نشرت صحيفة "هافنغتون بوست" الناطقة بالفرنسية، تقريرا حول اشتباه السلطات البلجيكية بشخصين على الأقل من فرقة "
الدراجون الانتحاريون"، بضلوعهما في التخطيط لعمليات إرهابية في مدينة بروكسيل البلجيكية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن المحققين في
بلجيكا حصلوا على معلومات تفيد بأن هجمات إرهابية "خطيرة" ستستهدف البلاد، وأدت التحقيقات إلى إلقاء القبض على شخصين من فرقة "الدراجون الانتحاريون"، هما "محمد" و"سعيد".
وذكرت أن هذين الرجلين يشتبه في أنهما كانا قد قاما بالتخطيط لشن هجمات في بروكسل، أثناء الاحتفالات الخاصة برأس السنة الميلادية، مشيرة إلى أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن أحد هذين الشخصين، والذي يبلغ من العمر 30 سنة، وجهت إليه تهمة "التهديد بشن هجمات، والمشاركة في أنشطة إرهابية، بالإضافة إلى استقطاب الأشخاص من أجل تنفيذ جرائم إرهابية".
وأضافت أن هذا الشخص كان قد اعتقل سابقا بتهمة السطو المسلح، وتعتقد الشرطة البلجيكية أنه عضو أيضا في الجماعة التي تطلق على نفسها اسم "الشريعة من أجل بلجيكا".
ونقلت الصحيفة عن لودوفيك أنسل، أحد الأعضاء المنتمين لفرقة "الدراجون الانتحاريون" منذ 10 سنوات، قوله: "نحن نقوم بنشر مقاطع فيديو، ونتجمّع من أجل قيادة دراجاتنا النارية، كما أننا نقوم بالعديد من الأعمال الخيرية التي تعود بالفائدة على المدارس المحرومة، وغيرها من المؤسسات".
وتقوم هذه المجموعة بنشر أنشطتها على موقع "يوتيوب"، وبعض المقاطع المنشورة يعود تاريخها إلى 10 سنوات خلت، وتظهر أعضاء هذه الفرقة وهم بصدد القيام بحركات بهلوانية على طرقات العاصمة البلجيكية. ومع مرور الوقت؛ فقد تطورت أنشطة وأجهزة هذه المجموعة. وبحسب زعم البعض؛ فإنهم أصبحوا جزءا لا يتجزأ من ثقافة "الشارع"، وإنها تتطابق أنشطتهم مع المعايير السلوكية لثقافة "الضواحي".
وأشارت الصحيفة إلى أنه عند تصفح بعض مقاطع الفيديو التي قامت هذه المجموعة بنشرها؛ تبين أن بعض أعضائها "يحملون فكرا إسلاميا متطرفا" على حد تعبيرها، إلا أن لودفيك أنسل، أكد أن "المجموعة لا تقتصر فقط على المسلمين أو العرب، بل تضم أيضا مسيحيين وأفارقة، ولا توجد أية مشاكل بينهم؛ لأنهم ينشطون مثل عائلة واحدة".
وفي المقابل؛ أشار أنسل إلى أن "محمد وسعيد، المشتبه بهما الرئيسين اللذين تم إلقاء القبض عليهما بموجب مذكرة توقيف، كانا منغمسين في الفكر الديني، ومتشبثين به، إلا أنه لم يظهر عليهما أي نوع من التطرف؛ لا من خلال الأفعال، ولا التصريحات".
وقالت الصحيفة إن الملقب بـ"سعيد أبو شهيد"؛ لم يتوانَ عن إبداء تعاطفه تجاه
تنظيم الدولة، حيث نشر خلال سنة واحدة أربعة مقاطع فيديو على موقع "يوتيوب" من أصل تسعة، تحتوي على الدعاية الإسلامية، وتشير بكل وضوح إلى هذا التنظيم، كما أنه قام بتنزيل حوالي 133 مقطع فيديو على هاتفه الخاص، معظمها كان قد نشرها عمر أمسان الذي هو على صلة مباشرة بتنظيم الدولة.
وأضافت أن أعضاء فرقة "الدراجون الانتحاريون" قاموا باستبدال الأغاني الدينية الإسلامية بأغاني موسيقى الراب التي طالما رافقت مقاطع الفيديو التي ينشرونها؛ ويظهر ذلك من خلال الفيديو الذي نشر في تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2014، تكريما لأحد أعضاء الفرقة الذي لقي حتفه بعد تعرضه لحادث.
وذكرت أن الصفحة الرسمية لهذه الفرقة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بالإضافة إلى بقية مقاطع الفيديو التي قاموا بنشرها؛ لم تكن فيها أي إشارة للدين، "وبالتالي فإن من المرجح أن يكون فقط بعض أعضاء المجموعة هم وحدهم الذين يحملون أفكارا متطرفة".
وبينت أنه على الرغم من أن السلطات البلجيكية لم تعثر على أسلحة أو متفجرات خلال عملية التفتيش؛ فإنها وجدت أجهزة إلكترونية وبدلات عسكرية، بالإضافة إلى مواد تستعمل في الدعاية لتنظيم الدولة.
وختمت الصحيفة بالتساؤل: "هل ستواصل فرقة (الدراجون الانتحاريون) ممارسة أنشطتها، إذا ما تم إثبات التهم الموجهة ضد كل من محمد وسعيد؟".