واصل قطاع كبير من الصحف
المصرية الصادرة الاثنين 28 كانون الأول/ ديسمبر 2015، مسلسل إلهائه للرأي العام، بالحديث عن هدايا ومشروعات، زعم أنها في الطريق للمصريين، على يد رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، عن الموضوع الأكثر أهمية، وهو بدء تشغيل سد "النهضة" الإثيوبي، ما يهدد حياة المصريين، فوصفته صحيفة بـ"الحارة السد"، التي اقتربت من الدخول فيها المفاوضات الجارية حوله بالخرطوم.
وبلغة بدت "ناعمة" في انتقاد التراخي الرسمي في معالجة هذا الخطر، على عكس الحال وقتما كان الرئيس محمد مرسي في سدة الحكم، أولى قطاع ثان أقل في العدد من الصحف الاهتمام الواجب، متهمة إثيوبيا بمحاولة إغراق "إعلان المبادئ"، الذي كان السيسي وقعه من قبل، وسخرت من الأمر صحيفة أخرى بالقول إن مصر تبحث عن نيلها في اجتماع "سداسي النهضة"، فيما لوحت ثالثة بالخيار العسكري.
هذا بخلاف انصراف قطاع ثالث من الصحف، إلى قضايا أخرى مختلفة، كاحتفال "الأهرام" بمرور 140 عاما على صدوره، وجديد لجنة التحقيق التي شكلها السيسي في تصريحات رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، بأن فاتورة الفساد في مصر خلال عام 2015، جاوزت الستمئة مليار جنيه (نحو 80 مليار دولار)، الذي تبنته "المصري اليوم".
هدايا السيسي للمصريين في العام الجديد
وسط المعمعة التي تحيط بمصر من كل جانب، وتعليق وسائل الإعلام الآمال على الاجتماع السداسي لوزراء خارجية وري كل من مصر والسودان وإثيوبيا، الذي يستمر الاثنين بالخرطوم، تجاهلت الصحف القومية (الحكومية) ذلك تماما، وأمعنت في ممارسة التضليل الإعلامي بحق المصريين، وخرجت بمانشيتات من نوعية مانشيت كالتالي: "هدية السيسي للمصريين في العام الجديد".
المانشيت تصدر صحيفة "المساء"، وفسرته بأن: "مشروع الـ1.5 مليون فدان ينطلق خلال ساعات.. ويحقق التنمية في 8 محافظات فقيرة.. معظمها بالصعيد".
ومع صورتين، الأولى إلى اليمين للسيسي، وهو يقلد خريجي معهد ضباط الصف المعلمين نوط الواجب العسكري، والثانية إلى اليسار، للسيسي، وهو يتحدث خلال زيارته لجهاز الخدمة المدنية، جاءت تكملة مانشيت المساء قائلة: الرئيس: مواجهة الإرهاب بتنمية سيناء.. التجمعات الصناعية والزراعية والسكنية المتكاملة.. هدفها تكوين مجتمع تنموي متكامل.. وتوفير فرص عمل للشباب.. الرئيس يشهد تخريج الدفعة 152 من معهد ضباط الصف المعلمين.
"الأخبار" صدرت بمانشيت مشابه لمانشيت "المساء" إذ قالت: "تدشين مشروع قومي جديد بعد غد.. السيسي بعد افتتاح مصنع رخام سيناء: لن نترك بقعة في أرض الفيروز دون تعميرها".
ومع صورة للسيسي كذلك، وهو يتفقد إنتاج مصنع الرخام، وبجواره وزيرة الدفاع، واصلت "الأخبار" حديثها: "الرئيس يشهد تخريج دفعة جديدة بمعهد ضباط الصف".
وسارت "روزاليوسف" على سير كل من الأخبار والمساء، فنشرت صورة السيسي قائلة: "السيسي: لن نترك منطقة في سيناء قبل تعميرها.. الرئيس يشهد تخريج الدفعة 152 من ضباط الصف المعلمين".
أما "اليوم السابع"، فقد صدرت بمانشيت على ثمانية أعمدة يقول: السيسي: توفير فرص العمل سيقضى على التطرف.
وفي التفاصيل نقلت "اليوم السابع" عن السيسي تأكيده ضرورة توفير فرص عمل مناسبة لأبناء سيناء، باعتبارها أحد الأمور التى تسهم في مكافحة الإرهاب والتطرف.
وأضافت: "قال السيسي - خلال الإعلان عن باكورة إنتاج أول تعاون بين شركة "مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار"، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، التابع للقوات المسلحة، والمتمثل في استكشاف واستخراج الرخام في سيناء، بحضور الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي أمس، الأحد: "من يعمل لن يفكر سوى في عمله وبيته وأولاده، ولن يفكر في التطرف"، مشددا على أن مكافحة الإرهاب والتطرف تكون بإيجاد فرص عمل حقيقية لكل المصريين، سواء في سيناء، وغيرها".
وبمانشيت أبيض على أحمر، قالت الأخبار المسائي: الرئيس يطلق إشارة البدء في تطوير تنمية سيناء.
وبمانشيت مصغر على عمودين، مع صورة السيسي، وهو "يشهد باكورة إنتاج شركة سيناء"، قالت الأهرام: "السيسي يطالب بسرعة الانتهاء من المشروعات التنموية بسيناء لتوفير فرص العمل ومكافحة الإرهاب".
فيما قالت "الوفد"، بمانشيت تحت "الترويسة": بشاير التعمير والتنمية في سيناء.. الرئيس يشهد انطلاق مشروع استكشاف واستخراج الرخام في "سحابة".
تعثر مفاوضات سد "النهضة"
انتبهت صحف مصرية صادرة الاثنين إلى خطورة تطورات ملف سد "النهضة" الإثيوبي، بعد إعلان إثيوبيا تحويل مجرى النيل، وخصصت مانشيتها له، وأولته اهتمامها البالغ، فقالت الشروق: "إثيوبيا تحاول إغراق "إعلان المباديء في الخرطوم".
وأضافت في مانشيتها: "أديس أبابا تطلب تخزين 3 مليارات متر مكعب مبدئيا.. والقاهرة: لن يحدث قبل انتهاء الدراسات الفنية.. اتفاق مبدئي على اختيار مكتب فرنسي جديد بديلا للهولندي لتنفيذ 30% من الدراسات".
وفي التفاصيل قالت "الشروق" إنها علمت من مصادر سودانية حضرت الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والمياه بمصر والسودان وإثيوبيا حول
سد النهضة، الذي بدأ أمس في الخرطوم، أن إثيوبيا فجرت مفاجأة جديدة خلال الجلسة المغلقة الأولى من الاجتماعات، وطلبت موافقة مصر والسودان على تخزين 3 مليارات متر مكعبة من المياه خلف السد، بعد تحويل مجرى النيل على أن تكون هذه الخطوة ضمن الإجراءات الإنشائية للسد، ولا تعني بداية التخزين الفعلي، لا سيما أن الإنشاءات لا تزال قائمة، ولم يكتمل بناء السد بعد، لكن استكمال البناء يتطلب بداية التخزين حتى يمكن اختيار السلامة الإنشائية للسد، والأنفاق، وبوابات التحكم".
وذكرت "الشروق" أن لوفد المصري رفض - بشدة - الطلب الإثيوبي مؤكدا أن إقدام إثيوبيا على تنفيذ هذه الخطوة يعني كسر وثيقة إعلان المباديء التي وقع عليها الرؤساء، التي تتضمن في البند الرابع التزام إثيوبيا بعدم تخزين أي كميات من المياه في السد، دون انتهاء الدراسات الخاصة بذلك، وبموافقة مصر والسودان معا على هذا الإجراء.
صحيفة "الوطن" شابهت "الشروق"، وخصصت مانشيتها لموضوع السد فقالت: "مفاوضات "النهضة" تقترب من الدخول في "حارة سد".. استياء مصري من تحويل مجرى النيل. ووزير الخارجية الإثيوبي: "البشير" قدم نصائح ومقترحات للوصول إلى التوافق.
وفي التفاصيل قالت الصحيفة: "نحو نفق جديد أشبه بـ"حارة سد"، تتجه مفاوضات سد النهضة، التي تزامن استئنافها في الخرطوم، مع الكشف عن خطوة إثيوبية "عارضة" بتحويل مجرى نهر النيل، ليمر من مجرى سد النهضة بدلا من المجرى البديل، الذي تم تحويله إليه في عام 2013، وهي الخطوة التي استقبلتها مصادر دبلوماسية مصرية ب"استياء بالغ"، فضلا عن تأثيرها المكتوم على مفاوضات فاعليات الاجتماع السداسي الثاني لوزراء الخارجية والري أمس، بمشاركة مصر والسودان وإثيوبيا".
صحف أخرى شاركت في الاهتمام بـ"النهضة"، وأولته مانشيتها واهتمامها..
فقالت الدستور: الحل العسكري مع إثيوبيا.. احتمالاته كبيرة.. صور بالأقمار الصناعية تؤكد بدء بدء إثيوبيا تخزين المياه خلف "سد النهضة".
وتناولت صحف أخرى تلك الأحداث، ولكن تالية لموضوع سد "النهضة"، فقالت "الوفد": "مياه النيل عبرت سد "النهضة" والحكومة آخر من يعلم.. وزير خارجية السودان يكشف بدء عمل توربينات الكهرباء قبل 36 يوما.. شكري علم بالإجراء الإثيوبي من الخرطوم.. ومغازي يبرره بأنه "إعادة المياه لمجاريها".
وبمانشيت على عمودين مع صورة "وزيري الخارجية والري خلال الاجتماع"، قالت "المصري اليوم": مصر تخوض "معركة النيل" في "سداسي النهضة".
وأشارت إلى أنه "بدأت وفود مصر وإثيوبيا والسودان أولى جولات الاجتماع السداسي في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الأحد، وسيطرت أخبار تحويل إثيوبيا مسار النيل الأزرق - ليمر عبر بوابات سد النهضة للمرة الأولى - على أجواء الاجتماع.. ومن المقرر أن تستمر الاجتماعات لمدة يومين، لحل الخلافات العالقة بين الدول الثلاث، التي شملت تفسير البند الرابع من اتفاق المبادئ، الذي وقعه قادة مصر والسودان وإثيوبيا، 23 مارس الماضي".
وبمانشيت على عمودين قالت روزاليوسف: احتفالات إثيوبيا بتشغيل السد تعكر صفو مفاوضات الخرطوم.
وقالت "الأخبار" في مانشيت أعلى الترويسة: الوفد الإثيوبي يثير أزمة ويرفض مصافحة الوفد المصري في الخرطوم.. مصادر: أديس أبابا تبدأ تخزين المياه يوليو القادم.
وقالت "المساء"، في مانشيت مصغر أعلى الترويسة: مصير مفاوضات سد النهضة في اجتماع الخرطوم اليوم.
وتحت المانشيت الرئيس قالت "اليوم السابع": مفاوضات "إنقاذ المفاوضات" في الخرطوم.
وفي التفاصيل ذكرت الصحيفة أن العاصمة السوادنية الخرطوم، تشهد اليوم الاثنين، ختام الاجتماع "السداسي"، بشأن سد النهضة الإثيوبي، بحضور وزراء الخارجية والري، لمصر والسودان وإثيوبيا، وسط ترقب كبير أن يسفر هذا الاجتماع عن حسم الخلافات العالقة.
وقال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن اتفاق المبادئ بشأن سد النهضة، الذي تم توقيعه بين زعماء الدول الثلاث، في شهر مارس الماضي بالخرطوم، أسس لعلاقة استراتيجية قائمة على أرضية من العلاقات القوية التى تربط بين مصر والسودان وإثيوبيا، وفق قوله.
لجنة في "المصري اليوم".. واحتفال في "الأهرام"
أكبر صحيفتين مصريتين مارستا التضليل والإلهاء، ولكن بإثارة نوعية ثالثة من الموضوعات التي شغلت مانشيتاتها واهتماماتها اليوم الاثنين، أبرزها صدور "المصري اليوم" بمانشيت على ثمانية أعمدة يقول: "لجنة السيسي تحاصر فساد 6 وزارات".
ومع صورة "السيسي وهو يتفقد إنتاج الرخام السيناوي وخلفه إنتاج جديد يحمل اسمه"، نقلت الصحيفة عن "مصادر رقابية مطلعة"، قولها إن لجنة تقصي الحقائق، التي أمر السيسي بتشكيلها، لفحص الوقائع التي كشف عنها المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات - بدأت عملها صباح أمس، وتحفظت على مستندات تؤكد وجود فساد مالي في وزارات عدة، منها الزراعة والمالية والاتصالات والنقل والري والداخلية، التي شهدت العدد الأكبر من الوقائع.
أما "الأهرام" فانشغلت باحتفالها بمرور 140 عاما على تأسيسها، فصدرت بمانشيت يقول: "الأهرام.. يوم الوفاء.. رؤساء ووزراء ومسسئولو هيئات يهنئون "الأهرام" بعيده ال140".
وفي التفاصيل أشارت "الأهرام" إلى أنه هنأ "الأهرام" بعيد تأسيسها الأربعين بعد المائة، كل من: رئيس اليونان، ورئيس قبرص، ورئيس وزراء اليونان، ووزير الدفاع، علاوة على المستشار جمال ندا رئيس مجلس الدولة، الذى هنأ رئيس التحرير هاتفيا"، بحسب الصحيفة.