما المسألة المتعلقة بجامعة الشرق الأوسط التقنية قائلا: "لا أجده صحيحا أن يتم الاستفراد بجامعة الشرق الأوسط التقنية من أجل حدث ما"، ورد عليه رئيس الوزراء بأنه سيعمل على التحقيق في ما يتعلق بالحادثة. الموضوع الثاني كان عن الصحفيين المعتقلين. وبعد أن ذكر اسم جان دوندار و إيردام غول، قال: "يوجد هناك 32 صحفيا معتقلا" وطالب بتعديل قانوني يمنع اعتقال الصحفيين.

رئيس الوزراء ذكّره بمبدأ أن الأساس هو المحاكمة قبل الاعتقال وليس العكس، ولكنه اعترض على فكرة أنه يوجد هناك 32 صحفيا معتقلا، وقال: "لم يتم اعتقال هؤلاء من أجل فعالياتهم الصحفية". ممثل صحيفة "الجمهورية" في أنقرة إيردام غول هو صحفي أعرفه عن قرب. في فترة الثامن والعشرين من شباط/ فبراير كان ينقل أصدق الأخبار عن أرباكان وحكومة طريق الرفاه. في عملية شاحنات الاستخبارات التركية تمت إقالة اللواء إبراهيم أيدن، ولكن إيردام غول تم اعتقاله. وهذا يعد غير مقبول، فإيردام جول ليس جاسوسا وليس تابعا للتنظيم الموازي. هو إنسان صادق لا يوجد لديه أي عمل آخر سوى الصحافة النزيهة.

أهم نقطة في اللقاء

النقطة الأهم في اللقاء الذي استمر لمدة ساعتين ونصف كانت النظام الرئاسي. تحدث الزعيمان عن النظام الرئاسي لمدة نصف ساعة. وصرّح رئيس الوزراء بعد اللقاء بأن "أكثر مادة تحدثنا عنها في اللقاء كانت النظام الرئاسي".

كليجدار أوغلو يدافع عن تعزيز النظام البرلماني. بينما يتحدث رئيس الوزراء عن النظام الرئاسي بكونه يغطي نواقص النظام البرلماني.

يدور هذا الحوار ما بين داود أغلو وكليجدار أوغلو:

يقول كليجدار أوغلو: "النظام البرلماني سوف يسير بشكل جيد إذا ما تمّت تنقية قوانين انقلاب قوانين الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر منه".

يرد عليه داود أوغلو: "نحن نعتقد أن النظام الرئاسي سوف يعمل بشكل أفضل. وعلينا أن نجد إجابة عن هذا السؤال على وجه الخصوص.. لماذا تعثّر النظام البرلماني؟".

بعد هذه المداخلة من داود أوغلو، قام بمقارنة النظام الرئاسي بالنظام البرلماني: "استقلالية القضاء في أي نظام موجودة؟ ما هو النظام الذي يعمل على الفصل؟ ما هو النظام الذي يحتوي على نظام مراقبة وتوازن؟". بعد أن أنهى رئيس الوزراء هذه المقارنة، استدار نحو كليجدار أوغلو وقال: "بإمكاننا أن نتناقش في هذه المواضيع".

يوجد هناك قسم من اللقاء لا يسعني ألا أكتبه.

رئيس حزب الشعب الجمهوري، وجّه كلمات ثقيلة تتجاوز حد الانتقاد نحو رئيس الجمهورية أردوغان. رئيس الوزراء قدم هذا الموضوع إلى الساحة.

"كلماتكم الموجّهة نحو حضرة رئيس الجمهورية تعمل على تسميم النظام. يجب استعمال لغة أكثر احتراما مع رئيس الجمهورية حتى لا يفسد المناخ السياسي"، ورد كليجدار أغلو على هذا الانتقاد بقوله: "وأنا أيضا لا أفضّل هذا الأسلوب ولكنه يهاجمنا كثيرا".

رئيس الوزراء كان قد رسم خريطة طريق جديدة من أجل فترة جديدة، وهي حوار مع المعارضة، خطاب جديد، تركيا جديدة، وكانت أول خطوة هي اللقاء بكليجدار أوغلو.

(صحيفة يني شفق التركية)