كشفت وثيقة من 24 صفحة، حصلت عليها صحيفة "الغارديان"، عن خطط
تنظيم الدولة لبناء دولته. وتظهر الوثيقة الكيفية التي خطط فيها التنظيم لإدارة العمليات الإعلامية، وإدارة مركزية للنفط والمجالات الأخرى من الاقتصاد.
ويشير التقرير إلى أن الوثيقة كتبت العام الماضي، وحملت عنوان "مبادئ إدارة
الدولة الإسلامية"، وتحدد طموحات التنظيم في بناء وإدارة مناطق الدولة، خاصة مناطقها الغنية. وتقدم الوثيقة مع
وثائق أخرى صورة عن تنظيم يطمح، رغم قسوته، إلى بناء إدارة مدنية في مجال الصحة والتعليم والتجارة والاتصالات، وخلق فرص عمل، أي بناء دولة.
وتبين الصحيفة أن الوثيقة كتبت لتدريب "الكوادر الإدارية"، بعد أشهر من إعلان زعيم تنظيم الدولة أبي بكر
البغدادي عن
الخلافة في حزيران/ يونيو 2014، وتقدم صورة عن طريقة إدارة "الدولة" لمصادرها الطبيعية وعلاقاتها الخارجية والعلاقات العامة ومعسكرات التدريب العسكري.
ويلفت التقرير إلى أن الوثائق مؤرخة ما بين تموز/ يوليو إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وتفصل كيفية بناء الدولة لمعسكرات تدريب، وأنها تنظم جيشا نظاميا من المحاربين القدماء، الذين يجب أن تتم دعوتهم إلى دورة جديدة في كل عام تستمر لمدة أسبوعين، حيث يتلقون تدريبات على "فنون الأسلحة الجديدة والتخطيط العسكري والتقنية العسكرية".
وتورد الصحيفة نقلا عن الوثيقة أن هذه الدورة ستقدم لهم معلومات مفصلة عن التكنولوجيا "التي يملكها العدو، وكيف يمكن لجنود الخلافة الاستفادة منها". وتوصي الوثيقة بدائرة خاصة لإدارة معسكرات التدريب العسكرية. وهو ترتيب معقد يذهب أبعد من الترتيبات التي مارسها تنظيم القاعدة، الذي خطط لهجمات أيلول/ سبتمبر 2001.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن الوثيقة تكشف عن خطط التنظيم لتدريب الأطفال على الفنون القتالية. وهو ما أظهرته دعاية التنظيم. مستدركا بأن النص الذي أعده مصري يدعى أبو عبد الله كان واضحا في نيته لعمل هذا منذ منتصف نهاية 2014. وتقول الوثيقة إن الأطفال سيتلقون "التدريبات ويحملون الأسلحة الخفيفة"، و"سيتم اختيار البارزين منهم للقيام بمهام أمنية، بما في ذلك القيام بدوريات وحراسة نقاط التفتيش".
وتنوه الصحيفة إلى أن الوثيقة تكشف عن الحاجة للوصول إلى ثقافة موحدة، تجمع ما بين المقاتلين المحليين والأجانب، والوصول إلى حالة من "الاكتفاء الذاتي"، و"إنشاء مصانع الدولة العسكرية ومصانع الأغذية"، وخلق "مناطق آمنة"؛ من أجل توفير الحاجيات المحلية.
وبحسب التقرير، فإن الوثيقة وصلت إلى أيمن التميمي، الذي عمل منذ العام الماضي على ترتيب الوثائق كلها، التي تم الحصول عليها من التنظيم، ووصلته الوثيقة الأخيرة من خلال رجل أعمال يتعامل مع التنظيم.
ولم تقدم الصحيفة معلومات عن رجل الأعمال، لكنها قالت إنه سرب 30 وثيقة أخرى، منها فواتير وبيانات مالية من واحدة من أكبر ولايات التنظيم.
ويذكر التقرير أنه رغم معاناة التنظيم من خسائر ونكسات في الأشهر الأخيرة، إلا أن التميمي يقول إن الوثائق التي جمعها وعددها 300، تظهر حرصا من قيادة التنظيم على بناء دولة قابلة للحياة، تقوم على أيديولوجية قوية.
وتنقل الصحيفة عن التميمي قوله: "يرغب مشروع التنظيم بالحكم، وليس هدفهم القتال المستمر". ونقلت عن الجنرال المتقاعد ستانلي ماكريستال، الذي قاد القوات الأمريكية في العراق، في الفترة ما بين 2006 إلى 2008، قوله: "لو كانت الوثائق حقيقية، فهي مثيرة للانتباه، ويجب أن يقرأها الجميع، خاصة صناع السياسة في الغرب". وأضاف ماكريستال: "لو نظر الغرب لـ(داعش)، من خلال نمطية القتلة المتعطشين للدم، فنحن نسيء تقديرهم".
ويكشف التقرير عن أنه في وثيقة "مبادئ إدارة الدولة الإسلامية"، خطط عن التعليم، الذي يبدأ من الأطفال، واعتراف بأهمية الحكم الرشيد، وكيفية استخدام التكنولوجيا، وإدارة المعلومات "البروباغندا"، والتعلم من الأخطاء.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن الباحث في جامعة جورجيا تشارلي وينتر، يقول: "بعيدا عن كونها جيشا مجنونا متعطشا للدم، فتنظيم الدولة له حساباته السياسية، ويملك بنية معقدة ومخططا لها بشكل جيد".