اعتبر القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، أن
حزب الله كان وراء ترحيل الوفد الليبي الذي جاء بهدف مقابلة عدد من المسؤولين
اللبنانيين من أجل إخلاء سبيل نجل الزعيم الليبي السابق
هنيبعل القذافي.
وقال علوش، في تصريحات صحفية: "عندما تكون الدولة مخطوفة من قبل المليشيا، وأمن الناس تحت إمرة حزب الله هكذا تكون النتيجة". لافتا إلى أن الدولة قادرة على بسط سلطتها وأمنها، وأن أي جهاز أمني عليه أن يأخذ أوامر من الدولة ومن الأجهزة المعنية وبالتالي على الجهات الأمنية تفنيد الأمور.
وأكد علوش أن ذلك كان الهدف منه بعد سياسي وليس فقط أمني، لافتا إلى أن "هناك قيادات كانت على مدى سنوات تستغل قضية الإمام موسى الصدر وتتاجر فيها لكن مسألة الخطف سببت الإحراج لهم وتنصلوا منها عن طريق إيجاد مخارج تخفيفية".
وقد فتح ترحيل الوفد الليبي حسب تقرير لموقع جنوبية اللبناني -المؤلف من نائبة وزير العدل الليبي سحر عريبي بانون، ومحمد الشارق عبد الله، وأحمد علي أحمد، بعد أن كانوا في زيارة إلى لبنان للقاء كل من وزير العدل أشرف ريفي، ومدعي عام التمييز سمير حمود- نقاشا وتساؤلا حول سمعة لبنان الأمنية والدبلوماسية.
وطلبت عناصر جهاز الأمن العام، الثلاثاء، من الوفد الليبي العودة من حيث أتى فورا بسبب وجود تهديدات أمنية محدقة به، من دون تحديد طبيعة التهديدات والجهة التي تقف خلفها.
إقرأ المزيد: الأمن اللبناني يرحّل وفدا ليبيا جاء يطالب بتسليم نجل القذافي
وتفاجأت الهيئات السياسية والمدنية من عجز الدولة اللبنانية عن بسط سلطتها وفرض هيبتها، خاصة وأن الأجهزة الأمنية كانت على دراية بطبيعة الخطر الأمني فهربت من تحمل المسؤولية ولجأت إلى تهريب الوفد بدلا من مواجهة الجهات المهددة ودون أي توضيح يذكر.
وزاد استغراب المتتبعين للقضية بعد تصريح مستشار وزير العدل أشرف ريفي أسعد بشارة بالقول إنه "لا معلومات لدى وزارة العدل عن سبب إجراء الأمن العام بترحيل الوفد الليبي، وأن هذا الإجراء ليس من صلاحيات وزارة العدل".
واستنكرت المحامية بشرى الخليل وكيلة الدفاع عن هنيبعل القذافي، ما جرى ورأت أن "أي مواطن يتعرض للخطر فإن على الأجهزة الأمنية أن تتخذ التدابير اللازمة لحمايته عن طريق التصرف كأجهزة أمنية فعلية".
وأكدت الخليل أنها تواصلت مع الوفد ولكن لا معلومات دقيقة عن الجهة الأمنية التي طالبت بذلك.
واعتبرت أن "ترحيل وفد دبلوماسي بهذه الطريقة ولهذه الأسباب، أمر معيب وهو تصرف دون إدراك وبعد نظر".
وشددت على أن ما حصل هو "بمثابة فضيحة وإساءة لسمعة لبنان وللطائفة
الشيعية التي ستظهر وكأنها هي من وراء هذا التهديد الأمني". وتساءلت: "كيف يمكننا أن نتخيّل "جهاز أمن عام" غير قادر على حماية ضيوف على أرضه؟".
وعن قضية القذافي، أشارت الخليل أن "النائب السابق حسن يعقوب وشقيقه الدكتور علي يعقوب متورطان في اختطاف هنيبعل من سوريا، وأن اعتقال يعقوب ليس سياسيا بل هناك أدلّة وتسجيلات تثبت تورطهما".
وبالعودة لمسألة الوفد قالت الخليل: "نحن نعمل جاهدين للمحافظة على سمعة بلدنا وإعطاء صورة عن لبنان أنه دولة قانون من خلال إثبات أن عملية الاختطاف هي عمل فردي، لكن أمس للأسف تم نسف كل شيء عملنا لأجله".
وتعرض هنيبعل القذافي للخطف، في كانون الأول/ ديسمبر، من قبل إحدى "المجموعات المسلحة" في لبنان، وفق ما أكد مصدر أمني لبناني.